قال مسؤول بارز بمستشفى أمس إن 86 شخصا على الأقل قتلوا في اشتباكات عنيفة في جنوب ليبيا على مدى الأسبوعين الماضيين بين قبائل وقوات الحكومة وموالين سابقين للدكتاتور معمر القذافي، وقال عبد الله وحيدة رئيس مستشفى سبها في المدينةالجنوبية إن 128 شخصا على الأقل أصيبوا بجروح في العنف الذي شهد قصف المستشفى. وفجر الاشتباكات في سبها وهي معقل تقليدي من معاقل القذافي، هجوم انتقامي من قبل قبيلة "التبو" الإفريقية الأصول ضد قائد "ميليشيا" من قبيلة أولاد سليمان العربية، وكانت "سبها" آخر مدينة تسقط في إيدي الثوار الذين خاضوا حربا أهلية استمرت ثمانية أشهر ضد قوات القذافي في عام 2011، وهي أيضا آخر مدينة رئيسية في أقصى جنوب ليبيا، كما أنها تقع على طريق رئيسي يؤدي إلى الحدود مع النيجر، وأدت وفاة القذافي وخسارة القبائل العربية المتحالفة معه لسطوتهم، إلى بروز التبو وسيطرتهم على الحدود، وكان "التبو" يعانون من التمييز في ظل حكم القذافي. وفي مارس 2012 تركت الاشتباكات بين "التبو" والعرب العشرات من القتلى، منهم العديد من سكان مناطق التبو الفقيرة التي تعرضت لقصف عنيف، وتوصل وسطاء إلى وقف لإطلاق النار شريطة أن يسلم العرب الرجال الضالعين في القتل إلى السلطات الليبية، ولكن قادة قبيلة "التبو" قالوا إنه لم يتم تسليم أحد، مما أثار الغضب وفجر الموجة الأخيرة من الاشتباكات. في الوقت نفسه قال مسؤولون أمنيون في المدينة إن الموالين السابقين للقذافي سيطروا على قاعدة عسكرية محلية، مما دفع الحكومة إلى إرسال قواتها واعتقال عدد منهم، والاضطراب في الجنوب مرتبطة أيضا بالحالة العامة لانتشار انعدام القانون في ليبيا، حيث فشلت عدة حكومات انتقالية متوالية في نزع أسلحة الميليشات المسلحة واستيعابها. وسيطر قادة ميليشيا المنطقة الشرقية على موانئ النفط، ليضعوا مصدر عائدات البلاد الرئيسي موضع الخطر، وفي العاصمة يخوض رئيس الوزراء علي زيدان أزمة سياسية مع الإسلاميين في البرلمان.