قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان حالة طوارئ وطنية من أجل بناء الجدار الحدودي مع المكسيك من ميزانية وزارة الدفاع يقود الحزب الجمهوري إلى معركة محفوفة بالمخاطر قبيل عام 2020. وأشارت الصحيفة، في تقرير لها، أن "ترامب" بذلك يدخل حزبه إلى حالة من الذعر والقلق، وهي خطوة يمكن أن تساعد في جهود إعادة انتخابه لعام 2020 على حساب زملائه الجمهوريين، فمحاولة ترامب للتحايل على الكونجرس تضع مشرّعي الحزب الجمهوري، بما في ذلك العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الراغبين في إعادة انتخابهم في الدورة التالية، في وضعية الاختيار بين زعيم حزبهم ومعارضتهم الذاتية للتجاوزات التنفيذية، فإذا ما دعموا إعلان ترامب للطواريء، فسيكون ذلك بمثابة الضوء الأخضر للاستيلاء على السلطة في البيت الأبيض الذي ينتهك سلطة الكونجرس الدستورية في تحديد أوجه الإنفاق، وإذا عارضوا ذلك، فإنهم يجازفون بالتعرض لغضب قاعدة "ترامب" السياسية، وهذا هو التحدي الرئيسي. وتابعت الصحيفة، أنه من غير الواضح ما إذا كان أكثر المعارضين لترامب من داخل الحزب الجمهوري سيصوتون على رفض إعلان الطوارئ، كما أن عدد قليل منهم على استعداد للتعامل مع القضية ووفقاً لأحد المسؤولين في البيت الأبيض أنه لم يسمح لهم بالتعليق علناً ، كما حث مساعدو الإدارة المشرعين على عدم ذكر آرائهم علناً.وأشارت الصحيفة أن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، أمضى أسابيع يحذر من إعلان حالة طوارئ وطنية أصدر بيانا يلوم الديمقراطيين على الوصول إلى طريق مسدود لكنه لم يقدم أي رأي حول إعلان ترامب الرسمي . وتابع أنه في مجلس الشيوخ، يدافع الجمهوريون في العام المقبل عن مقاعد مجلس الشيوخ البالغ عددها 22 مقعداً ، في حين أن الديمقراطيين يدافعون فقط عن 12 مقعداً، ويمر الطريق لحماية الأغلبية المكونة من 53 إلى 47 عضواً في مجلس الشيوخ من خلال ولايات يحتمل أن تكون قادرة على المنافسة مثل كولورادو وأريزونا وأيوا وماين. وقد أعلن بعض أعضاء مجلس الشيوخ الذين سيخوضون انتخابات عام 2020، بمن فيهم تيليس والسيناتور سوزان كولينز من ولاية ماي ، على الفور معارضتهم لإعلان ترامب. وقال تيليس في بيان: "بينما أتفق مع هدف سياسة الرئيس ترامب، لا أؤمن بالمبادئ الظرفية، ومن الواضح أن لدينا رئيس ديمقراطي يريد المزيد من التدخل الحكومي في اقتصادنا وحياتنا". وقال "كولينز": "أعتقد أن هذا خطأ من جانب الرئيس، فإعلان قانون الطوارئ الوطني، اتخذه الرئيس لإعادة توظيف مليارات الدولارات خارج عملية الاعتمادات العادية". وأوضح التقرير أنه رغم ذلك التزم العديد من الجمهوريين الذين سيخوضون انتخابات "الشيوخ" في عام 2020 الصمت، وهي علامة تدل على أن الجمهوريين يعرفون أن معارضة "ترامب" أمر محفوف بالمخاطر. وأوضحت الصحيفة أن احتمال حدوث مأزق دستوري بين البيت الأبيض والكونجرس يمكن أن يلحق ضررا جسيما بالجمهوريين.
