سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«المعزول» ل«قاضى التخابر»: أنا مش سامع حاجة ومش شايف رئيس المحكمة المحكمة تؤجل ل23 فبراير وتنتدب 10 محامين للدفاع عن المتهمين و«العوا» يعلن تنحى الدفاع بحجة استحالة المحاكمة فى القفص الزجاجى
أنهت أمس محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار شعبان الشامى، حالة الجدل التى أثارها المتهمون فى قضية التخابر والمتهم فيها مرسى و34 آخرون، حول القفص الزجاجى الذى يتم وضع المتهمين فيه لعزل أصواتهم، حيث قررت المحكمة انتداب 10 محامين للدفاع عن المتهمين فى القضية، عقب إعلان هيئة الدفاع الانسحاب من القضية اعتراضاً على القفص الزجاجى، فى محاولة للضغط على المحكمة لإزالته، وقررت المحكمة التأجيل لجلسة 23 فبراير الجارى لاستكمال المحاكمة. وبدأ المتهمون فى الهتاف فور دخولهم القفص، وظهر صوتهم فى القاعة خافتاً جداً، ورددوا هتافات: «ثوار أحرار هنكمل المشوار، وعسكر عمره ما يهزم شعب، ويسقط حكم العسكر»، وتبادلوا الإشارات مع محاميهم، فيما دخل أسامة محمد مرسى، نجل الرئيس المعزول، كعضو فى هيئة الدفاع مع كل من سليم العوا ومحمد الدماطى وكامل مندور ومحمد طوسون وأسامة الحلو، وشددت قوات الأمن من إجراءات التأمين داخل وخارج القاعة، وأشرف اللواء أسامة الصغير، واللواء سيد شفيق، مساعدا وزير الداخلية على إجراءات التأمين. وظهرت على خيرت الشاطر علامات الغضب والتجهم طيلة الوقت، ولم ينضم إلى المتهمين فى حواراتهم الجانبية داخل القفص، وظل شارداً فى أحد جوانب القفص دون أن يتحدث إلى أحد، فيما حرص بديع وحجازى وعبدالعاطى والبلتاجى والعريان على ترديد الهتافات، وجلس المتهمون وأعطوا ظهورهم للقفص مع دخول هيئة المحكمة. وقال أحد المتهمين صارخاً من داخل القفص فور دخول هيئة المحكمة إنه يعمل صحفياً ويُدعى إبراهيم الدراوى ويريد الحديث والترافع عن نفسه، وطلب رئيس المحكمة من السكرتير تلاوة أسماء المتهمين والنداء عليهم لإثبات حضور المحبوسين بمحضر الجلسة، إلا أن الدفاع بدأ فى الحديث ليطلب من المحكمة إزالة القفص الزجاجى، لأن المتهمين لا يسمعون ما يدور فى الجلسة، وطلب أحدهم الدخول لقفص الاتهام وتجربة الصوت، فوافق رئيس المحكمة، وبالفعل دخل أحد أعضاء هيئة الدفاع إلى القفص وأجرى تجربة للصوت، مؤكداً للمحكمة أنه يسمع، وتحدث من الداخل وسمعه الحاضرون فى القاعة. وتحدث مرسى من داخل القفص موجهاً حديثه إلى هيئة المحكمة قائلً: «عايز أعرف انتو سامعينى ولا لأ.. إحنا فى مهزلة. إيه اللى بيحصل ده كله.. انتو خايفين منى؟ لو خايفين سيبوها وامشوا.. اللى خايف من التحام الشعب بالرئيس يروّح». كما وجّه مرسى حديثه لمحاميه قائلاً: إذا استمرت المهزلة بهذه الطريقة، ماتكملوش فى المحاكمة وليقضى الله بما يشاء.. انتم بتكملوا المهزلة دية ليه.. هما خايفين منى أظهر وسط الناس؟ يبقى مالهمش سند جماهيرى.. اللى عايز حاجة منى يواجهنى. أنا مش شايف رئيس المحكمة، والله ما انا شايفه». وصفق جميع أعضاء هيئة الدفاع، وقطعت المحكمة الصوت عن القفص، ودار خلاف جديد بين الدفاع والمحكمة، وقال الدكتور سليم العوا للقاضى: نريد الحديث مع المحكمة فى غرفة المداولة، ورد القاضى: «نخلّص الإجراءات ونشوف»، فقال العوا: لا.. عايزين نتكلم قبل الإجراءات. وقام المتهمون بالطرق على القفص من الداخل. وقال كامل مندور، عضو فريق الدفاع: لاحظنا أنه عند إجراء التجربة على دائرة الصوت كان الصوت ضعيفاً فى القفص الأول، فقامت المحكمة برفعه حتى صار مسموعاً، وتبين أن القفص الثانى ليس به صوت، ونطلب من المحكمة رفع دائرة الصوت لأن أى حائل بين المتهم ودفاعه والمحكمة يُبطل المحاكمة ويصبح الحكم الصادر فيها هو والعدم سواء، وهذا الإجراء يرفضه المتهمون جميعاً كما ذكر السيد الرئيس، فقاطعه القاضى قائلاً: «دى محكمة، أنا ماعنديش ألقاب، اللى قدامى متهمين»، فرد مندور قائلاً: «حضرتك سميه زى ما انت عايز، ونحن غير ملزمين بذلك، هو بالنسبة ليا الدكتور مرسى ولا أطالب المحكمة أو النيابة باستخدام نفس اللقب».. فقال القاضى: «أحترم رأيك.. اتفضل كمل». وأكمل مندور قائلاً: «سمعنا الدكتور مرسى يرفض الاستمرار فى وجود هذا القفص، ونحن نرى كدفاع أن استمرار المحاكمة فى وجود هذه القيود مرفوض رفضاً تاماً لأنه يُبطل الإجراءات والمحاكمة، ونحن لا نرضى بأى إجراء باطل ونرفض الاستمرار». وقال الدكتور العوا: نرى استحالة المحاكمة فى ظل القفص الزجاجى ونحن نتنحى عن الاستمرار فى القضية. أنا حاضر عن الدكتور مرسى العياط وأتكلم بلسان باقى الدفاع. وتابعه جميع المحامين وأعلنوا نفس موقفه. من ناحية أخرى فرضت قوات الأمن حصاراً كبيراً وانتشر آلاف من ضباط وأفراد الشرطة فى محيط الأكاديمية، وكانت هناك مفاجأة حضور «أسامة» نجل الرئيس المعزول إلى مقر المحاكمة بصحبة محمد سليم العوا وآخرين من أعضاء هيئة الدفاع، وتم إدخالهم من البوابة الرئيسية.