سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفريق سامي عنان في حوار ل"الشرق الأوسط": سأحسم موقفي من "الرئاسة" عند فتح باب الترشح وتحديد ضوابط العملية الانتخابية نائب وزير الدفاع السابق: "السيسي" عمل تحت قيادتي لفترة طويلة وهو مخلص في عمله
نائب وزير الدفاع السابق: "السيسي" عمل تحت قيادتي لفترة طويلة وهو مخلص في عمله عنان: المجلس العسكري انحاز للشعب.. ومن يقول إنه سلم البلاد ل"الإخوان" يردد قولا باطل هناك قوى كانت تنفذ أجندة خاصة بها.. واستطاعت شحن الشارع لفرض شعار "يسقط حكم العسكر" عندما خرجنا بهدوء في عهد"مرسي" كنا نقرأ المتوقع.. ولو كنا تصرفنا بغير ذلك لذهبنا إلى نموذج سوريا و ليبيا "المجلس العسكري" سعى لتشكيل جمعية تأسيسية تمثل جميع طوائف الشعب.. و"الإخوان" وضعوا العراقيل العلاقات مع الولاياتالمتحدة استراتيجيةعند طرفيها.. والتلويح بالورقة الروسية طريقة تقليدية لم يعد لها وجود استقرار مصر يمنح أكبر قدر من الأمان لدول الخليج.. والأعداء المشتركون يطمعون في ثروات الخليج ويعرفون أن إضعاف مصر المدخل لتحقيق ذلك ما يحدث في سوريا يصب لصالح إسرائيل فهي المستفيد من تدمير الجيش السوري وتقسيم الكيانات العربية القوية لا أجد معالجة جادة لملف " سد النهضة".. وعلى إثيوبيا أن تراعي المخاطر والكوارث التي تعرض منابع النيل للخطر في حوار أجرته مع صحيفة "الشرق الأوسط"، خرج الفريق سامي عنان، نائب وزير الدفاع السابق عن صمته، وألقى الضوء على بعض ما جرى في المرحلة الانتقالية الأولى، وأوضح بعض الأمور الغامضة حول دور المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومحاولة "الإخوان" الالتفاف على الثورة والشعب والجيش، إلا أنه احتفظ أيضا بالكثير دون أن يخوض فيه، كما تضمن الحوار ما يدور في العالم العربي من تحديات وأزمات، وكذلك العلاقات "المصرية -الخليجية" ومدى ارتباطها بالأمن القومي المصري، وما يحدث من تداعيات في دول الربيع العربي. ورفض "عنان" خلال اللقاء إعطاء إجابة صريحة، حول موقفه من خوض سباق الانتخابات الرئاسية القادمة، إلا أنه كشف عن علاقته الطيبة بالفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع الحالي، ووصف ثورة 30 يونيو بمثابة الامتداد لثورة 25 يناير، وعملية إصلاح للأخطاء والتداعيات السلبية التي ترتبت عليها، مشيرا إلى أن الجيش المصري لعب دورا عظيما في الثورتين بانحيازه غير المشروط للشعب، فهو صاحب الشرعية وصانعها. ورد عنان على الاتهامات التي توجه للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بأنه سلم مصر ل"الإخوان"، قائلا: "هذا قول مغلوط، لأننا قمنا بتنفيذ ما يريده الشعب من إتمام للعملية الديمقراطية، وأجريت انتخابات، وعملنا على تأسيس نظام ديمقراطي، ولم نتدخل من قريب أو بعيد في أي شيء، كما لم نتدخل في شؤون الأحزاب أو القضاء أو أي مؤسسة من مؤسسات الدولة، ورتبنا حوارا لتقريب وجهات النظر بينها انطلاقا من مبدأ الاستماع لآراء الشعب، ومن يدعى غير ذلك يردد قولا باطلا، فهناك من تحالف مع حزب الحرية والعدالة، وكثير من القوى السياسية والأحزاب انضمت إلى قوائم الإخوان في الانتخابات، وبعد ذلك شنوا هجوما على المجلس العسكري آنذاك، وبالتالي فإن من يقول إن المجلس العسكري سلم البلاد ل«الإخوان» يردد قولا باطل ولنتذكر أنه عندما قامت الثورة، فقد أعلن المجلس انحيازه التام للشعب، وكان هذا داعم أساسي للثورة، ثم برز شعار (الجيش والشعب إيد واحدة)، والتحم الجميع معا نحو هدف واحد لتنفيذ أهداف الثورة وبرنامجها واستمر هذا الشعار لفترة". وردا على سؤال حول أسباب اختفاء شعار "الشعب والجيش إيد واحدة" بعد فترة قصيرة من حكم المجلس العسكري، بقوله: "الفترة كانت قصيرة بسبب تدخلات أدت إلى الوقيعة بين الجيش والشعب، فبعد