ثارت رسالة اللواء خليفة حفتر رئيس أركان الجيش الليبي السابق سخرية الكثيرين، فيما يخص أن الجيش يعاني حالة من الفوضى والضعف لدرجة أنه يعتمد على الميليشيات المسلحة لحفظ الأمن في غالبية أنحاء البلاد، التي تعاني فيها أيضا الحكومة والبرلمان من الضعف الشديد والانقسام. ووصف علي زيدان رئيس الوزراء الليبي بيان حفتر بأنه "يبعث على الضحك" واتهمه بأنه يتحدث "بلغة الانقلاب"، مضيفا أن "الموقف تحت السيطرة"، ونشرت وزارة الدفاع البيان على موقعها الإلكترونية نافية التقارير عن سيطرة قوات على طرابلس، قائلة إن الأوضاع في العاصمة طبيعية. لكن البيان يلقي بالضوء على غياب السيطرة في ليبيا منذ الإطاحة بالزعيم الاستبدادي معمر القذافي عام 2011. وقبل ثلاثة أيام، أعلنت وزارة الدفاع إحباط "محاولة انقلاب"، رغم أنها لم تذكر تفاصيل وافية عن الأمر ومن غير الواضح ما إذا كانت المحاولة ذات صلة بحفتر أم لا. يشار إلى أن الحكومة المركزية لديها سلطات محدودة، وتعاني من اضطرابات منذ أشهر، وتحاول الفصائل الإسلامية في البرلمان الإطاحة بزيدان المدعوم من الغرب، ومنحته مهلة حتى الأسبوع المقبل لمغادرة منصبة، فيما تعاني كبرى الميليشيات في البلاد من انقسامات، فبعضها يصطف خلف رئيس الوزراء، والآخر يدعم معارضيه في البرلمان. والعام الماضي، اختطف زيدان على يد عدد من الميليشيات المناهضة له، مما دق ناقوس الخطر بشأن القوة الجامحة للميليشيات التي تتعامل مع الحكومة المركزية الهشة وكأنها رهينة، والكثير من هذه الميليشيات المسلحة يحوي إسلاميين متطرفين لديهم نفس أيديولوجية تنظيم القاعدة، وعادة ما تستخدم الميليشيات المسلحة العنف لتخويف المسؤولين ومن ثم التأثير على السياسات، فضلا عن قتل مسؤولين أمنيين وخطف أقاربهم. وكان اللواء خليفة حفتر قد تم تعيينه رئيسا لأركان الجيش في عهد القذافي، لكنه انشق قبل أعوام من اندلاع انتفاضة 2011، وعقب الإطاحة بمعمر القذافي، عين في نفس المنصب مجددًا، لكنه أبعد من منصبه بعد فترة قصيرة، ولم يشاهد منذ ذلك الحين وليس معروفا مدى الدعم الذي يحظى به بين فصائل ليبيا المسلحة المتعددة. وظهر حفتر في الفيديو الذي وضع على الانترنت بملابسه العسكرية وهو يقف أمام خريطة ليبيا والعلم الوطني، ووقرأ خطة من خمس نقاط "لانقاذ الدولة"، بما فيها حل البرلمان والحكومة، وتشكيل لجنة رئاسية تمثل الفصائل السياسية في البلاد ومجلس دفاع وطني تحت قيادته. وقال حفتر "هذا ليس انقلاب بالمعني التقليدي، الجيش لا يتحرك ليحكم أو يسيطر، ولكن لتوفير مناخ آمن للشعب بأن يحكم نفسه عبر انتخابات وأن يبني دولة قوية". وحذر من أن ليبيا "ستختفي من خريطة العالم" في غضون أعوام قليلة، إذا استمرت الفوضى الحالية. ولم يكن هناك أي مؤشر على تحركات غير معتادة للجيش في طرابلس. وكان رئيس أركان الجيش الليبي السابق دعا إلى حل برلمان البلاد وحكومتها، وذلك عبر رسالة بتسجيل مصور، اليوم، سخر منها كثيرون باعتبارها محاولة فاشلة لإعلان انقلاب، بما يعكس الفوضى في هذا البلد الواقع شمال إفريقيا.