بعد مرور ال24 ساعة الأولى على القصف المتبادل بين إسرائيل وغزة، لا تزال الأجواء مشتعلة على الجانبين، وترصد "الوطن" ما مرت به غزة بدءًا إطلاق صاروخ استهدف منزلًا إسرائيليًا وأصاب 7 مرورًا بالهدنة المؤقتة التي اخترقت وحتى سقوط عدة بالونات "حارقة" قرب السياج الحدودي الفاصل لقطاع غزة، ظهر اليوم الثلاثاء. في الثالثة صباحًا من أمس الإثنين قالت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، إنها تلقت بلاغًا عن اشتعال حريق في أحد المنازل بعد إصابته بصاروخ شمالي تل أبيب، وكان أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه رصد إطلاق صاروخ من قطاع غزة، ودوت صافرات الإنذار في شمال تل أبيب بعد إطلاق الصواريخ. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أعلن، الأحد، أن طائراته قصفت مواقعا لحركة حماس في قطاع غزة، ردًا على عبوات ناسفة ألقاها فلسطينيون في اتجاه السياج الحدودي الفاصل بين إسرائيل والقطاع. "سنرد بقوة"، الرد الأول الذي أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي عقب سقوط الصاروخ، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في زيارة إلى الولاياتالمتحدة عقب سقوط الصاروخ، وقرر إثره اختصار الزيارة، حيث كان من المقرر أن يعود نتنياهو إلى إسرائيل فور لقائه الرئيس الأمريكي ترامب. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال رونين مانليس في مؤتمر صحفي إن الصاروخ الذي أصاب المنزل شمال شرق تل أبيب اليوم أطلق من منطقة رفح جنوب قطاع غزة، على بعد 120 كيلومترًا. ووفقًا للجيش الإسرائيلي: "لقد أطلقت حماس الصاروخ ونحملها مسؤولية كل ما يحدث في قطاع غزة، مضيفًا: "عقب إطلاق الصاروخ، تم نشر قوات مشاة وقوات مدرعة في الجنوب، بالإضافة إلى ذلك، تم تفعيل القبة الحديدية". وبالأمس أيضًا أغلقت إسرائيل معبري إيريز وكرم أبو سالم مع قطاع غزة، واستدعى جيش الاحتلال قوات محدودة من الاحتياط الجوي ليعزز تواجده على حدود غزة، وتم إخلاء مراكز أمنية كثيرة في غزة تحسبًا لضربات مفاجئة من الجيش الإسرائيلي الذى استدعى، لواءين عسكريين ومقر قيادة فرقة عسكرية إلى حدود قطاع غزة، محملًا حركة "حماس" مسؤولية إطلاق صاروخ سقط وسط إسرائيل، وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن رئيس الأركان أنهى سلسلة اجتماعات لتقييم الوضع، مؤكدا استعداده لكل الاحتمالات، وأعلنت كتائب القسام وسرايا القدس أنهما قررتا الرد على أي ضربة إسرائيلية على غزة. ونفت حركة "حماس" الفلسطينية، ضلوعها في إطلاق صاروخ خلّف سبعة مصابين في إسرائيل، فجر اليوم، حسبما أفادت "فرانس برس" نقلا عن مسؤول في الحركة طلب عدم الكشف عن هويته، وقال المسؤول ذاته إنه لا أحد في فصائل المقاومة الفلسطينية، بما فيها حماس، مهتم بإطلاق صواريخ من غزة "على العدو"، ورجح أن يكون إطلاق الصاروخ قد حدث صدفة بسبب سوء الظروف الجوية. وأشارت التقييمات الأولية إلى أن الصاروخ أطلق من جنوب قطاع غزة، أي على بعد نحو 100 كيلومتر من مكان المنزل الذي سقط عليه في مجمع مشموريت الزراعي، وتقع مشموريت على مسافة أكثر من 80 كيلومتر من قطاع غزة، وهي مسافة