تنحى الرئيس السابق حسني مبارك انقلبت المظاهرات إلى احتجاجات فئوية مطالبة بتحسين الأجور وغيره وكان لهم الحق في ذلك، ورغم الإمكانات المحدودة للغاية، فإننا حاولنا بقدر الإمكان أن نتعامل معها"، مشيرا إلى أنه كان هناك قوى تخطط كي تنفذ أجندة خاصة بها، واستطاعت أن تشحن الشارع لفرض شعار "يسقط حكم العسكر"، وجرى تسويق هذا في أوساط الشباب، و"ليس هذا فقط، وإنما هل لكم أن تتخيلوا أن هذا الشعار غير اللائق كان يجري تدريسه في المدارس للأطفال، بمعنى أنهم كانوا يريدون أن يخرج جيلا كاملا لا يحمل أي ولاء للقوات المسلحة، كان الهدف هو كسر هذا الصقر الشامخ.. القوات المسلحة". وعن أسباب خروج أعضاء المجلس العسكري القدامى من الخدمة بهدوء في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، قال: "دعونا ننظر إلى ما حدث في هذا التوقيت من ظروف غير مناسبة، وحتى نتعامل مع أي قرار أو إجراء سيكون الحكم عليه بعد فترة وليس في حينها، وعندما نجري تقييما أو تقدير موقف، فلا بد أن نقيم الظروف المحيطة وقتها وليس اليوم.. وقد أدرك المجلس العسكري وقتها طبيعة المرحلة.. ولنعد إلى الوراء قليلا، فقد أصدرنا الإعلان الدستوري المكمل، وكان يضمن وضع الدستور في وجود المجلس العسكري، وبعد إعلان الرئيس السابق محمد مرسي إعلانه الدستوري بتنصيب نفسه حاكما لا يرد له قرار، وتحصين قراراته، ثار الشعب عليه وخرج في 30 يونيو، فوجد المؤسسة العسكرية قوية وصلبة وانحازت لمطالبه ووقفت بجواره من جديد.. إذن فقوة المؤسسة العسكرية هي قوة وضمانة للحفاظ على تماسك الوطن، ولذا عندما خرجنا بهدوء، كنا نقرأ المتوقع، لو كنا تصرفنا بغير ذلك لحدثت أمور أخرى، لكنا قد ذهبنا إلى نموذج سوريا أو ليبيا، وهذا ما كنا لا نتمناه، والناحية الأخرى هو أن هذا الصمت كان لحماية المؤسسة العسكرية التي تعد الضمان والسند الوحيد للشعب المصري في هذا التوقيت". وكشف عنان، عن تعطيل الإخوان لوضع الدستور خلال الفترة الانتقالية الأولى، قائلا "اجتمعنا في شهر مايو 2011 في محاولة لوضع معايير للجمعية التأسيسية، وكانت هناك عراقيل تقودها جماعة الإخوان، وقد حاول المجلس العسكري الوصول إلى حل وتشكيل جمعية تأسيسية تمثل جميع طوائف الشعب وبنسب متوازنة ليس بها الغلبة لفريق على آخر، لأن الدستور لا تضعه الأغلبية أو الأكثرية، ولكن يضعه ممثلو كل الشعب، وهذا كان سبب التعارض والخلاف مع الجماعة". وبالعودة لسؤاله عن التوقيت الذي سيحسم فيه مسألة دخوله السباق الرئاسي، قال نائب وزير الدفاع السابق: "خوضي هذه الانتخابات مسألة سابقة لأوانها، عندما يفتح باب الترشح للرئاسة وتتحدد الشروط بوضوح ويعرف الرأي العام المحددات والضوابط والآليات المنظمة للعملية الانتخابية، عندئذ فقط سأعلن عن موقفي بشجاعة القائد العسكري الذي لا يعرف التخاذل ولا يعترف بالمراوغة.. المواجهة الصريحة هي سلاحي الذي أعتز به دائما، وهدفي الوحيد من الانشغال بالعمل العام هو خدمة وطني، فلست في حاجة إلى منصب بعد أن شغلت في رحلة عمري كل ما يطمح إليه إنسان من المناصب". وحول علاقته بالمشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع الحالي، ونائب رئيس الوزراء، قال: "المؤسسة العسكرية المصرية أسرة واحدة، وعلاقتي مع عبد الفتاح السيسي جيدة، وقد عمل تحت قيادتي لفترة طويلة، وهو مخلص في عمله". وحوله تقييمه للعلاقات المصرية - الأميركية، وما كان يثار عن علاقة التبعية، قال: "العلاقات مع الولاياتالمتحدة استراتيجية عند طرفيها، ويجب أن تقوم على المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل، مصر تمثل أهمية خاصة عند أمريكا، وفكرة التبعية ليست مطروحة أو واردة، إنهم يعرفون مصر جيدا، ويدركون ما تمثله من ثقل وقدرة على التأثير وتحقيق التوازن والاستقرار. وفى