بدأت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بأكاديمية الشرطة، برئاسة المستشار شعبان الشامي، صباح اليوم الأحد، نظر أولى جلسات محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي و35 متهمًا آخرين من قيادات وأعضاء تنظيم الإخوان، بتهم التخابر مع منظمات وجهات أجنبية خارج البلاد، وإفشاء أسرار الأمن القومي، والتنسيق مع تنظيمات جهادية داخل مصر وخارجها، لإعداد عمليات إرهابية داخل الأراضي المصرية. وفور إيداع المتهمين قفص الاتهام، هتف قيادى الإخوان سعد الكتاتنى، وصفوت حجازى، "يسقط يسقط حكم العسكر"، و"قولها بقوة عمر العسكر ماهيغلب شعب"، ورفع أعضاء هيئة الدفاع عن مرسي شارات رابعة. وحضر أسامة مرسى، نجل الرئيس السابق محمد مرسى، قبل بدء محاكمة والده و35 آخرين من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، فى قضية التخابر، وأكد أن "التسريبات التى خرجت من داخل المحكمة عن حديث مرسى وسليم العوا، رئيس هيئة الدفاع، أكبر دليل على عدم اتباع هيئة المحكمة لإجراءات التقاضى السليمة، حيث إن تلك التسريبات مخالفة للقانون والمواثيق الدولية". وعن سبب حضوره اليوم، الأحد، أمام محكمة جنايات شمال القاهرة المنعقدة فى أكاديمية الشرطة، برئاسة المستشار شعبان الشامى، رغم منعه فى القضايا الأخرى، أكد أنه من الطبيعى حضوره، قائلا: "أنا محام من حقى أدخل أى دائرة على مستوى الجمهورية"، مضيفا: "منعى من الدخول يعتبر إجراءً استثنائيا مخالفا للقانون، ولا أستطيع تبريره، ولكن تسأل فيه الأجهزة المعنية". وقال أسامة مرسى إنه حضر للدفاع عن جميع المتهمين ماعدا والده؛ لأنه الرئيس الشرعى للبلاد، موضحا أن آخر مرة التقى فيها والده كانت فى 4 نوفمبر الماضى، مضيفاً "كان زى الحديد، الحمد لله متفائل على طول، والرئيس الدكتور أحد أبطال ثورة 25 يناير وهو الآن يدفع ضريبة توليه حكم البلاد"، كما تابع أن قرار وزير الداخلية بمنع الزيارات عن والده غير مكتوب ولذلك يعتبر قرارا باطلا. وعند فتح الميكرفونات، صاح مرسي مرددا عبارة "الحمد لله الحمد لله"، فور بدء جلسة محاكمته وقيادات الإخوان فى قضية التخابر، ثم نادى على نجله الذى حضر الجلسة يا أسامة ازيك انت سامعنى". وقال مرسي من داخل قفص الاتهام فور بدء جلسة محاكمته، مخاطبا هيئة الدفاع بالانسحاب قائلا "احنا فى مهزلة ليه كل ده، عشان خايفين مننا خايفين إن الرئيس يطلع، ايه المهزلة دى"، ونادى على محمد سليم العوا قائلا "يا عوا انت بتكمل المهزلة دى ليه، واللى عايز حاجة يواجهنى بيها" ثم أغلق رئيس المحكمة الميكرفون عنه . وبعد فتحه مرة أخرى قال مرسي "المحامين، متكملوش المحاكمة إذا استمرت متكملوش مهما يكون ودى مهزلة لا تشاركوا فيها"، مضيفا: انا مش شايف رئيس المحكمة والله ما انا شايفه. ثم سادت حالة من الهرج والمرج داخل القاعة لان المستشار شعبان الشامى كان يثبت المتهمين بنفسه دون رد منهم، فاعترض كامل مندور أحد أعضاء هيئة الدفاع على ذلك الإجراء، وطالب من المحكمة أن تنادى على المتهمين وهم يردون، فقال القاضى إن الميكرفون داخل القفص مفتوح ولكن المتهمين لايريدون الرد، فيما صاح البلتاجى "احنا مش سامعين ومافيش أى صوت داخل أو خارج"، فرد القاضى "لا المتهمين سامعين". وقال العوا قبيل بدء جلسة المحاكمة، إن عدداً من المحامين قد تقدموا ببلاغات للنائب العام بسبب التسريبات التى تم نشرها للقائه مع الرئيس السابق فى الجلسة السابقة، أثناء نظر قضية قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية . وتقدم العوا بطلب للمحكمة بإزالة الحاجز الزجاجى حتى يتم التواصل بين الدفاع والمتهمين ورئيس المحكمة، وشكك فى عدم تدوين الطلب من قبل سكرتير المحكمة، لكن القاضى أكد أن طلبه تم تدوينه بالفعل. وطالب دفاع المتهمين، المحكمة بإخراج الفنيين المسئولين عن الميكرفونات من داخل القفص الزجاجى لتحكمهم فى عدم وصول الصوت للمتهمين، وقد استجابت المحكمة لطلب الدفاع وقامت بإخراج الفنيين من القاعة. كما طالب خالد بدوى، أحد أعضاء هيئة الدفاع عن المتهمين، بالدخول لقفص الاتهام؛ للتأكد من وصول الصوت للقفص، وتم السماح له بالدخول بصحبة أحد الضباط، وفور دخوله القفص تبادل الحديث مع رئيس المحكمة للتأكد من الصوت، وقال إن الصوت ضعيف، فيما طلب كامل مندور، أحد أعضاء هيئة الدفاع، من خالد بدوى، أن يجرب القفص الثانى قائلا: "بلغ تحياتنا للريس". وانسحب العوا وكامل هيئته، من مهمة الدفاع عن مرسى وقيادات جماعة الإخوان المسلمين فى قضية التخابر، وقررت المحكمة رفع الجلسة، وقال محمد الدماطى، إنهم سيحضرون الجلسة المقبلة وسيناضلون من أجل إزالة القفص الزجاجى المخالف للقانون. وأضاف الدماطى أن الهيئة قررت الانسحاب من هذه الجلسة؛ اعتراضا على القفص، وأشار إلى أنه سيكون أمام المحكمة خياران، إما إزالة القفص وتأجيل نظر القضية، أو اتخاذ المحكمة قرارا بندب محامين من نقابة المحامين للدفاع عن المتهمين، وأكد أنه "فى حالة ندب محامين، سنحضر الجلسة المقبلة، حيث إنه بمجرد حضور المحامى الموكل يلغى ندب المحامين". واحتد كامل مندور، أحد أعضاء هيئة الدفاع عن مرسي، على رئيس المحكمة أثناء نظر قضية التخابر التى يحاكم فيها مرسي وقيادات جماعة الإخوان المسلمين، حيث طالب بإزالة القفص الزجاجى حتى يتم التواصل بينهم وبين المتهمين. وقال مندور: "الحكومة الانقلابية هى من أصرت على وضع القفص الزجاجى لإذلال المتهمين وللخوف من الرئيس الشرعى للبلاد"، على حسب قوله، وأضاف: "إنت مالكش صفة ولازم تشيل القفص بعد الرجوع للسلطات الانقلابية".