أحيانا تجد نفسك تحب شخصا ظننت لا يربطك به سوى رباط الأخوة.. إنه ليس ظن إنها كانت حقيقة، ولكن هذا هو التطور الطبيعي لتخصيصك جزء من وقتك لو لم يكن أغلبه للتفكير في مشاكل ذلك الإنسان على اعتباره أخًا ومن واجبك مساعدته وإسعاده ومشاركته فرحه وأحزانه، لكن خوفك عليه الزائد دون أن تشعر أخذ من قلبك جزءا كبيرا كما أخذ من وقتك وأصبحت في مصيدة الحب فريسة لا محالة حتى لو لم تكن تريد ذلك.. حبك له ليس محض صدفة إنما هي خطة محبكة تمت فيها الجريمة عن قصد لا واع، ليس هناك سبيل لإنكار أن ذلك الشخص الذي تحوّل مساعدتك له لخوف عليه، سؤالك عنه لإدمانه، أخويتك له لعشق ..! ليس هناك سبيل للهروب من أنك منذ البداية وجدت به شيئًا مما كنت تتمنى أو ربما أشياء ويجوز كل شيء، لكنك وجدت أيضًا ما يمنعك عنه.. فأصبح ذلك الشخص هو الممنوع المرغوب تعجز أن تحدد ما يمثله لك ذلك الشخص هل هو مجرد إعجاب عابر في نفسك وسيزول بالانشغال عنه ؟! .. أم أنه حب حقيقي متخفي خلف ستار الأخوة ؟!!! لا تعلم حقيقة العلاقة ولكن ما تعلمه جيدًا أنك أصبحت تترقب كل تصرفات ذلك الشخص بدقة، تجد في حديثك المقنن معه نشوة الروح وتتنسم على شفتاك البسمات فتضحك من قلبك على أبسط كلماته، تعشق إنصاته الجيد لحديثك واقتناعه التام برأيك ومشورته لك الدائمة في شأنه، وبمجرد انتهاء الحديث تقضي ساعات تتذكر حديثه وتبتسم وكأن حديثكم ما زال قائمًا في لحظات تذكرك له !! وأول أن تفتح حسابك الشخصي تبحث عنه وتنتظره بالساعات، وتهون على نفسك لحظات الانتظار بتفقد صفحته الشخصية وفحصها فحصًا دقيقًا، وتبغض سوء الحظ لو علمت أنه سبق وجودك بدقائق معدودة ثم غادر قبل أن تأتي، وتنتظره بالساعات وربما تنام وتستيقظ أواخر الليل في فزع تبحث عنه لعلك تجده يتفحص حسابك الشخصي أو ترك لك رسالة أو أي شيء يلطف حرارة الانتظار. ولما فكرت في الأمر بشيء من العقل وجدت أن وقتك يضيعه الانتظار وما الذي يحدث لك إلا نوع من الانتحار فقد سئمت تذكر حديثه في كل خلوة مع النفس، ومللت الوهم الجميل !! فقررت تجاهل ذلك الشخص واعتبار كل ما يحدث لك مجرد أوهام نتيجة تفكيرك الزائد فيه وسيزول بزوال التفكير فيه. والغريب في الأمر أن القدر يجعله يطاردك دون تدخل من الشخص فتجد أن في أوقات غيابه يقترح لك "فيس بوك" اسمه كأحد المعجبين بصفحات يعلن لك عنها ! وتجد أسمه أصبح أولى الأسماء في قائمة الأصدقاء، وتجد منشوراته وتعليقاته تصلك في آخر الأخبار وتتمركز أمام عينيك وكأنها تأمرك أن تترقبه كسابقك ...!! لماذا تلاحقنا الأشياء التي نهرب منها ؟! (إنها لعبة أقدار !) لكن اعلم جيدًا أن ما دامت تواجهك عقبات فإنك في الطريق الصحيح، وما أحب على الشيطان من أن يضيّع وقتك ويشتت فكرك ويجعلك تشطح بعقلك، فلا تجعل إغواءات الشيطان تغويك ما دمت تدرك تمام الإدراك أن ذلك الشخص لا يناسبك فلا تحاول الهروب من مواجهته.. بل واجه الوهم الذي في داخلك واثبت لنفسك أنك قادر على أن تعيد لنفسك توازنها ومؤكد لو وضعت ربك نصب عينيك لن تضل طريقك أبدًا وسيعوض الله عليك بأكثر مما كنت تتمنى.. إنك تحتاج قليلاً من الإرادة وكثيرًا من السعاده فابحث عن سعادتك بين أهلك وأحبتك ولا تدع الفراغ يجبرك على التفكير في ذلك الوهم الذي كبر في داخلك حتى كاد أن يسرق قلبك منك.