حتى إذا كان النجم أول الأسماء على تِتر المسلسل يظل المؤلف بطلاً مطلقاً. نحن نعرف أن الصورة فى السينما (وهى صنعة المخرج) بطل الفيلم، أما فى دراما التليفزيون فالبطولة للكتابة، والسيناريو -أو «الورق» بلغة السوق- يسبق الجميع ويسبق كل شىء: من فلوس المنتج إلى نحنحة الممثل ودموع الممثلة. الكاتب فى دراما التليفزيون هو «السلعة» و«صانع السلعة» فى الوقت نفسه. كم من أعمال هوت بأكبر النجوم إلى سابع أرض بسبب ضعف الكتابة، وكم من نجوم صنعهم الورق الحلو. وفى ماراثون رمضان هذا العام حدثت أكثر من مفاجأة، فقد احتل المؤلفون الشباب القمة بأعمال جريئة ومختلفة شكلا ومضمونا، معظمها تناول الفساد، من فساد الحارة بكل بساطتها وعنفوانها.. إلى فساد القانون بكل متاهاته وأضابيره المعتمة. نماذج وقضايا كثيرة طرحها المؤلفون فى أعمالهم وأثاروا من خلالها جدلا وانقسم الجمهور حولها بين مؤيد ومعارض، إنما يحسب لأصحابها فى المحصلة النهائية أنهم انتصروا لقيمة النص وهيبته رغم اختلاط الحابل بالنابل فى سوق الدراما. مؤلفون شباب بعضهم يكتب للمرة الأولى وبعضهم ربما يخوض تجربته الثانية أو الثالثة على أقصى تقدير، لكنهم استحقوا أن نلتفت إليهم ونحتفى بهم ونجادلهم بالتى هى عين النقد وحجته الملزمة. هنا، فى هذا الملف، نحاور أبرز مؤلفى الدراما فى موسم رمضان 2012.. يتحدثون إلى «الوطن» عن أعمالهم وأفكارهم وقناعاتهم والظرف الذى عملوا فيه واجتهدوا لتغييره أو لتحفيز المشاهد على تغييره.