أكدت مصادر مسئولة بملف مياه النيل أن وفاة رئيس الوزراء ملس زيناوى، سوف تؤثر في مواقف دول أعالي النيل "مصر والسودان"، وتشكل تغييرا جديدا في خريطة التوازنات بين دول حوض النيل مشيرين إلى أن رئيس الوزراء الأثيوبي الراحل كان أحد محاور التوجهات المتشددة ضد مصر والسودان بينما كشفت المصادر عن توقعات بتأجيل اجتماعات لجنة تقييم سد النهضة الأثيوبي. وقالت المصادر: وفاة زيناوي سوف تساعد دول منابع النيل الموقعة على اتفاقية عنتيبي دون موافقة مصر والسودان في إعادة ملف المفاوضات إلى المربع رقم واحد مشيرة إلى أنه سيتم مراجعة النقاط الخلافية بين دول حوض النيل والتي وقعت عليها هذه الدول بإيعاز من رئيس الوزراء الراحل وكانت وراء تجميد مصر والسودان لأنشطتها في مبادرة حوض النيل. وأشارت المصادر إلى أن الوفاة قد تعيد الحوار حول النقاط الخلافية وتصبح هناك امكانية من التوصل إلى توافق حول هذه الخلافات خاصة في ظل المبادرة المصرية – السودانية الخاصة بالفصل بين التعاون المشترك بين دول الحوض ومسار التفاوض حول نقاط الخلاف. وتوقعت المصادر أن يتم تأجيل اجتماع وزراء مياه النيل الاستثنائي المقرر عقده الشهر القادم بالعاصمة الرواندية كيجالي، بناء على طلب مصر والسودان لبحث وجهة نظر البلدين، فيما يتعلق بالتداعيات القانونية والمؤسسية الناتجة عن التوقيع المنفرد من قبل 6 من دول منابع النيل على اتفاقية عنتيبي دون الأخذ في الاعتبار حسم النقاط الخلافية بين دول الحوض، التي تسببت في رفض مصر والسودان التوقيع على الاتفاقية ورؤية دولتي المصب لحل الخلافات العالقة في اتفاقية عنتيبي، ولم تقم رواندا باعتبارها رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري بتحديد موعدا للاجتماع المقبل بدقة، حيث كان الاتفاق أن يكون في أوائل الشهر القادم ولم يحدد اليوم بعد. وأوضحت المصادر أنه من المتوقع أيض، تأجيل الاجتماع المقررعقده بين وزراء "النيل الشرقي" في أديس أبابا لبحث مستقبل التعاون الفني لتنمية موارد حوض النيل الشرقي والمتفق على عقده عقب الاجتماع الوزاري الاستثنائي، بعد توقف العمل بمكتب الأنترو التابع لمبادرة حوض النيل نتيجة انتهاء التمويل من ناحية وتجميد دولتي المصب لأنشطتهم في المبادرة ومن ناحية أخري نتيجة التوقيع المنفرد لدول المنابع على اتفاقية عنتيبي وكذلك ترتيب إرسال الدراسات الأثيوبية لسد النهضة إلىي خبراء اللجنة الثلاثية للسد حيث من المتوقع أن ينظم الجانب الأثيوبي زيارة ميدانية لموقع السد للخبراء أعضاء اللجنة في اجتماعهم القادم باديس بابا. وأوضحت المصادر أن الاجتماع الثلاثي للوزراء كان سوف يناقش نتائج السيناريوهات التي تقدمت كل دولة بها في اجتماع الخبراء الأخير بالخرطوم مؤخرا ووجهة نظر كل دولة فيما يتعلق بمستقبل التعاون على مستوى النيل الشرقي بعد دراستها في إشارة إلى قيام الخبراء المصريين بمراجعة وجهتي النظر السودانية والإثيوبية حول مستقبل هذا التعاون وهو مايقوم به في نفس الوقت خبراء الدولتين، لتحديد آليات هذا التعاون للتعامل سواء تحت مظلة مبادرة حوض النيل أو من خلال التعاون الثلاثي خاصة وأن كل دولة من الدول الثلاث، تساهم بجزء من التمويل الخاص بمكتب الانترو (المكتب الفني لمشروعات النيل الشرقي) الذي ينتهي التمويل الدولي له نهاية الشهر الحالي، وكذلك تطوير عمل مكتب "الانترو" التابع للمبادرة أو تعديل المسمي، لاستمرار وجوده وعمله في الإشراف على مشروعات التعاون الثلاثي.