نشرت السلطات الجزائرية الآلاف من أفراد الشرطة لإخماد أسابيع من الاشتباكات العرقية في مدنية صحراوية جنوب البلاد واعتقلت سبعة أشخاص هناك. وأفادت أنباء اليوم أن الهدوء عاد إلى مدينة غرادية ذات المناظر الخلابة والواقعة على حافة الصحراء الكبرى، والتي تبعد 600 كيلومتر جنوب العاصمة الجزائر، بعد أن شهد مطلع الأسبوع أعمال شغب أسفرت عن مقتل شخص واحد وإصابة عشرة وإضرام النيران في عشرات المتاجر والمنازل. وجرت عمليات الاعتقال مساء أمس . يذكر أن المدينة مقسمة بين الميزابيين الجزائريين وهم أبناء السكان البربر الأصليين في شمال أفريقيا والذين ينتمون إلى طائفة العبادي الإسلامي من جهة، وبين المهاجرين العرب السنة من جهة أخرى. وشهد الشهر الماضي اشتباكات متقطعة بين شباب من المجموعتين كما تعرض رجل ميزابي إلى الطعن حتى الموت مطلع هذا الأسبوع. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن النيران أضرمت فيما لا يقل عن ثلاثين متجرا. ونشرت السلطات الجزائرية نحو ثلاثة آلاف شرطي يوم الإثنين لتهدئة الوضع وأعلنت الوكالة الرسمية في اليوم التالي عن اعتقال سبعة رجال ويجري التحقيق مع ستة عشر آخرين. وقال حمو مصباح العضو الميزابي في حزب جبهة القوى الاشتراكية إن الهجمات نفذتها عصابات إجرامية سمحت قوات الشرطة المحلية بتواجدهم. وصرح للأسوشيتد برس "ليست لدينا مشاكل مع العرب، الذين تعايشنا معهم لقرون...لطالما دعونا إلى انتشار الشرطة الوطنية والتي عاد معها الهدوء". بو عامر بو حفص، أحد الشيوخ العرب في غارداية، صرح لموقع " تو سير لالجيري" الإلكتروني الإخباري بأن الاشتباكات مسؤولية عصابات الميزابية التي تهاجم الجيران العرب. وزار رئيس الوزراء عبد الملك سيلال غرداية في الرابع عشر من يناير والتقى مع ممثلين للمجتمع في مسعى لتهدئة التوتر، لكن القتال تجدد عقب مغادرته. ووقعت أحداث عنف بين المجموعتين في الماضي. وعزت برقية لوزارة الخارجية الأمريكية بشأن اشتباكات في 2009 خلفت قتيلين ومائة جريح العنف إلى التناحر بين العرب والميزابية بشأن الأرض والموارد في وقت يتزايد فيه تعداد كل منهما. وقالت البرقية "الاستجابة البطيئة من جانب الشرطة وعجزها عن احتواء العنف الطائفي في هذه الحادثة الأخيرة يشيران إلى الصعوبة التي تواجهها مؤسسات الدولة والمسؤولون حين يحاولون العمل في مجتمعات العبادي." ويشكل البربر أو الأمازيغ، الذين يتحدثون لغة خاصة بهم، نحو ثلاثين بالمائة من السكان، وهم على خلاف دائم مع الغالبية العربية، لاسيما في منطقة القبائل الجبلية قرب العاصمة. وتعد التوترات العرقية في غرداية، مع ذلك، أمرا فريدا في البلاد باعتبارها إحدى مناطق قليلة يعيش فيها العرب والبربر جنبا إلى جنب.