هذا هو الهتاف الذى يتردد فى جميع الشوارع والميادين الآن، «الشعب يريد إعدام الإخوان»، فبعد كل حادث تفجير يتسم بالخسة والندالة، وبعد تنفيذ كل أعمال الاغتيال للضباط والجنود، وبعد مواصلة الاعتداء السافر على المواطنين الآمنين وتحطيم السيارات والمنازل والمحلات والممتلكات، لم يعد للشعب قدرة على الصبر أكثر من ذلك، وبات المطلب الرئيسى لجموع المواطنين هو «الشعب يريد إعدام الإخوان». فبعد أن سقط نظام حكمهم الفاشى بعد عام واحد من استيلائهم على السلطة، وكانوا يتصورون أنهم سيحكمون خمسمائة عام، ولكن براعة المصريين كشفت نواياهم الخبيثة، ومؤامراتهم الدنيئة، وسطوتهم الحمقاء، واستطاع الشعب استعادة روحه السمحة، وتدينه الوسطى، وطبيعته المرحة. لقد كشفت الجماعة الإرهابية عن صورتها القبيحة بعد أن استطاعت فى وقت مضى أن تخدع قطاعاً عريضاً من عموم المصريين من خلال طرح صورة زائفة باعتبارها جماعة وسطية «تحمل الخير لمصر». لقد توهم الإخوان أنهم يستطيعون إسقاط الدولة، والسيطرة على الشعب باستخدام أقصى درجات العنف التى تعكس افتقاد الوطنية والدين معاً، والتى تعبر عن بلوغهم أقصى درجات اليأس والإحباط. لقد فاتهم درس التاريخ الذى أكد أن لا أحد يستطيع كسر إرادة الشعوب، فإرادة الشعب دائماً من إرادة الله، والحمد لله أن الشعب والجيش والشرطة أصبحوا على قلب رجل واحد لمواجهة الإرهاب الحقير. إن الجماعة الإرهابية تلفظ أنفاسها الأخيرة الآن، بعد النتائج المبهرة للاستفتاء على الدستور الجديد والتى تجاوزت 98% من الداعمين لخارطة المستقبل، كما أكد الملايين الذين خرجوا للاحتفال بالعيد الثالث لثورة 25 يناير عدم خشيتهم من العنف والترويع، وأعربوا عن نبذهم للجماعة المارقة، ثم جاءت موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بترشيح المشير عبدالفتاح السيسى للانتخابات الرئاسية ليقضى تماماً على آخر آمالهم فى البقاء على الساحة السياسية، وهو ما جعلهم يصعِّدون من استخدام أقصى درجات العنف فى مواجهة الشعب والشرطة والجيش باستخدام التفجيرات عن بعد، واستهداف القيادات الشرطية، والاعتداء السافر دون تمييز على المواطنين الشرفاء والمنشآت المدنية والعسكرية. لقد اختار الإخوان بغبائهم الشديد أن يتحدوا الدولة وينازلوها فى مباراة صفرية سوف تنتهى حتماً باستئصال شأفتهم، وانهيار مشروعهم الفاشل الذى قضى عليه الشعب المصرى. وبعد أن استطاع الشعب التخلص من الحكم الإخوانى اللعين، بدأت الجماعة المارقة فى اتخاذ العديد من الخطوات التصعيدية للمواجهة مع المصريين بدءاً من حشد المسيرات والمظاهرات التى تناقصت أعدادها إلى درجة مزرية، ثم التحول إلى محاولة حشد طلاب الجامعات ولكنهم فشلوا أيضاً، ومع زيادة حدة الإحباط انتقلوا من ممارسة العنف بالحجارة إلى استخدام المولوتوف، ثم الخرطوش ومن بعده استخدام الآلى والمتعدد، وفى تصعيد آخر استخدموا التفجيرات عن بعد من خلال السيارات المفخخة واستهداف بعض المقار الأمنية وصولاً إلى مرحلة الاغتيالات وتحويل الشوارع إلى ساحات للقتال وإشعال الحرائق فى المنازل والسيارات والممتلكات الخاصة والعامة بالتنسيق الواضح مع عناصر القاعدة والإرهاب الدولى من مقرات قطر وتركيا وقبرص وتونس، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية فى إحباط عشرات المحاولات لتفجير مديريات الأمن والأقسام ومواقع بعض معسكرات الجيش والشرطة، والقبض على عشرات التكفيريين الوافدين من غزة وليبيا، وما زالت الأجهزة الأمنية تواصل جهودها فى حماية البلاد، ومع ذلك ما زلنا فى حاجة إلى إحكام غلق جميع الأنفاق والمواقع الحدودية التى تتسلل منها الأسلحة وعناصر التفكيريين، ونحن بحاجة إلى المزيد من مساندة قوات الشرطة بزيادة مخصصاتها وتيسير حصولها على أحدث المعدات والأسلحة والتدريب لرفع قدراتها القتالية لمواجهة تنظيمات التطرف والإرهاب المتاجرة باسم الدين. هناك حاجة إلى شن حرب شاملة لتجفيف منابع الإرهاب وضرب مصادره فى مواقعهم ولو كانت خارج الحدود، ولابد من تخصيص دوائر قضائية خاصة لإجراء محاكمات عادلة لجرائم الإرهاب وأحداث العنف المنظم الذى تشهده البلاد، وكافة الجرائم الخاصة بالتخابر والأمن القومى ووجود تنظيمات بالمخالفة لأحكام القانون لسرعة تحقيق العدالة الناجزة.