أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن وضع نهاية لمعاناة الشعب السوري هي مسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي، مضيفة،اليوم، أن مؤتمر "جنيف-2"، بشأن سوريا وفي حال فشل في تحقيق السلام في الأراضي السورية، فعلى الأقل يجب أن يعيد الإنسانية للحرب الدائرة هناك، وهذا يعني ضرورة معالجة الوضع اليائس للمدنيين السوريين المحاصرين بسبب القتال دون مواد غذائية، رعاية صحية، تعليم أو أمل، مشددة على ضرورة معالجة هذه القضايا في "مونترو" مع وضع خطط عملية للتنفيذ و المساءلة. وأوضحت "واشنطن بوست"، أنه في بداية الأمر يجب الالتزام بالقانون الدولي الإنساني الذي يحكم النزاع المسلح، إذ أنه شرط وليس خيارا، لكل من الحكومة السورية والثوار، مضيفة أن استهداف المدنيين والمرافق الطبية والعاملين في مجال الإغاثة غير قانوني ويحتاج إلى الاعتراض عليه من قبل أنصار الجانبين. وتابعت الصحيفة الأمريكية قولها: وثانيا تأتي بشأن بيان الثاني من أكتوبر الرئاسي القوي من مجلس الأمن الدولي، الذي يوضح تفاصيل مسؤولية جميع الأطراف بشأن السماح بتدفق المساعدات والمساعدة الطبية، والذي لم يلق الاهتمام المطلوب مما يشكل استهزاء لكل من الأممالمتحدة والدول الأعضاء. وأضافت "واشنطن بوست"، أن جميع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، بما فيهم روسيا والصين، يؤيد هذا البيان، وفي حال تم تجاهله، ينبغي عليهم دعم قرار للأمم المتحدة ملزم بنفس الصياغة، مشيرة إلى النقطة الثالثة والتي تؤكد على وجود حاجة إلى أحكام خاصة للوصول إلى المجتمعات المحاصرة، حيث يجب على أطراف النزاع أن تعين مندوبين مخولين للتفاوض بشأن مرور المساعدات والمدنيين عبر خطوط النزاع، وأشارت الصحيفة، إلى وجود تجارب سابقة من أفغانستان وإلى السودان بشأن التفاوض وتقديم المساعدات أثناء الحروب الأهلية، مضيفة "ولدى الأممالمتحدة مجموعة رفيعة المستوى، تتكون من الدول الأعضاء، تعمل تحت إشراف مكتبها لتنسيق الشؤون الإنسانية، وينبغي التركيز عليها نظرا لطبيعة عملها المعنية بضمان وصول المساعدات إلى الجوعى والخائفين. وسلطت الصحيفة الأمريكية، الضوء على مصير مدينة حلب، بوصفها النقطة الرابعة، حيث تعد الأعلى في الكثافة السكانية مع وجود 2 مليون شخص بها، وأصبحت الآن مقسمة وبالتالي تعد موطن للمواجهات التي تختبر بطبيعة الحال الجانب الإنساني لدى الجانبين، مشددة على ضرورة الحفاظ عليها من الانزلاق إلى الجحيم. وأوضحت "واشنطن بوست"، أنه في حال لم يتم اتخاذ هذه الإجراءات، فإن الشعب السوري هو من سيدفع ثمن ذلك المتمثل في انتشار الأمراض والاوبئة والموت والدمار، مشيرة إلى أن المنطقة بأسرها أيضا ستشارك في دفع هذا الثمن من خلال فرار المزيد من اللاجئين إلى البلدان المجاورة، وسيدفع العالم الثمن مقابل تصاعد التطرف. واختتمت الصحيفة تحليلها، مؤكدة على أنه ليس هناك من عذر للعودة إلى العصور المظلمة في قلب الشرق الأوسط، وذلك بغض النظر عن مدى تفاقم الأزمة أو عدم وجود خيارات جيدة مطروحة.