انسحب رون بول آخر منافس لميت رومني في السباق الجمهوري إلى البيت الأبيض، الاثنين من الانتخابات التمهيدية بسبب نقص التمويل، لكن هذا السياسي المحنك ما زال يريد إسماع صوته. وينسحب هذا المحافظ البالغ من العمر 76 عاما، والذي يعد من أشد المدافعين عن الانعزالية الأمريكية والحريات الفردية المطلقة، لأنه لا يملك الوسائل الكافية لمنافسة الآلة الانتخابية لصاحب الملايين ميت رومني الذي بات المرشح الجمهوري الوحيد الذي سيواجه الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته باراك أوباما في السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض. وكتب بول في بيان "لن ننفق مزيدًا من الأموال لحملة الانتخابات التمهيدية في ولايات لم تصوت بعد"، وأقر بول بأن فريقه لم يعد يملك ما يكفي من الأموال لمواصلة معركة الانتخابات التمهيدية، مضيفًا:"إن الاستمرار في القيام بذلك مع أمل ما بالنجاح يستدعي عشرات ملايين الدولارات التي لانملكها بكل بساطة". لكن رون بول الذي سبق، وخاض ثلاث حملات انتخابية في 1988 و2008 و2012، لم يلق السلاح ويعتزم الدفاع عن أفكاره في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في تامبا بفلوريدا في أغسطس 2012، حيث سيسمي الجمهوريون رسميًا مرشحهم إلى الانتخابات الرئاسية. وأكد بول في بيانه أنه سيواصل "تبني مواقف وكسب مندوبين وإيصال رسالة قوية إلى المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري مفادها أن الحرية هي النهج الواجب اتباعه للمستقبل". واعتبرت ليندا فولر برفسورة العلوم السياسية في دارماوث كوليدج أن مسعى بول للحصول على مزيد من المندوبين يبغي من ورائه أن "تكون له كلمة يقولها في برنامج وقواعد الحزب الجمهوري". وقالت "أعتقد أنه يكفي التوصل إلى هذه النتيجة". وكان بإمكان هذا المرشح أن يخوض الانتخابات كمستقل لكن ذلك قد يسيء إلى المستقبل السياسي لنجله السناتور راند بول. وقالت فولر:"لديه أسباب لتجنب المواجهة مع قيادة حزبه عبر الاستمرار بحملة ناشطة". وكانت تسمية ميت رومني كمرشح جمهوري لخوض السباق إلى البيت الأبيض تعتبر أمرا محسوما منذ انسحاب أشد منافسيه المحافظ المتشدد ريك سانتوروم. وكان رون بول أثار حماسة كبيرة لدى الناخبين الشباب، لكن هذا الأمر لم يترجم فوزا انتخابيا حاسما خلال الانتخابات التمهيدية. والواقع أن عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس لم يحقق فوزا في أي ولاية. ويريد بول وهو طبيب نسائي عضو في مجلس النواب منذ 1997، محاربة ما يراه همينة للدولة الفيدرالية ويدعو إلى إلغاء الاحتياطي الفيدرالي، أي البنك المركزي الأمريكي، لتوفير المال العام. ومع برنامج من هذا النوع ينظر إلى بول أحيانا على أنه "العراب الفكري" ل"حزب الشاي" الحركة المعارضة لزيادة الضرائب والتي ظهرت في 2009 بعد انتخاب أوباما. وهو يعارض أي شكل من المساعدات أو التدخل العسكري في الخارج وصوت في 2002 ضد الحرب في العراق. فضلا عن ذلك وحتى ولو بقي متحفظا في هذا الموضوع اثناء حملته، ايد بول في الماضي تشريع بعض انواع المخدرات. كما يدعو الى انهاء الحرب ضد كارتلات المخدرات مقارنا الوضع بمنع الكحول في عشرينات القرن الماضي.