لا أعلم من الذي أتى بي إلى هنا.. هذا المكان اللعين الذي أكرهه منذ أن ولدت ذلك الفراش الأبيض.. تلك العقاقير التي أرفض تناولها طوال حياتي ها قد اتى اليوم لاتناولها رغمًا عني، لا أعرف هل ما أنا عليه ابتلاء أم عقاب على ما فعلته في حياتي، أشعر وكأن روحي تفارق جسدى من شدة الألم، ولماذا أنا هنا وحدي دون أن يعلم أحد.. أين أهلي؟ أين رفقاء دربي؟.. هل سأموت كعجوز لم تنجب طفلًا؟، يا إلهي أي حياة هذه!، أشعر بأني طفلة تائهة تبحث عن أحد من أهلها. لا أتذكر أي شئ قبل مجئ، سوى كريم عندما أخبرني أنه لا بد من الانفصال، لأنه لم يعد يتحمل عصبيتي الزائدة، ولا غيرتي التي فاقت الحدود.. ولكن هل يعلم ما أنا عليه الآن، هل يعلم أن ما حدث كان بسببه، لا أعلم لماذا يحزن الإنسان لدرجة تمرضه، هل يستحق ما حدث ما أنا عليه الآن؟.. قد أكون اعتصر ألمًا سابقًا، ولكن هذا الألم كان ألم الحب، ولكني الآن أشعر بمزيج من الآلالم المبرحة في كل جسدي، أي حب هذا وأي حبيب قد يترك محبوبته دون أن يطمئن عليها، لن أظلمه الآن قد يكون لا يعلم بما حدث، ولكن ألم يخبره أحدًا من معارفنا؟. أتمنى أن يكون الحادث قد تسبب لي في فقد الذاكرة، لكي لا أتذكرك ثانيةً يا كريم، كل منا يشعر بأنه موجوع فأي منا على حق يا كريم، ألم يكن حبي لك تضحية؟، وها أنا الآن قد ضحيت بحياتي من أجلك، لكن لا جدوى.. ألم أصعب عليك؟.. أتذكر عندما كنت تداعبني بكلماتك الرقيقة، ولكن أين هي الآن؟ أين خوفك علي؟.. أعرف أنني قد ظلمتك كثيرًا وأهنتك أمام معارفي أكثر من مرة، ولكن هذه حياتنا التي اعتدنا عليها.. لا أريد مفارقة الحياة من دون أن أرى عينيك تدمع علي.. لا أريد أن أرحل من دون أن أسمع كلمة حبيبتي.. من دون أن أموت بين يديك.. أريد أن يكون وجهك هو آخر وجه آراه. أي حب هذا الذي يضعفني إلى هذا الحد، ولكن إذا كانت هذه آخر أمنياتي فلتكن.. لتكن راضٍ عني قبل أن أفارق الحياة، أريد أن أوصيك بعض الوصايا كي لا تنساني.. ولكن يبدو أنك لن تأتي، لن أظلمك، ولكن ربما لا تعرف.. سأكتب لك ورقة فيها كل ما أريد قوله.. ها هي الورقة والقلم على "الكومود"، سأكتب اسمك عليها وأوصي بأن تصل إليك كريم. كنت أريد أن تكون معي في هذه اللحظة.. اللحظة التي لم نفكر فيها أنا وأنت، لا أعرف ما الذي حدث لكي لا تقوم بزيارتي.. قد تكون بالفعل لا تعلم أو أصبح قلبك باردًا، لدرجة إنك لا تريد رؤيتي، ولكن لا بأس، ولكني كنت لا أريد رؤية أحد غيرك لكي تسامحني، لكي تغفر لي ما فعلته بك. لا تظن بي سوءًا، فما مر يوم إلا وكان يزداد حبي لك، قد تعرف غيري من الفتيات، قد يكن أجمل مني، فهذا ما أتمناه بالفعل، حياة سعيدة لك اي كانت مع من، ولكن أريد منك أن تخبرها بأن حبيبتك تريد منها أن تحافظ عليك، تريد منها ألا تقسو عليك مثلي، كنت أريدك زوجًا لي، ولكن ها هي الحياة لا تعطينا ما نريد، ولكن قد نلتقي يومًا في الجنة.. وفارقت الحياة قبل أن تكمل خطابها، وماتت وحيدة كعجوز لم تنجب طفلًا!.