أريد أن أوجه كلامي هذه المرة للنسبة العظمى من رجال الدين، وأنا هنا أقصد كل الأديان.. لي سؤال ملح جدًا لهم، هل يجب أن تخطئ في حق الأديان الأخرى وأنت تدعو الناس لمعرفة الله أو للصلاة؟. كيف تفسر لنفسك وللآخرين، أن اللسان الذي تنطق به اسم الله أطهر وأنقى اسم في الوجود، هو هو نفس اللسان الذي يكفر ويخطئ في الجانب المعاكس لك؟.. كيف أصدقك وأنت تتكلم على التسامح والغفران، وأن الدين يدعوا إليهم؟، كفى كلام غير مطابق لما تفعله. أنا أصبحت أكره ما يفعله معظم رجال الدين، كيف تجرؤ على التكلم بلسان الله بما لا يرقى له؟ اتعتقد أن الله سعيد لتكفيرك أو لسبك للآخرين؟.. الله لا يعرف، هذه الصفة على الإطلاق، وهي التعصب لأنها من صفات البشر فقط، والله ليس من البشر. فأرجو منكم ألا تضعوا له صفات بشرية، وإياكم أن تحكموا على الناس، وأن تدينوهم، لأنك مهما كنت واحدًا من البشر يخطئ ويظلم ويتعصب ويميل إلى المصالح الأقرب إلى نفسه وهواه، لإنك غير كامل، فلا تنسى أنه لا يوجد شخص كامل والكمال لله وحده. والسبب الآخر، أن الحكم على الناس هو من اختصاص الله وحده، فكيف تجرؤ أن تفكر مجرد التفكير، بأن تفرض عليه رأيك وتقول أن هذا يرضيه أو لا يرضيه؟ فمن يعرف الله ويحبه من كل قلبه، لا يعرف التعصب أو الأنانية أو الحقد، ولا يرد الإساءة بالإساءة أبدًا، وإلا ما الفارق بين الذي يعرف الله وبين الذي لا يعرفه؟. وغير مسموح بأن تدعو الناس أن يفعلوا الخير، عندما تذكر اسم الله، وتدعو للشر عندما تكفر وتخطئ في حق الآخرين في نفس الوقت.. تذكر أن هذه الخلطة المسمومة لا تصلح ولا ترقى أبدًا لرجل دين يدعو الناس للصلاح، أين الأمانة؟ ألا يؤرقك ضميرك؟ أتنام وأنت مصدق أنك بهذا لم تسئ إلى الله؟. أحبك يا ربي فأنت سندي في هذه الدنيا، وأنا معك لا أخاف شئ، فمهما سبوني أو عايروني سأدعو لهم بالخير، لأنك ملأت قلبي بالحب وحرمت على لساني، الذي يذكر اسمك الطاهر بأن يخطئ أو يسب أو يكفر، حتى في من يخطئ في حقي.. وإلا فما هو الفارق؟.