قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنّه أخطأ عندما ألغى عقوبة الإعدام في تركيا عام 2004، وفق ما نقلت صحيفة "زمان" التركية. وأضاف أردوغان: "بالنسبة لي، أخطأنا حين ألغينا عقوبة الإعدام، إذ يصعب عليّ أنّ أرى الذين تسببوا في مقتل 251 مواطنا ليلة المحاولة الانقلابية -15 يوليو 2016- وهم أحياء في السجون، يتم تلبية احتياجاتهم، حتى ولو كانت عقوبتهم السجن المؤبد". وجاءت تصريحات أردوغان خلال كلمة ألقاها في لقاء جماهيري، قبيل الانتخابات المحلية المقررة أواخر الشهر الحالي، إذ شدد على أنّه سيوافق على عقوبة الإعدام حال إقراراها في البرلمان التركي. ويأتي تصريح أردوغان رغم انتقاده تطبيق الإعدام في مصر، وهجومه الشهر الماضي على قادة الدول الأوروبية الذين شاركوا في القمة العربية – الأوروبية التي انعقدت في شرم الشيخ، مستنكرا قبولهم دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بينما مصر تطبق عقوبة الإعدام على المدانين في قضية اغتيال النائب العام الراحل هشام بركات. وكان الرئيس التركي وعد مرارا وتكرارا، قبيل الانتخابات الرئاسية التي شهدتها تركيا في شهر يونيو الماضي، أنّه مستعد للموافقة على عقوبة الإعدام حال تمريرها من البرلمان التركي. وفي العام 2004 ألغى أردوغان عندما كان يتولى منصب رئيس الوزراء في ذلك الوقت، عقوبة الإعدام رسميا من القوانين التركية بغية التقارب مع الاتحاد الأوروبي. ووقعت تركيا بروتوكولا إضافيا مع المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان يحظر عقوبة الإعدام. ويتوجب على تركيا الانسحاب من البروتوكول الإضافي كي تتمكن من إعادة عقوبة الإعدام، غير أنّ منظمات حقوقية محلية تعارض انسحاب تركيا من أي اتفاقية دولية في إطار مبدأ "الوفاء بالعهد" المدرج في قانون الاتفاقيات، بينما يرى الحقوقيون أنّ إعادة عقوبة الإعدام في تركيا أمر صعب من الناحية القانونية لكنه ممكن.
