أكد المتمردون الحوثيون الشيعة، اليوم، رفض التقسيم الذي أعلنه الرئيس عبدربه منصور هادي لشكل الدولة الاتحادية المزمع إقامتها في اليمن، معتبرين أن الصيغة التي اعتمدت والتي ستجعل البلاد ستة أقاليم تقسم اليمن إلى "أغنياء وفقراء". وكانت اللجنة المكلفة تحديد الأقاليم في الدولة الجديدة اعتمدت، أمس، صيغة تقسم اليمن إلى ستة أقاليم، أربعة في الشمال واثنان في الجنوب. وبموجب هذه الصيغة، سيكون للحوثيين تواجد كبير في إقليم آزال الذي يضم صنعاء وصعدة، معقل الحوثيين، وعمران وذمار. ولن يحظى الحوثيون بموجب هذا التقسيم بمنفذ على البحر من خلال محافظة حجة التي ألحقت بإقليم تهامة، كما لن يحظوا بتأثير على مناطق النفط في محافظة الجوف التي ألحقت باقليم سبأ. وخاض الحوثيون في الأشهر الأخيرة معارك لتوسيع نفوذهم في شمال اليمن، بما في ذلك في حجة والجوف. وقال محمد البخيتي الذي يمثل الحوثيين الذين يتخذون اسم "أنصار الله"، في حوار لوكالة "فرانس برس": "نرفض (هذا التقسيم) لأنه قسم اليمن إلى فقراء وأغنياء". وأضاف: "الدليل أن التقسيم هذا أتى بصعدة مع عمران وذمار والمفترض أن تكون صعدة أقرب ثقافيا وحدوديا واجتماعيا من حجة والجوف". واعتبر أن التقسيم المعتمد أتى "لخدمة المملكة العربية السعودية ليعطيها مساحة كبيرة قبلية نفطية على الحدود"، مشيرا بشكل خاص إلى إقليمي سبأ وحضر موت الغنيين بالنفط والحدوديين مع السعودية، واللذين تربط بين القبائل فيهما والمملكة علاقات قبلية وطيدة. وكان الحوار الوطني قرر أن يكون اليمن دولة اتحادية، وكرس مبدأ المشاركة بالثروة بين الأقاليم. والأقاليم الشمالية هي: إقليم آزال الذي يضم محافظات صنعاء وعمران وصعدة وذمار، وإقليم سبأ الذي يشمل البيضاء ومارب والجوف، وإقليم الجند الذي يضم تعز واب، وأخيرا إقليم تهامة الذي يضم الحديدة وريمة والمحويت وحجة. والإقليمان الجنوبيان هما إقليم عدن الذي يضم عدن ولحج وأبين والضالع، وإقليم حضرموت الذي يضم حضرموت وشبوة والمهرة وجزيرة سقطرى. وكان الرئيس هادي شكل هذه اللجنة برئاسته في يناير لحسم مسألة عدد الأقاليم في الدولة الاتحادية المزمع إقامتها في اليمن، بعد أن فشل الحوار الوطني في التوصل إلى قرار توافقي حول الموضوع. وكان الجنوبيون يتمسكون بصيغة من إقليمين تستعيد في الشكل حدود دولتي اليمن الشمالي والجنوبي السابقتين، الأمر الذي رفضه الشماليون بحجة أنه يفتح الباب أمام تقسيم البلاد مجددا. وقاطعت غالبية مكونات الحراك الجنوبي المطالبة بالانفصال عن الشمال أعمال الحوار. وتعليقا على قرار تقسيم الأقاليم، قال القيادي الجنوبي ورئيس مؤتمر شعب الجنوب محمد علي أحمد الذي شارك في الحوار ثم انسحب منه: "موقفنا واضح منذ انسحابنا من هذا المؤتمر وهو رفض هذه المخرجات لكونها لا تلبي طموحات شعبنا في الجنوب وحقه في تقرير المصير واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة". وأضاف: "سنعمل مع شعبنا على إعداد برنامج، وبطرق سلمية سنعبر عن رفضنا لهذه النتائج ولمحاولة تنفيذها على الأرض كونها تلبي رغبات المتنفذين وناهبي الثروة منذ 1994"، وهو تاريخ الحرب الأهلية في اليمن والتي قام خلالها الشماليون بقمع محاولة جنوبية لاستعادة دولتهم التي كانت مستقلة حتى دخولها في وحدة طوعية مع الشمال في 1990. وأشار أحمد إلى أن لقاءات ستعقد خلال الأيام القادمة ستضم فصائل الحراك الجنوبي "لاتخاذ موقف موحد من هذه المخرجات التي تشرعن مواصلة الاحتلال الشمالي للجنوب"، على حد قوله.