نادرًا ما وصلت إليها الصواريخ التي تطلقها الفصائل الفلسطينية من القطاع. وقال جيش الاحتلال، إنه حدد مكان إطلاق الصاروخ من القطاع، مشيرا إلى أن نظام القبة الحديدية الدفاعي لاعتراض الصواريخ فشل في التصدي للصاروخ، ويحقق جيش الاحتلال في هذا الأمر. وأعلنت عدة جامعات فلسطينية تعليق الدوام الإداري والأكاديمي فيها نتيجة التصعيد، فيما قرر مجلس أولياء الامور تعليق الدارسة في المدارس الحكومية والأونروا. وواصلت المخابرات المصرية اتصالاتها مع الفصائل وحكومة الاحتلال في محاولة لوقف التصعيد ضد قطاع غزة، وأعلنت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة في غزة، مساء أمس، عن نجاح جهود مصر في التوصل لاتفاق وقف اطلاق النار في حال التزم الاحتلال. بينما دمرت طائرات الاحتلال الإسرائيلي ستة مباني وقصفت عشرات المواقع التابعة للمقاومة الفلسطينية وأراضي زراعية خلال ساعات الليلة الأولى من العدوان على قطاع غزة، فيما ردت المقاومة الفلسطنيية باطلاق نحو 50 قذيفة صاروخية صوب المستوطنات المحيطة بقطاع غزة. وفشلت جهود التهدئة التي كان من المقرر دخولها حيز التنفيذ في الساعة العاشرة ليلا بعد اشتراط إسرائيل وقف فعاليات الإرباك الليلي ووقف اطلاق البالونات الحارقة ومنع المتظاهرين من الاقتراب من السياج الأمني في الثلاثنين من مارس. وفي ساعات فجر اليوم الثلاثاء تجدد القصف الإسرائيلي مستهدفًا عدة مواقع للمقاومة غرب وجنوب مدينة غزة وفي المنطقة الوسطى من القطاع وميناء خانيونس، من جهتها أطلقت المقاومة الفلسطينية نحو 50 قذيفة صاروخية نحو مستوطنات غلاف غزة، مهددة بتوسيع الرد في حال استمر العدوان الاسرائيلي. وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، اليوم الثلاثاء، أن الجيش الإسرائيلي رصد نحو 30 قذيفة صاروخية أطلقت من قطاع غزة تمكنت منظومة القبة الحديدية اعتراض عدد منها بينما سقطت معظم القذائف في مناطق مفتوحة. وأكدت مصادر صحفية إسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزير الجيش، سيرأس اجتماعا لتقييم الأوضاع في قطاع غزة، قادمًا من المطار في رحلته عودته من واشنطن. وأضافت المصادر أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" سيعقد أيضا اليوم اجتماعا لمناقشة التطورات الأخيرة في قطاع غزة. أكد نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، أن القيادة تبذل كل جهد ممكن من أجل وقف هذا العدوان، حيث أجرى الرئيس أبو مازن اتصالات مع مصر والأردن والقوى الإقليمية والدولية لوقف العدوان لحماية أبناء الشعب في قطاع غزة. وأضاف العالول في حديث لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية صباح الثلاثاء، ان الاحتلال يواصل حربه ضد قطاع غزة من اجل كسب الاصوات والتنافس في الانتخابات الإسرائيلية على حساب الدم الفلسطيني. وذكرت الصحافة الإسرائيلية سقوط عدة بالونات "حارقة" قرب السياج الحدودي الفاصل لقطاع غزة، ظهر الثلاثاء، وأكدت المصادر أن البالونات سقطت قرب جنود الاحتلال الذين احتشدوا منذ الأمس لتنفيذ ضربة عسكرية، لكن دون وقوع إصابات. كما انفجر بعد ظهر اليوم، بالون أطلق من قطاع غزة قرب أشكول.