سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أهالي الشرقية يشيعون جثماني شهيدي الإسماعيلية.. وسط هتافات مناهضة للإخوان زميل "عيد": الشهيد أصر على المشاركة بالمأمورية مكاني.. ولم يتهاون في مطاردة مرتكبي الجرائم
شيع عصر اليوم، الآلاف من أهالى الشرقية، وسط جنازة شعبية مهيبة، جثماني الشهيدين رقيب عيد خيري عبدالحفيظ "43 عامًا - مقيم بالقواشنة بقرية رمل المركز ديرب نجم"، وعريف محمد محمد عبدالقادر عوض "27 عامًا - مقيم بقرية بني شبل التابعة لمركز الزقازيق"، من قوة مديرية أمن الإسماعيلية، اللذين لقيا حتفهما أمس، إثر إصابتهما بأعيرة نارية على أيدى مسلحين مجهولين أثناء عودتهم من مأمورية. تقدم الجناة، عدد من القيادات الأمنية، على رأسهم الدكتور سعيد عبدالعزيز محافظ الشرقية، واللواء سامح الكيلاني مدير الأمن، واللواء محمد مسعود مساعد مدير الأمن، واللواء رفعت خضر مدير إدارة البحث الجنائي. خرجت الجنازة، من أمام مسجد الفتح بمدينة الزقازيق، وردد الأهالي، هتافات مناهضة للجماعات الإرهابية وتنظيم الإخوان منها "لا إله إلا الله.. الإرهاب عدو الله"، "مش هنسيب حق الشهيد"، "الشعب يريد إعدام الإخوان"، "القصاص القصاص دم بدم رصاص برصاص"، "وحياة دمك يا شهيد إعدام مرسى جي أكيد". حمل الأهالي، وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، مسؤولية الحوادث الإرهابية المتكررة التي تحصد أرواح رجال الجيش والشرطة دون أن يقترفوا أية ذنب، مطالبين بسرعة ضبط الجناة وتقديمهم للمحاكمات العادلة. كان أهالي قريتي الشهيدين احتشدوا بالشوارع فور تلقيهم خبر الوفاة، في انتظار وصول الجثمانين لتشيعهما لمثواهما الأخير بمقابر القريتين، وامتدت ساعات الانتظار لأكثر من 7 ساعات متواصلة، لا ينقطع خلالها الحديث عن ضرورة القصاص من الإرهابين. في قرية بني شبل التابعة لمركز الزقازيق، انقسم الأهالي ما بين أعداد توجهت لاصطحاب الجثمانين من مدينة الإسماعيلية، والمشاركة في الجنازة من أمام مسجد الفتح، والآخرين احتشد بمقابر القرية التي سابقهم لها زوجة الشهيد وشقيقاته الثلاثة. "أنا جيت هنا عشان ألحق أشوفه لآخر مرة حتى وهو في الكفن قبل ما يدفنوه في القبر"، بتلك العبارة المؤلمة بدأت زوجة الشهيد السيدة سحر محمد عبدالمنعم، حديثها معنا محاولة التغلب على آلامها وجرحها. عقب دفنه، جلست الزوجة الملكومة بجوار قبر زوجها محتضنة أبنائها "رضا البابغ من 5 سنوات تلميذ بالصف الخامس الابتدائي، ممدوح تلميذ بالصف الثالث الابتدائي، أيمن بأولى حضانة"، وظلت تردد عبارات "معقولة أنا مش هشوفه تاني، حرمونا منه ليه، دا إحنا مش لينا غيره، هو سندنا وظهرنا في الدنيا، يارب انتقم من اللي قتله وحرق قلبنا عليه". فيما جلست شقيقات الشهيد الثلاثة طريحات الأرض، يلتف حولهن سيدات القرية، مدرددين "حسبي الله ونعم الوكيل في اللي قتلك يا خويا، يارب هات حق أخويا". قال محمد عبدالفتاح الظوارهري، أمين شرطة من قوة مديرية أمن الإسماعيلية، وزميل الشهيد "عيد" من ديرب نجم، إن الشهيد لدية 3 أبناء، وكان لا يتأخر عن أداء واجبه ولا يتهاون في مطاردة مرتكبي الجرائم، وعندماوقعت العمليات الأرهابية التي تستهدفه رجال الجيش والشرطة، لم يخف وكان دائمًا يقول "إن الرب واحد والعمر واحد"، لافتًا إلى إنه كان من المفترض أن يشارك هو بالمأمورية التي استشهد خلالها الشهيد، إلا أن الشهيد أصر على المشاركة، قائلًا "أنا بحب أخدم بلدي حتى آخر نفس في عمري".