أعلن المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، خلال اللقاء الذي نظمته غرفة التجارة الأمريكية وشركة أباتشي، بحضور قيادات كبرى شركات البترول والغاز والبنوك ومؤسسات التمويل الأمريكية، إطلاق أول مزايدة للبحث عن البترول والغاز في البحرالأحمر، في 10 قطاعات في ضوء ما أبدته الشركات العالمية من اهتمام بهذه المنطقة خلال الفترة الماضية. ويشارك الملا، على رأس وفد مصري، في فعاليات ملتقى CERAWeek للطاقة، الذي بدأ أعماله، أمس، بمدينة هيوستن الأمريكية، ويعد أكبر تجمع سنوي لمجتمع الطاقة العالمي، بمشاركة كبار الشخصيات الحكومية ووزراء البترول والطاقة ورؤساء الشركات الكبرى في صناعة البترول والغاز على مستوى العالم، بالإضافة إلى رؤساء منظمات الطاقة والبترول ومؤسسات التمويل الدولية. وصرح الملا، أن مشاركة مصر في هذا الحدث العالمي يأتي استمرارا لبناء علاقات متميزة في إطار عمل شامل ومتكامل، ويعد منصة للتواصل مع أطراف الصناعة المؤثرين والتعرف عن قرب على التطورات التي تشهدها الصناعة في مختلف الجوانب فنيا وتكنولوجيا واستثماريا، بحسب بيان لوزارة البترول اليوم. وتابع، كما يشكل هذا الملتقى فرصة جيدة لاطلاع المشاركين على النتائج الإيجابية التي حققتها صناعة البترول المصرية خلال الفترة الأخيرة وإبراز دور مصر المحوري إقليميا ودوليا وجهودها للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز والبترول وتهيئة المناخ الاستثماري الجاذب بما يشجع على جذب شركات عالمية للدخول للسوق المصري وزيادة استثمارات الشركات العاملة في مصر. وفي هذا الإطار، عقد المهندس طارق الملا، جلسة مباحثات مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الطاقة فرانسيس فانون، تناولت بحث سبل تطوير التعاون بين البلدين في مجالات البترول والغاز في ظل ما تتمتع به مصر من فرص استثمارية واعدة في مختلف الأنشطة البترولية في ظل المناخ الجاذب لاستثمارات جديدة بعد الإصلاحات الهيكلية التي نفذتها الدولة المصرية في المجال الاقتصادي بصفة عامة وقطاع الطاقة بصفة خاصة. وشهد اللقاء بحث واستعراض الخطوات التي اتخذتها مصر للتحول إلى مركز إقليمي الذي يتيح فرص أكبر للتعاون والاستثمار وتحقيق المنافع المتبادلة بين الدول والاستغلال الأمثل للاحتمالات الغازية المرتفعة التي تتمتع بها منطقة شرق المتوسط. ومن جانبه، أشاد فانون، بما حققته مصر من نتائج متميزة في صناعة البترول والغاز وبما نفذته من إصلاحات استثمارية في المجالات كافة بما حفز الشركات الأمريكية على زيادة استثماراتها في مصر، وأن مصر تلعب دورا محوريا في تنمية واستغلال موارد الغاز في منطقة شرق المتوسط بما تنفذه من مشروعات كبرى في هذا المجال يدعمها ما تمتلكه من بنية تحتية قوية لتجارة وتداول الغاز الطبيعى. كما شارك المهندس طارق الملا، في اللقاء الموسع الذي نظمته غرفة التجارة الأمريكية وشركة أباتشي، بحضور قيادات كبرى شركات البترول والغاز والبنوك ومؤسسات التمويل الأمريكية. واستعرض الملا، خلال اللقاء، الفرص المتاحة ونتائج استراتيجية لوزارة البترول لتهيئة مناخ الاستثمار وتحقيق أمن الطاقة والتنمية المستدامة وتحويل التحديات في قطاع البترول إلى فرص متميزة أمام الشركات العالمية التي تأتي إسهاما في تحقيق رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة. كما استعرض النتائج الإيجابية التي حققت على مدار الفترة الماضية في مختلف الأنشطة البترولية والغازية، وفي مقدمتها تنمية الاكتشافات وزيادة الإنتاج والتكرير والبتروكيماويات والتوسع في البنية التحتية لصناعة البترول والغاز التي ساهمت في دعم دور قطاع البترول والغاز كمساهم رئيسي في تنمية الاقتصاد المصري، حيث يساهم القطاع بالحصة الأكبر في الناتج المحلي الإجمالي لمصر، ويبلغ 25%، ويساهم في الاستثمار الأجنبي المباشر بنحو 44%. وأشار الملا إلى استمرار تنفيذ استراتيجية وزارة البترول لتطوير وتحديث قطاع البترول والغاز مما سيؤدي بدوره