«أنا مش بنام من شدة الألم، وعايش بالتخدير والمهدئات، بخاف آكل أو أشرب»، لم يكن محرز محمد، يتخيل قبل 13 عاماً أنه سيضطر لصياغة جملة كتلك لتصف مدى ألمه. المدير العام فى مديرية الصحة بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، سمع أخيراً بتحدٍ عبر مواقع التواصل يدعى «تحدى العشر سنين»، حيث باهى الجميع بإنجازاته السابقة، بينما فاضت دموعه لفرط ما تبدلت أحواله من تمام الصحة إلى فرط المرض. ألم بسيط بدأ فى باطن قدمه قبل 13 عاماً، اعتبره موظف الصحة أمراً بسيطاً خاصة مع تطمينات الأطباء بالمستشفيات التى اعتاد المرور عليها، لكن الأمور تفاقمت أكثر، احتباس فى الإخراج، آلام شديدة بالرأس، وتورمات بالجسم، أعقبتها تشخيصات مختلفة، تارة بمشاكل فى البروستاتا، وتارة بأنه مريض روماتويد، بين الإسكندرية والقاهرة والبحيرة، لم يدع الرجل طبيباً أو مستشفى إلا وحاول زيارته بحثاً عن حل، لدى مختلف التخصصات، من الباطنة إلى المخ والأعصاب، وحتى المسالك البولية والعظام. «محرز» يستجير بالرئيس: «13 سنة عايش بالتخدير» عشرات الأشعة والتحاليل ومئات الروشتات، دفعته إلى بيع منزله، والأثاث، كى يتمكن من الإنفاق على مرض لم يعلم حتى الآن تشخيصاً مناسباً له، ومن طبيب إلى آخر انتهى الحال بالجميع إلى وصف المسكنات والمهدئات: «أنا مبقتش أقدر أدخل الحمام لوحدى، ابنى اللى فى تانية إعدادى بيشيلنى من كتر ما خف وزنى». مأساة أشبه بتلك التى عاشها نبى الله «أيوب»، ومعجزة أيضاً ينتظرها الرجل الذى لم يجد بداً من مناشدة رئيس الجمهورية كى يوكله لأهل الخبرة: «أمنية حياتى الرئيس عبدالفتاح السيسى يستجيب ليا، ويأمر بعلاجى لدى أطباء أكفاء يعرفوا عندى إيه فعلاً ويعالجونى، لأن المسكنات مبقتش جايبة نتيجة، ولسة عندى أمل أرجع بجزء ولو بسيط من صحتى زى زمان».