سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«عسكريون»: مواجهة العمليات الإرهابية تتطلب «طائرات بدون طيار» وأجهزة حديثة «سويلم»: ضرب الإرهاب من منابعه.. و«جودة»: لا بد من التنسيق مع مشايخ القبائل.. و«عفيفى»: «حماس» الوحيدة القادرة على إدخال «سام 7» لمصر عبر الأنفاق
دعا خبراء عسكريون واستراتيجيون القوات المسلحة لتغيير طريقة التعامل مع العمليات الإرهابية، خصوصاً فى سيناء، بعد إسقاط طائرة عسكرية فى سيناء بصاروخ «سام 7»، واستشهاد أفراد طاقمها الخمسة، مطالبين الجيش باللجوء لأجهزة رصد وتتبع حديثة ومتطورة لا سيما الطائرات بدون طيار، حتى إن كانت باهظة الثمن، لافتين إلى أن التغير النوعى فى العمليات الإرهابية ضد الجيش باستخدام أسلحة متطورة تقف وراءها حركة حماس، مؤكدين أن العبء الأكبر سيقع على القوات البرية فى التعامل مع العمليات الإرهابية الحالية، نظراً لصعوبة مواجهة الطائرات العسكرية لنوعية الصواريخ المستخدمة من قبل الإرهابيين خلال الفترة الأخيرة. أكد اللواء حسام سويلم، الخبير العسكرى، أن الإرهابيين بدأوا فى الفترة الأخيرة تطوير أساليبهم الاجرامية التى تساعدهم على تنفيذ عملياتهم الإرهابية من خطف وتفجير ومهاجمة للمنشآت الحيوية، التى انتهت الأيام الماضية لإسقاط طائرة عسكرية باستخدام صواريخ «سام 7» قصيرة المدى، لافتاً إلى أن جماعة الإخوان «الإرهابية» لا تنفذ هذه العمليات بمفردها، ولكن تعاونها أجهزة مخابرات عالمية تخطط وتدبر وتمدها بالأسلحة والمعدات التى تستخدمها فى هذه العمليات. وأشار «سويلم» إلى ضرورة أن ترد القوات المسلحة على هذه التطورات فى أداء الإرهابيين والتغير النوعى فى تكتيكاتهم لإرهاب الدولة، عن طريق العودة إلى الأصول فى استخدام وسائل الردع لهؤلاء الإرهابيين ولمن يعاونهم ويقدم لهم المساعدات العينية واللوجستية لإتمام عملياتهم، مؤكداً أن وسائل الردع يأتى فى مقدمتها ضرب مراكز القوى وأهداف الإرهابيين فى الجهة الشرقية، مثل حماس فى فلسطين، ومراكز قواهم فى الجهة الغربية فى لبيبا، وقطع كل وسائل الاتصال بينهم وبين الإرهابيين فى الداخل الذين انتشروا فى سيناء، خاصة المناطق الجنوبية التى من خلالها ينفذون عملياتهم الإرهابية، باستخدام أجهزة رصد حديثة وطائرات بدون طيار. فيما قال اللواء محمد على بلال، مساعد رئيس أركان حرب القوات المسلحة سابقاً، إن العناصر الإرهابية لا تغير فى الأدوات والمعدات التى تستخدمها فى عملياتها المختلفة، ولكنها بدأت مؤخراً -عقب نجاح عملية الاستفتاء على الدستور- فى تطوير طريقة تنفيذ العمليات الإرهابية باستهداف المنشآت الحيوية فى مناطق مختلفة من الدولة فى محاولة منها لتشتيت مجهودات القوات المسلحة والأجهزة الأمنية. وأضاف «بلال» أن الإرهابيين يستعينون بعناصر مدربة على أعلى مستوى، تم تدريبهم فى بلاد كثيرة معادية لمصر، إضافة إلى أنهم قد يستعينون بعناصر غير وطنية سبق لها أداء الخدمة فى القوات المسلحة، للمساعدة فى طريقة استخدام الأسلحة وتنفيذ العمليات الإرهابية، ولذلك فالمطلوب من أجهزة الاستطلاع وجمع المعلومات رصد جميع هذه العناصر وتعقب تحركاتهم والانقضاض عليهم فى أسرع وقت، لافتاً إلى ضرورة التوسع فى استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة والمتطورة وأجهزة الرصد والاستشعار عن بعد والذبذبات، لمواجهة الإرهاب فى مصر، حتى إذا وصل الأمر للجوء للأقمار الصناعية. من جهته، أكد اللواء ثروت جودة، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، أن الإرهابيين ما زالوا يستخدمون أسلحة قديمة مثل «آر بى جى»، وغيرها من القاذفات التى تستهدف بها المنشآت العسكرية والأمنية، مشيراً إلى أن القوات المسلحة نجحت فى تقويض وتقليص عملياتهم الإرهابية فى شمال سيناء ومناطق حدودية أخرى، وتبقى خطورتهم فقط فى جنوبسيناء، ومن هنا يجب أن تُحمل القوات المسلحة قبائل جنوبسيناء مسئولية انتشار عناصر الجماعة الإرهابية فى جنوبسيناء، وتهددهم بالتعامل معهم بالقانون وبحسم إذا لم يساعدوا أجهزة الدولة فى الوصول للإرهابيين، لأنه يستحيل وجود هذه العناصر فى مناطق جنوبسيناء المعروفة بأنها «مناطق وعرة» إلا بموافقة القبائل السيناوية فى الجنوب، مشيراً إلى أن فى إطار ذلك لا بد من عقد جلسات تحاورية مع مشايخ القبائل للاتفاق على تحجيم الإرهاب ووضع خطط تكتيكية جديدة لتجفيف منابع الإرهابيين هناك. وقال الفريق يوسف عفيفى، رئيس هيئة البحوث العسكرية الأسبق، إن استهداف الإرهابيين للطائرة الهليكوبتر بصاروخ «سام 7» يعد تطوراً خطيراً فى حرب الجيش المصرى ضد الإرهاب فى سيناء، سيكون له أثره الحتمى فى سير العمليات، وأن القوات المسلحة ستضطر للتقليل من استخدام الهليكوبتر، لأن صواريخ «سام 7» تعد سلاحاً فتاكاً بالنسبة لها، وستجعل الجيش يعتمد على الاستطلاع الأرضى وتقويته بشكل أكبر، لأن اقتراب الهليكوبتر من الأرض للاستطلاع الجوى سيكون خطراً عليها وستضطر للطيران على ارتفاعات عالية، وأضاف أن محاربة الإرهاب تتطلب اليقظة والحذر والتعاون التام من أهالى سيناء، والاستعانة بأجهزة رصد وتتبع حديثة، موضحاً أن التعامل مع الإرهاب صعب جداً على كل جيوش العالم، سواء أمريكا أو أوروبا أو روسيا. وأوضح أن ما يقوم به الجيش حالياً هو رد فعل وليس الفعل، ولا بد أن نبدأ بالفعل ضد الإرهابيين، لافتاً إلى أن حركة حماس الفلسطينية هى المسئولة عن إمداد العناصر الإرهابية على هذا السلاح المتطور، لأنها الوحيدة القادرة على إدخال مثل هذه الأسلحة إلى مصر عبر الأنفاق. فيما قال اللواء طيار صلاح المناوى، أحد قادة حرب أكتوبر، إن العبء الأكبر فى التعامل مع مثل هذا التحول فى العمليات الإرهابية سيقع على القوات البرية، لأنها الوحيدة القادرة على التعامل مع مثل هذا التهديد، فالطائرات الهليكوبتر يصعب عليها مواجهة «سام 7».