"الصراع بين المرأة والام"دعوة فرنسية اطلقتها مؤخرا المفكرة الفرنسية الشهيرة اليزابيث بادانتر فى كتابها المثير للجدل والذى يحمل العنوان نفسه "الصراع بين المرأة و الام"، لمناصرة المراة و الثورة ضد ما أسمته " استبداد الأبناء و الأحفاد "وقالت ان الأم تتحمل وحدها تبعات انجابها للاطفال منذ ولادتهم حتى زواجهم ولا يبقى الامر عند هذا الحد حيث لا تبقى الام رهينة لمطالب ورغبات اولادها فقط بل يمتد الامر الى احفادها الذين يركن اباؤهم الى ترك شئونهم و امورهم الخاصة الى جدتهم بدعوى انها الاكثر دراية و حنكة فى ادارة شئون الصغار كما ربتهم هم صغارا، وهكذا تدخل المراة حلقة لانهائية من الخدمة الشاقة المؤبدة.! لم تكتف المؤلفة بهذا الرأى بل ترى فى كتابها الذى حقق اعلى المبيعات فى فرنسا ان المراة تتخلى عن انوثتها و حياتها العملية فى مقابل تلبية متطلبات صغارها من ماكل و مشرب و ملبس وانه كلما كبر هولاء الاطفال الصغار تزداد مطالبهم و حاجيتهم مما يزيد العبء على الام التى رويدا رويدا تتحول في رأيها الى مايشبه " اسيرة " لاستبداد و اطفالها " الطغاة" الذين ان كبروا و صاروا اباء و امهات يظلون معلقون فى رقبة المراة الام حتى مماتها لتظل حياتها رهن احتياجات طغاة صنعتهم بأيديها. الحرمان والانتقاص واشارت الكاتبة ان دعاوى عودة المراة الى البيت ورعاية الابناء ثم الاحفاد فقط وحرمانها من العمل لا يخلق حياة ولا أما مثالية، لكنه يكرس فكرة انتقاص حرية و استقلال المراة و حقها فى الحياة بالاضافة الى حرمانها من ميزات نسبية عديدة اكتسبتها لمساواتها مع الرجل لسنوات عديدة مضت . وترى اليزابيث ان المراة في كثير من الأحوال الآن تظل تخدم عائلتها كلها بدون مشاركة تذكر من الرجل الذى يظل مشغولا فى عمله طوال الوقت وإن عاد الى المنزل فهو غالبا يجلس على اريكته الوثيرة ليشاهد مباريات كرة القدم لتصبح المراة بذلك عبدة تحت اسم لطيف هو الام الحنون التى تسهر على راحة الجميع طوال عمرها دون ان تشتكى او تتذمر!! وهكذا فالمراة تقضى اكثر من نصف حياتها فى خدمة عائلتها وغالبا فى تلك المدة تنسى تماماا انها امراة لها طموحاتها و واهدافها التى ترمى الى تحقيق ذاتها و النجاح فى عملها الذى اصبح اكثر تعقيدا و تنافسيا عن ذى قبل. وطالبت اليزابيث المراة الام ان ترمى متاعبها و مسئوليتها الاسرية وراء ظهرها، اما عندما تكون فى المنزل فعليها ان تلغى من عقلها كل ما يتعلق بعملها و تركز فى احتياجات افراد عائلتها فرد فردا والا ستتحول حياتها الى جحيم وبالتالى فان المرأة الام تقع بين فكى التوتر و القلق طوال الوقت .