تشارك مصر غدا، في اجتماعات الأسبوع العالمي للمياه في العاصمة السويدية ستكهولم، بوفد رفيع المستوي يضم خبراء المياه والزراعة والبيئة في 160 دولة، ويرأس الوفد المصري الدكتور محمد بهاء الدين وزير الموارد المائية والري، حيث تناقش الاجتماعات تأثير التغيرات المناخية ونزاعات المياه على السياسات الدولية للدول، في حين تكثف مصر جهودها لحل الخلافات بين دول حوض النيل والتأكيد على أن المناخ السياسي بين دول الحوض بعد وفاة ميليس زيناوي رئيس الوزراء الأثيوبي سيكون مواتيا للاتفاق بدلا من حالة الاستقطاب التي شهدتها السنوات الماضية وطرح الرؤية المصرية لحل الخلافات بين دول حوض النيل. ويسعى المؤتمر طبقا لبيان أصدرته إدارة المنتدى العالمي إلى وضع آليات جديدة لتعزيز تجارة الغذاء لنقل الفائض إلى مناطق نقص الغذاء، وزيادة معدلات تدفق المياه الافتراضية "حساب تصدير المنتجات الزراعية على أنه تصدير للمياه" من منطقة إلى أخرى. ويهدف المنتدى إلى إقامة شراكة جديدة تحت مظلة العولمة الاقتصادية، تقوم على المعرفة والإدارة الجيدة لأنظمة المياه والأمن الغذائي، مما يسهم في تحقيق النمو في جميع المجالات سواء على الصعيد المحلى أو الإقليمي أو الدولي. وقال الدكتور محمد بهاء الدين وزير الري، إن مشاركة مصر في المؤتمر تستهدف التأكيد على أهمية محوري المياه والأمن الغذائي على المستوى الدولي، وتوضيح موقف مصر المائي الحرج والتحديات المستقبلية التي تواجه البلاد في هذا المجال، مشيرا إلى ضرورة التعاون بين دول القارة غي مواجهة التحديات الخاصة بقطاع المياه، في ظل ندرة مياه والشرب والصرف الصحي، والمياه المستخدمة صناعة الغذاء، وما يمثله من معاناة شديدة لملايين من سكان القارة الإفريقية. وأشار الوزير إلي أن محدودية الموارد المائية تؤدي إلي نقص المياه والغذاء فى العديد من الدول الإفريقية . وتهدد العالم بأزمات غذائية وعجز المياه عن تلبية احتياجات الدول من مياه الشرب والزراعة والصناعة موضحا أنه يجري حاليا اعداد رؤية افريقيا لحل مشاكل المياه في القارة من خلال استراتيجية عمل أفريقية حتي عام 2025 . ويعقد وزير الري مؤتمرا صحفيا عقب انتهاء الجلسة الافتتاحية للمؤتمر يعرض خلالها التحديات المائية التي تواجه مصر، إضافة إلى عقد اجتماع آخر مع وزراء حوض نهر النيل لبحث الآلية المستقبلية لاستمرار التعاون فى مجال المشروعات المشتركة من خلال مبادرة حوض نهر النيل. ومن المقرر أن يبحث الوزراء الأفارقة اجتماعا خاصا بمؤشرات التقييم والمتابعة للمشروعات الخاصة بالمياه بالدول الإفريقية المختلفة والذي قام بالدعوة له بنك التنمية الإفريقي، إلى جانب اجتماع خاص بالشراكة الإفريقية - الأوروبية فى مجال المياه وسبل التعاون والمشروعات المشتركة. وتتضمن فعاليات هذا المنتدى العالمي يوما خاصاً بمجلس الوزراء الأفارقة للمياه برئاسة الدكتور محمد بهاء الدين (بصفته الرئيس الحالي للمجلس ولمدة عامين قادمين) لمناقشة القضايا والسياسات الخاصة بملف المياه داخل القارة الأفريقية وأهم التحديات وسبل التغلب عليها كما يلقى الوزير الكلمة الافتتاحية خلال هذا اليوم والتى تتناول التحديات على المستوى المحلى والاقليمى والرؤية المستقبلية لمصر بصفتها رئيس المجلس فى إدارة ومواجهة التحديات الحالية. ويناقش الأسبوع العالمي للمياه آليات رفع كفاءة استخدام المياه والمحافظة عليها من كما ونوعاً وحسن إدارتها بطريقة رشيدة بما يضمن الوفاء بمتطلبات التنمية المستدامة وتلبية أغراض الزراعة وإنتاج الغذاء، إضافة إلى خلق وتفعيل آليات التواصل بين أنتاج الغذاء و صحة الإنسان و خدمات النظام البيئي. كما يبحث المنتدي تقريرا دوليا لتعزيز ورفع القيمة الاقتصادية لوحدة المياه مع مراعاة المناطق الفقيرة في العالم ، والاستخدام الأمثل للموارد المائية في مجال الزراعة ، والاهتمام بشكل أكبر بسلسلة الإمداد الغذائي، فضلاً عن تحقيق وضمان أمن المياه و الغذاء في المناطق الحضرية باعتبارها المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي والتي تعتمد بشدة على المياه و الطاقة و الغذاء، خاصة وأن العديد من المدن بالدول النامية تواجه تحديات ندرة المياه و قلة الأمن الغذائي والتي تؤثر بشكل كبير خاصة على الفقراء في المناطق الحضرية. وفي هذا الإطار يؤكد المنتدى على دعم وتعزيز التوجه نحو الاقتصاد الحر والاهتمام برابطة المياه و الغذاء و الطاقة ، خاصة وأن هناك ارتباط شديد بين المياه و الطاقة في سلسلة إنتاج الغذاء، حيث يحتاج إنتاج الغذاء إلى كمية كبيرة من الطاقة، كما أن إنتاج الطاقة مصحوب دائماً باستهلاك كمية كبيرة من المياه و التي يجب العمل على عدم إهدارها .