بدأ، في الثانية بعد ظهر اليوم، إقبال متزايد من الناخبين للتصويت على مشروع الدستور الجديد، في القرى التابعة لمراكز محافظة الفيوم، بعد خروج المواطنين من منازلهم وعودة بعضهم من أراضيهم الزراعية، فيما شهدت قرية دار السلام بمركز إطسا التابع للمحافظة اشتباكات متقطعة بين عناصر "المحظورة" والأهالي. وتواصلت أعمال التصويت في لجان مدينة الفيوم، وسط كثافة من الناخبين وإقبال كبير على لجان الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، وشوهدت طوابير الناخبين أمام عدد من اللجان منها مدرسة الفيوم الإعدادية الحديثة ومحي الدين أبوالعز الابتدائية. ورصد مراقبون تابعون للجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي، تزايد كثافة الناخبين أمام لجان الاستفتاء بمدينة إطسا وعدد من قراها، واشتكى علاء أبوجليل من عزبة عطية أبوجليل أن اسم والده المتوفى ما زال في كشوف الناخبين. فيما شهدت قرية سنورس بعد صلاة الظهر احتفالات من مؤيدي الدستور الذين تجمّعوا أمام لجان الاستفتاء حاملين لافتات تأييد الدستور وصورًا أخرى للفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع، وجاء ذلك بعد أحداث دامية شهدتها منطقة مدرسة الإعدادية بنات بعد قيام بعض عناصر الإخوان بتكسير بعض المحال أثناء مسيرة ليلة يوم الاستفتاء بساعات، خاصة المحال التي وضعت عبارات تأييد للدستور، حيث شطبها عناصر الإخوان في مسيرتهم، ووضعوا بجوارها كلمات تنادي بمقاطعة الاستفتاء ككل. وتزايدت معدلات الإقبال على اللجان، خاصة بعد وصول مسيرات تأييد للدستور، حيث شوهد زحام أمام اللجان بعد الساعة الواحدة ظهرًا. فيما روى عمار محمد، أحد شهود العيان، على أحداث ليلة الاستفتاء، والتي ما زالت آثارها واضحة على واجهات محال تم تكسيرها، وقال: "الإخوان مش عايزين الناس تصوّت، وإحنا في سنهور مؤيدين للسيسي قلبًا وقالبًا ولخارطة الطريق، وعشان كده كلنا قررنا ننزل نقول نعم للدستور.. ومش هنخاف من أي إرهاب بيحاول يرجعنا 10 سنين للخلف". بينما تعلو أصوات من أحد المقاهي بأغنية "تسلم الأيادي"، ويخرج صاحب أحد المحال ليعلّق صورة تجمع وزير الداخلية بالفريق السيسي صممت وقت ذكرى انتصارات أكتوبر، وفقًا لما كتب عليها، ليظل بعدها يرقص الشباب على الأغنية، فيما كانت تمر سيارة تحمل عددًا كبيرًا من الأطفال يحملون لافتات "نعم للدستور" يجوبون بها شوارع البلد منذ الصباح الباكر. وفي مدينة إبشواي، بدت اللجان هادئة، خاصة مع توافد عدد قليل على لجان السيدات في مجمع المدارس الأزهرية، في حين بدا عدد الوافدين على لجان الرجال في المدرسة الثانوية كبير نسبيًا وسط إجراءات أمنية مشددة، خاصة بعد أن أغلق الأمن بعض الشوارع الجانبية المؤدية للجان لمنع دخول السيارات أو المارة بها والدخول فقط من خلال أحد الحواجز الأمنية للتفتيش.