فركشت مع صاحبتك؟ اتخانقت في الشغل؟ اتخانقت مع أبوك؟ خسرتي "انتيمتك"؟ سقطت في الامتحان؟ اتطلقتوا؟ مشروعك فشل؟ فقدت أكتر حد بتحبه في حياتك؟. مهما كانت خسارتك وحجمها، أيًا كان الموقف.. في حياتنا دي كلنا بنمر بأزمات ومشاكل كتير ومصايب سودة كمان، بنتصدم ، بنزعل، بنيأس، بننجرح، وبنحبط، وعلشان إحنا مش عايشين لوحدنا، دايمًا هنلاقي حد بيحاول يخفف عننا؛ أهل، صحاب، معارف.. ويبقي دايما هدفهم الوحيد يطلعوك من حزنك وزعلك بأي طريقة، كلمة كويسة، بوسة، حضن، طبطبة على الكتف، بخروجة، بسيجارة، بشوكولاتة.. "يلا يا معلم ننزل نخرج بالعربية، نطلعلنا ليلتين العين السخنة!". - أعمل الحاجات اللي بتضيع الوجع والحزن، وتنسيك شوية بس مبتعالجهوش!، كل دول هيقولولك "معلش"، "فكك"، "أنت قدها"، "والله أنا حاسة بيكي". طبعا الكلام ده بيمر عليك مرور الكرام، يدخل من ناحية، قوام تلاقيه الناحية التانية بيعملك باي باي.. قالوا برضه "شد حيلك" بس حد اتبرع وقالك تشده إزاي "لامؤاخذه"؟، ولا هو فين حيلي ده علشان أشده؟ حد يشاورلي عليه!، علاجك الحقيقي سهل وبسيط وهو إنك تزعل..آه والله تزعل وبجد. هو ليه دايمًا كلنا بنحاول نهرب من الزعل ده ونلهي نفسنا بأي حاجة.. كأنه عيب لو أفشونا بنعيط ولا زعلانين؟ وإنه لازم نكون بنضحك والحزن مغروز في قلوبنا.. الزعل ده جزء من حياتنا، زيه زي أي مشاعر بنحس بيها.. لازم نتقبله ونفهمه، منجريش منه علشان نتعرف نتعامل معًا صح، ومنخسرش أكتر ما إحنا خسرانين متسلكش سكك غلط علشان تنسي أو تبدأ تلوم اللي حواليك، القدر والظروف على اللي أنت فيه وتقول اشمعنا أنا؟ أو ليه كل البني آدميين وحشين، وأنا اللي مظلوم ومستحمل حياتي دي بقالي سنين. أوك ازعل قوي، عيط، صرخ، احبس نفسك في البيت، اسمع أغاني حزينة و يا عيني يا ليل، شد في شعرك.. غوص في جردل الزعل ده على الآخر بس اوعي تنتحر أنا بقولك أهو!! إنت خلاص دلوقتي في الحضيض، في قاع الجردل، مفيش أوحش من كدة!، وده طبعًا في خيالك أنت بس.. طلع بقي كل طاقتك المكبوتة في الوقت ده.. كل مشاعرك السلبية خلص عليها خالص.. إبدأ فكر بهدوء في الخسارة أو الموقف اللي حصلك.. أيه الأسباب اللي وصلتك لكده؟..أيه اللي أنت عملته خلاك تخسر؟.. هل سوء اختيارات؟ سرعة في القرارات؟ نية مش سليمة؟ أكيد في حاجة فيك أنت مش في الناس، أبوس أيدك، ابعد عن إنك تعلق خسارتك دي على حد أو الظروف والمجتمع، حتى لو هما جزء منه.. راجع نفسك، ومواقفك كلها، وتفكيرك، وآرائك، ومبدائك.. إسلوب حياتك.. مش لازم تكون أنت السبب بس أكيد في الوقت ده "وأنت في الجردل" هتبدأ تبص للدنيا كلها بنظرة تانية.. هتشوف حاجات كتير مكنتش شايفها قبل كده، معاني جديدة للحياة وتحس بمشاعر مختلفة.. هتعرف إن الحزن ده مجرد فرصة تعيد فيها حساباتك.. تصلح فيها نفسك و تعوض اللي فاتك. هتعرف إنه وسيلة تتعرف بيها على جزء من نفسك، ودماغك، وشخصيتك، ومكنتش عارفه قبل كدة.. هتبقي مستعد إنك تحاول مرة واتنين وتلاتة عشان توصل للي أنت عايزه وممكن أصلًا تكتشف إنه اللي كنت فاكر إنك عايزه خلاص مش عايزه! هيكون عندك الإرادة إنك تغير اللي مش عايزه و اللي مش عجبك فيك أو في اللي حواليك.. ساعتها هتبقي عارف الطريق الصح منين علشان تمشي فيه.. وحزنك مش هيكون في القلب.. حزنك هيكون في "الجردل".. وصدقني زي ما نزلت قوي، هتطلع لفوق قوي.. لكل فعل رد فعل، زيه في الحجم وعكسه في الاتجاه.. بس المرة دي وأنت طالع، متنساش اللي أتعلمته تحت في "جردل الحزن"، هاته معاك و أنت جاي.