المقابل، تحتاج مصر إلى أمريكا ليس على الصعيد العسكري وحده؛ بل في المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية، إن مناخ الاضطراب الذي نعيشه حاليا قد يؤثر سلبا من الناحية الشكلية، لكن المصالح المشتركة تتجاوز مثل هذا التوتر المؤقت غير الأصيل.. فالعلاقات الدولية يحكمها العقل والاتزان، وليس التوتر والانفعال". وبسؤاله عن مدى قدرة مصر في الوصول إلى مرحلة التوازن في علاقاتها الخارجية، قال عنان: "التوازن في العلاقات الدولية مطلوب وضروري، والعالم الذي نتحرك في إطاره ليس أمريكا وحدها، فهناك روسيا والصين وأوروبا وآسيا والظهير الأفريقي الذي يمثل عمقا استراتيجيا لمصر.. لا بد أن نسعى إلى علاقات حسنة وتعاون إيجابي مع الجميع، والطريقة التقليدية القديمة التي تعتمد على التلويح بالورقة الروسية عند التوتر مع أمريكا والعكس، لم يعد لها وجود أو معنى.. لسنا مطالبين بالاختيار، لقد كنت أحد الضباط الذين تدربوا وجرى تأهيلهم في الاتحاد السوفياتي سابقا (روسيا). وقد حاربنا في عام 1973 وحققنا النصر باستخدام السلاح الروسي، وخلال قيادتي لقوات الدفاع الجوي المصري جرى تطوير التعاون مع روسيا والصين إلى آفاق غير مسبوقة، مما كان له الأثر الإيجابي الكبير في تطوير منظومة الدفاع الجوي المصري، وكذلك جرى التوجه إلى سياسة تنويع مصادر السلاح بالانفتاح على العالم كله.. الهدف الحقيقي أن نبحث عن مصالحنا مع الجميع، وأن نكون مدركين في الوقت نفسه أن للآخرين أيضا مصالحهم، لا مجال للعواطف والشعارات، والصداقة الحقيقية تنمو وتزدهر مع وجود المصالح المتبادلة التي تنعكس إيجابا على الشعوب". وحول رؤيته للعلاقات المصرية - العربية في الوقت الحالي، أكد عنان أن مصر قلب العالم العربي، ولذلك فإن نجاحها واستقرارها وقوتها لا بد أن ينعكس إيجابا على المحيط العربي كله، أما إخفاقها واضطرابها وضعفها، فيهدد المنطقة كلها، أما عن العلاقات مع منطقة الخليج وارتباطها بالأمن القومي المصري، فقال: "أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وهذه المقولة ليست عاطفية أو إنشائية؛ بل إنها حقيقة علمية لا يتطرق إليها الشك.. كل خطر يهدد مصر داخليا كان هذا الخطر أو خارجيا، لا بد أن يصل إلى منطقة الخليج، وفى المقابل، فإن استقرار مصر يمنح أكبر قدر من الأمان لدول الخليج، فالأعداء المشتركون يطمعون في ثروات الخليج ويعرفون أن إضعاف مصر هو المدخل لتحقيق مطامعهم.. هناك من يفتعل المشكلات ويسعى إلى تضخيمها، وهنا وهناك يوجد مراهقون غير مسؤولين تنفلت منهم كلمات مدمرة لا تعبر عن الكتلة العربية العظيمة التي تنشد التعاون". أما عن الأزمة السورية، فكان رأيه: "للأسف الأزمة السورية يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء من أبناء الشعب السوري العظيم الذي حلم بالتغيير والإصلاح، وبدلا من وصوله إلى أهدافه اشتعلت المعارك العسكرية ودمرت كل شيء، وكل ما يحدث في سوريا يصب لصالح إسرائيل، فهي المستفيد من تدمير الجيش السوري ومن تقسيم الكيانات العربية القوية، كما أن عدم التوصل إلى حل سياسي في سوريا سيقودها إلى التقسيم، وهذا ما نعتبره الكارثة بعينها لأنه سوف يغير معالم المنطقة ويؤدي إلى التوتر والفوضى ويتسبب في انتشار الإرهاب والعنف". وعن علاقة مصر بدولتي السودان، والمخاطر التي تهدد هذا المثلث المهم، فقال: "دولتا السودان ومصر بلد واحد وشعب واحد، والنيل شريان الحياة لأبناء الوادي، وكل تهديد له بمثابة إعلان حرب، وبالتالي أمامنا الكثير من التحديات التي يستوجب علاجها التوصل إلى حلول تنسجم مع خطط التنمية لصالح شعوب الوادي وكذلك دول المنبع، وأن تراعي إثيوبيا المخاطر والكوارث التي تعرض منابع النيل للخطر، وهو الأمر المرعب الذي لا أجد معالجة جادة له ولما يترتب على إنجاز سد النهضة".