لم يمر نجاح المشروع الإعلامي لروبرت مردوخ في خدمة السياسة دون الاستعانة بتلك الاستراتيجية في تحقيق المصالح الإسرائيلية، وكما استخدم الإعلام الإسرائيلي القضية النووية من أجل التعتيم الدولي على بناء مستوطناتهم على الأراضي الفلسطينية لإشغال الرأي العام العالمي عن الانتهاكات التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني، وهى ذات الأبواق التي استخدمتها إسرائيل في تزييف واقع الثورة المصرية الثانية في 30 يوينو، والتي رأتها إسرائيل لا تخدم مشروعها في الشرق الأوسط. استخدمت الصحف الإسرائيلية، فور عزل الرئيس السابق محمد مرسي، مصطلح "انقلاب" بديلًا عن "الثورة"، فيما تبثه من أخبار وتقارير يومية عن الوضع المصري، بهدف إيهام العالم بأن ثورة 30 يونيو انقلاب من قادة الجيش المصري، وليس تلبية لإرادة الشعب، كما أضفت على اسم الرئيس المعزول محمد مرسي صفة "الرئيس المنتخب"، أو "الرئيس الشرعي"، أو "أول رئيس يأتي بصورة ديمقراطية". ولم يكن من الغريب أن يعبر المسؤولون الإسرائيليون عن تأييدهم لمرسي، وخاصة بعد نيته في تفكيك القضية الفلسطينية لصالح إسرائيل بإنشاء قنصلية لقطاع غزة في مصر، ما يساعد الكيان الصهيوني ويسهل له مهمته في فصل غزة عن الضفة الغربية، بحيث تصبح دولة مستقلة. وعلى الرغم من تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" باتخاذ إسرائيل موقف الحياد في الصراع الدائر بمصر، إلا أن وزير الخارجية السابق "أفيجدور ليبرمان" قد كسر الحظر المفروض على المسؤولين من نتنياهو في حواره المطول مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، حيث عبر عن معارضته للثورة المصرية قائلا "إن الوضع في مصر مزعج، لأن الإخوان المسلمين لن يقبلوا بعزل مرسي في هدوء"، وكان ذلك أعقاب ثورة 30 يونيو. وأضافت "أحرونوت" أنه على الرغم من عدم استقرار الأوضاع في مصر، فأن ليبرمان يرى اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية تتعرض للخطر، لأن مصر لم تعد تلك الدولة التي يعرفها، وأن هناك مفاجآت، وفقًا لما قاله. وصرح السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر "شالوم كوهين"، في حديث مع صحيفة إسرائيلية، بأن محاكمة مرسي ستتسبب في نزول المئات من الإخوان إلى الشوارع، وسماع دوي إطلاق النار - بحسب قوله -، مشيرًا إلى أنه يجب أن يعامل الرئيس السابق مرسي داخل السجن كما يُعامل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك"، ورأي المحلل الإسرائيلى "رؤوبين باركو" في تعليق له على الأحداث المصرية، أن قادة جماعة الإخوان أوضحوا للعالم عزمهم على إجراء مظاهرات حاشدة دون عنف. فيما ادعت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن حملة "تمرد" المصرية التي كانت سببًا في الإطاحة بالرئيس المعزول "محمد مرسي"، بعدما انتهت من دورها بإقصاء جماعة الإخوان تبدأ الآن حملة جديدة لدعوة الموطنين إلى التصويت على إلغاء معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ورفض المعونة الأمريكية احتجاجًا على التدخل الغربي السافر في الشؤون المصرية. وقال الدكتور "منير محمود" الخبير في الشئون الإسرائيلية "لابد من إنشاء قناة مصرية تُبث باللغة العبرية موجهة من السلطات المصرية تخاطب إسرائيل لتوضيح الحقائق لأن الإعلام الإسرائيلي يأخذ الكثير من قناة الجزيرة المؤيدة لتنظيم الإخوان، والغرب الذي يدفع له الإخوان لتحقيق أهدافهم السياسية". وأضاف "محمود"، في تصريحات خاصة ل"الوطن"، أن هذه القناة لابد وأن تكون تحت إشراف الأمن القومي، ويقوم عليها المتخصصون في اللغة العبرية والشئون الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من خريجي أقسام اللغة العبرية على مستوى الجامعات المصرية قادرون على ممارسة هذا العمل بشكل محترف. وكان عدد من طلبة وخريجي أقسام اللغة العبرية في الجامعات المصرية ترجموا مسلسل "ناجي عطالله" إلى اللغة العبرية، بهدف غزو المجتمع الإسرائيلي، في إطار الرد على تشويه الإعلام الإسرائيلي للصورة العربية والمصرية من خلال ترجمة الأفلام بطريقة تخالف الواقع الموجود.