إلى تحسين الأداء في مجالات البحث والاستكشاف والإنتاج وتطوير مهارات الكوادر البشرية والنواحي التنظيمية بالقطاع والالتزام بمعايير الحوكمة الدولية وتحقيق مستويات أداء متميزة. وأضاف الوزير أن تنفيذ رؤية إصلاحية واضحة وتوافر فرص الاستثمار الواعدة يضمن الاستمرار في تشجيع وتحفيز الشركات العالمية للمشاركة في المزايدات البترولية والمشروعات بما يسهم في الاستمرار في تحقيق النجاحات في مختلف أنشطة صناعة الغاز والبترول. وعلى جانب آخر، عقد المهندس طارق الملا جلسة مباحثات مع الرئيس التنفيذي لشركة أباتشى الأمريكية جون كريستمان، وقيادات الشركة، تناولت المباحثات برامج عمل أباتشي في مصر في البحث عن البترول والغاز في منطقة الصحراء الغربية والفرص المتاحة لضخ استثمارات جديدة في هذا المجال. وأكد الملا وكريستمان، التنسيق المشترك بين الجانبين لزيادة أنشطة وعمليات البحث والاستكشاف في مناطق عملها بمصر خلال الفترة المقبلة والتوسع في استخدام التكنولوجيات الحديثة بهدف اكتشاف وتنمية الاحتياطيات البترولية والغازية بالطبقات العميقة التي لم تستغل بعد بما يسهم في تحقيق معدلات إنتاج مرتفعة من البترول والغاز. ولفت كريستمان إلى أن تزايد ثقة أباتشي في الاستثمار في صناعة البترول المصرية بفعل ما أنجز من إصلاحات مهمة وتوفير عناصر ومقومات لجذب الاستثمار من تشريعات وبنية تحتية قوية. فميما عقد الملا، اجتماعا مع فريق عمل شركة أباتشي مصر برئاسة نائب الرئيس والمدير العام للشركة ديفيد تشي بمصر، استعرض فيه الجهود المبذولة والدراسات الجيولوجية والفنية المكثفة التي تهدف إلى زيادة الإنتاج والوقوف على المزيد من الفرص الجديدة والمحتملة في هذا الصدد. والتقى الملا مع الرئيس التنفيذي لشركة هاليبرتون جيف ميلر، وبحثا أنشطة ومجالات عمل الشركة في مصر وسبل زيادة التعاون الفترة المقبلة في مجالات تطبيق التقنيات الحديثة لزيادة الإنتاج في مناطق عمل الشركة وتدريب وتأهيل الكوادر البشرية. وعلى هامش اللقاء، وقع مذكرة تفاهم بين وزارة البترول والثروة المعدنية وشركة هاليبرتون لتنمية قدرات الكوادر البشرية ومساهمة الشركة في برنامج تنمية وتأهيل القيادات الشابة والمتوسطة، في إطار مشروع تطوير وتحديث قطاع البترول، حيث توفر الشركة بموجب المذكرة برامج تدريبية عملية للكوادر البشرية بقطاع البترول تهدف إلى تنمية مهاراتهم وكفاءتهم وتأهيلهم لتولي المناصب القيادية في المستقبل وبما يتوافق وخطط مصر للتحول لمركز إقليمي للغاز والبترول. وأوضح الملا أن برنامج تطوير القطاع يهدف في المقام الأول إلى خلق بيئة عمل جاذبة للاستثمار حيث يعد بناء القدرات البشرية المؤهلة والمتميزة على مستوى عالمي أحد أهم ركائز جذب الاستثمار، مشيرا إلى الثقة المتبادلة مع شركاء مصر وقطاع البترول الاستراتيجيين في المجالات كافة ومنها تأهيل الكوادر المصرية الشابة ووضعهم على طريق النجاح لقيادة القطاع في المستقبل. بينما أكد ميلر، أن هاليبرتون تعمل في مصر منذ أكثر من 50 عاما وأن مذكرة التفاهم تعد دليلا قويا على التزام الشركة واعتزازها بالعمل في مصر وسعيها المستمر لزيادة مجالات العمل في صناعة البترول والغاز المصرية. وعلى هامش مشاركته في المؤتمر، عقد المهندس طارق الملا وزير البترول لقاء ثلاثيا ضم أمين عام منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) محمد باركيندو، ووزير الطاقة والصناعة الإماراتي سهيل المزروعي. فيما تناول اللقاء بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك فيما يتعلق بتطورات أسواق البترول العالمية والأسعار العالمية، وجرى التأكيد على الاستمرار في دعم جهود ومبادرات التعاون بين دول أوبك وخارج أوبك لتحقيق الاستدامة في استقرار الأسواق والتوازن بين العرض والطلب بما ينعكس إيجابا على تحقيق مصالح أطراف الصناعة البترولية كافة، كما عرضت الجهود المبذولة في إطار مشروع مصر القومي للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز والبترول.