انتقلنا من عام إلى عام آخر، محملين بتغيرات في حياتنا أبت ألا تتركنا وترحل، فرحلت معنا إلى عامنا الجديد.. ربما لأنها لن تفارقنا مرة أخرى أو ستصبح من ثوابت حياتنا.. في 2014 من منا لم يتغير؟ من منا لم يحمل ألمًا بداخله، أو ذكرى تداهم أرجاء عقله ليل نهار، أو أطياف أشخاص كانوا هنا ورحلوا إلى عالم آخر دون أي سابق إنذار، أو قبلة للوداع.. حتى أنهم بخلوا علينا بنظرة أخيرة إلى ملامحهم.. ليتهم هنا كنا عاتبناهم بشدة! حقا لما نعاتبهم؟، ألم نعي بعد أنهم رحلوا للأبد؟. رفيقى لا تلمني، فرحيلك عني أربك قواعد عقلي وشتت إتزان ذهني، فأصبحت كالشريد يتمتم بأحرف هنا وهناك، تأه في بقايا ذكريات جمعتنا لازالت تجوب أرجائي، ولا تريد مفارقتي كما فعلت أنت.. كنا أخوين، لا بل كنا صديقين، أو ربما كنا عقلين اجتمعا على حب صدوق..أختلفنا؟، نعم اختلفنا فكان لك فكرك ولي فكري، لك تيارك ولي استقلالي، لكن قبل كل ذلك اجتمعنا. اجتمعنا يومًا ما، عندما اجتمع وطننا على كلمة لا ثاني لها.. اجتمعنا في أرض واحدة ونادينا بحرية واحدة، رأينا الظلم والقمع فصمدنا، كنا ننشد حرية مفقودة، ومستقبل لنا مزدهر.. كنت تتفوق، فأرى في عينيك النجاح والأمل.. ابتسامتك التي لم تفارق وجهك، كانت ملهمتي بالصبر بعد كل جذع، نقاء وجهك الخلوق كان يخجلني من نفسي، لأني لم أكن مثلك بعد. جمعتنا ربما جامعة واحدة أو غرفة واحدة، واقتسمنا الخبز، والسعادة وقبلة الألم.. اقتسمنا كرسي في أتوبيس مزدحم للوصول إلى مكان واحد ننهل فيه العلم.. كنا نأمل في نجاح لبلادنا تشرق به ربوع مدينتنا، لك تيارك ولي فكري، نتناقش ونختلف، وأحيانًا نغضب من بعضنا البعض، ولكني قلبى ملئ بحب لك محفور به.. لم أكن لأضع في حسباني أنك سترحل، ولو كنت أعلم لاعتذرت عن كل صوت رفعته قبل صوتك، وعن كل هم أحملتل إياه لتنزعه عني. كنت أتمنى أن تكون معى في هذه اللحظات، لنتشارك السعادة بدلًا من كتابة هذة الكلمات عنك.. ونحقق ما كنت ترغب في تحقيقه، لكنك رحلت وبقيت أنا لأكتب عنك حروف تكسوها دموع مريرة.. عذرًا يا رفيقي، قتلتك السياسة، فأصبحت ملعونة في حياتى إلى أن الحق بك.