أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى عن إطلاق مجلس الأعمال «المصرى - البلغارى» المشترك، متوقعاً أن «يكون له مردود إيجابى كآلية أساسية لتعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة الاستثمارات والتبادل التجارى الذى يتجاوز حالياً حاجز المليار دولار، وهو ما يجعل مصر الشريك التجارى الأول لبلغاريا فى أفريقيا والشرق الأوسط». وقال «السيسى»، فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره البلغارى رومن راديف، اليوم، إنه «عقد جلسة محادثات بنَّاءة مع نظيره البلغارى، وتم التطرق لسبل تعزيز العلاقات الثنائية سياسياً، واقتصادياً، وعسكرياً، فضلاً عن التعاون فى إطار المؤسسات والمحافل متعددة الأطراف، كما تم استعراض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأظهرت هذه المناقشات توافقاً فى الرؤى إزاء العديد من التطورات وسُبل التعامل مع عدد من الأزمات الراهنة، من أجل التوصل إلى حلول سلمية لها، الأمر الذى يؤكد ضرورة استمرار التنسيق والتواصل فيما بيننا، دعماً لاستقرار منطقتَى الشرق الأوسط والبلقان». وأوضح الرئيس أن «اللقاء شهد تبادلاً للرؤى حول سبل تعزيز التعاون المشترك والتنسيق الأمنى فى مواجهة خطر الإرهاب، وأنه تم تأكيد أهمية تضافر الجهود الدولية فى التصدى له، والقضاء عليه من جذوره»، مشيراً إلى أنه «عرض الرؤية المصرية بشأن ضرورة وضع استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب للتعامل مع مختلف جوانب تلك الظاهرة، بما فى ذلك التصدى للجهات والدول الداعمة والمساندة للجماعات والمنظمات الإرهابية والمتطرفة، والتطرق أيضاً لأزمة المهاجرين غير الشرعيين وسبل معالجتها، فى إطار من المسئولية المشتركة وتقاسم الأعباء». وتابع «السيسى» أنه «أوضح لنظيره البلغارى الجهود والمسئولية التى تقع على كاهل مصر، سواء فيما يتعلق بتأمين حدودها أو استضافتها لأعداد كبيرة من اللاجئين»، معرباً عن «خالص تقديره لمواقف بلغاريا المتوازنة إزاء التطورات الجارية فى مصر، والتى تعكس تفهُّماً واضحاً لما نواجهه من تحديات متصاعدة فى خضمّ الواقع الإقليمى الصعب الذى نعيشه». وأشار الرئيس إلى أن «زيارة الرئيس البلغارى تعد الأولى لمصر، وأنها تأتى تتويجاً لمسار التقارب الذى تشهده العلاقات الثنائية بين بلدَينا خلال الأشهر الأخيرة، وأنه استقبل فى أكتوبر الماضى بالقاهرة رئيس وزراء بلغاريا لبحث سبل الارتقاء بمختلف مجالات التعاون، حيث عكست المباحثات الحالية الإرادة القوية لدى الدولتين فى المضىّ قُدماً نحو تعزيز أوجه العلاقات الثنائية على شتى الأصعدة، لا سيما السياسية والاقتصادية»، معرباً عن «اعتزازه بما يجمع البلدين من علاقات تاريخية ممتدة على مدار أكثر من تسعة عقود، شهدت العديد من أوجه التعاون والتنسيق المشترك، وهو الأمر الذى يؤكد قناعتنا الراسخة بتعدد فرص وإمكانيات التعاون التى تخدم صالح الشعبين المصرى والبلغارى»، موجهاً الشكر لدعوته لزيارة دولة بلغاريا. "السيسى" يطلق مجلس الأعمال "المصرى - البلغارى" المشترك.. و"التراس" و"العصار" يبحثان مع "مانوليف" العمل ب"سبائك الصلب" ونقل تكنولوجيا "آلات الورش الرقمية" وتناولت الزيارة سبل تعزيز العلاقات الثنائية، خاصة الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، أخذاً فى الاعتبار أن مصر تعد أكبر شريك تجارى لبلغاريا فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، فضلاً عن التعاون فى مجال الطاقة بمختلف أنواعها، وذلك فى ضوء حرص البلدين على تنويع وتأمين مصادرهما من الطاقة، وسعى مصر لتصبح مركزاً إقليمياً لتداول الطاقة فى شرق المتوسط، وكذا بلغاريا لكى تصبح مركزاً إقليمياً للطاقة فى منطقة البلقان وشرق أوروبا. كما تباحث الرئيسان حول فرص تعزيز التعاون فى مجال السياحة وسبل زيادة حركتها، وتطرقا أيضاً إلى سبل التعاون فى مجالات الزراعة، والصناعة، والثقافة، والتعليم، والتعاون العسكرى والأمنى. وأكد رئيس جمهورية بلغاريا «دعم بلاده لدور الرئيس السيسى الكبير فى سبيل إقرار السلام والازدهار فى الشرق الأوسط ومنطقة شمال أفريقيا»، مشيراً إلى «أن دولته صديق وشريك لمصر»، مضيفاً: «هناك اتفاقات بين البلدين ناقشنا تحديثها، كما تم توقيع اتفاقية اللجنة المشتركة للتعاون ومجلس رجال الأعمال، وسيتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات». وأوضح «راديف» أن «بلغاريا ومصر لهما اهتمام بتنويع مصادر الطاقة، وهنا تأتى أهمية الغاز الطبيعى، وهناك آفاق فى مجال تعاوننا فى مجال السيارات الكهربائية، إضافة إلى التبادل فى مجال التعليم». وقال الفريق عبدالمنعم التراس، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، إنه «على شركات الهيئة أن تعمل جنباً إلى جنب مع شركات ووحدات الإنتاج الحربى، والتعاون مع الشركات العالمية لنقل أحدث التكنولوجيات التصنيعية لهما، والاستفادة بها فى تطوير خطوط الإنتاج والمنتجات بحيث تكون منافسة عالمياً». جاء ذلك خلال استقباله ألكسندر مانوليف، نائب وزير الاقتصاد البلغارى، بحضور الدكتور محمد سعيد العصار وزير الدولة للإنتاج الحربى. وتضمن اللقاء استعراض الإمكانات التكنولوجية والتصنيعية المتوافرة بالشركات والوحدات التابعة لوزارة الإنتاج الحربى، والهيئة العربية للتصنيع، كما شمل بحث التعاون فى مجال سبائك الصلب بالتعاون مع شركة إيليت البلغارية، وكذا نقل تكنولوجيا تصنيع آلات الورش الحديثة التى تعمل بالتحكم الرقمى، بالتعاون مع شركة أرسنال البلغارية، وتوريد مستلزمات الإنتاج. وأشاد «مانوليف» بالإمكانيات التكنولوجية والفنية والبحثية والتدريبية للشركات والوحدات التابعة للإنتاج الحربى والهيئة العربية للتصنيع، مؤكداً أن هناك تعاوناً وثيقاً بين البلدين فى العديد من المجالات، وأنه يسعى خلال هذه الزيارة إلى تطوير التعاون مع شركات الإنتاج الحربى والهيئة العربية للتصنيع. وتم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لتحديد ومتابعة المجالات المخطط التعاون فيها، تمهيداً لتبادل الزيارات من الوفود الفنية المتخصصة لتعزيز التعاون المشترك. وأجرى الرئيس البلغارى، وحرمه، والوفد المرافق لهما، جولة فى عدد من الأماكن الأثرية بالقاهرة، شملت قلعة صلاح الدين، والمتحف المصرى بالتحرير. ورافق «راديف»، أثناء جولته داخل قلعة صلاح الدين ، اليوم، الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية. وأوضح «مصطفى» أن «الزيارة استمرت قرابة الساعة، وشملت مختلف الأماكن داخل القلعة، خاصة مسجد محمد على وضريحه». وأبدى الرئيس الضيف وحرمه إعجابهما بعمارة المسجد، متسائلين عما إذا كان تم بناء المسجد من أجل العبادة فقط أم ليكون منشأة معمارية على درجة كبيرة من الفخامة؟ كما استمعا لبعض التواشيح الدينية بصوت الشيخ سعيد الرفاعى.