قال موقع "ذا تليجراف" البريطاني، إن دبلوماسي بريطاني في بيروت، أكد أن بلاده تخطو نحو إعادة فتح سفارتها في "دمشق"، مضيفا: "في غضون سنة واحدة أو سنتين يمكن لنا إعادة فتح سفارتنا هناك". وقالت الصحيفة البريطانية، إن هذا التصريح "يكشف عن مدى التحول الذي طرأ على السياسة المتبعة تجاه سوريا، حيث طالما أصرت المملكة المتحدة على رحيل نظام الأسد، إلا أن وزير الخارجية البريطاني أعلن هذا الأسبوع، أن بإمكان الأسد البقاء في السلطة". وأضافت الصحيفة البريطانية: "منذ أن قاد (الأسد) حملة موسعة لقمع المتظاهرين السلميين في عام 2011، أصبحت سوريا دولة منبوذة على المستوى الدولي، فقد خسرت مقعدها في جامعة الدول العربية، وتعرضت لعقوبات قاسية، إلا أن الأمور بدأت تتغير خاصة بعد أعلنت الإمارات والبحرين الأسبوع الماضي عن إعادة فتح سفاراتهم في دمشق، كما أنه على الرغم من أن المملكة العربية السعودية كانت من أشد المعارضين لنظام الأسد، إلا أنها قد تكون التالية في إعادة فتح سفارتها أوائل هذا العام، وستمثل هذه الخطوات بداية حقبة جديدة لشرعية نظام الأسد". وقال المحلل البريطاني السوري داني مكي، وهو محلل على تواصل مع الجهات الحكومية، إن "علاقات سوريا مع الدول العربية قد مرت بمرحلة سريعة من الدبلوماسية، والتي بلغت ذروتها في إعادة فتح السفارات وتغيير اللهجة تجاه دمشق، وعلى الرغم من أن المملكة العربية السعودية لم تفتح سفارتها بعد، إلا أن المصادر في دمشق أخبرتني أن ذلك سيحدث في مرحلة أوائل أو منتصف عام 2019". وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن القادة العرب يناقشون حالياً إمكانية مشاركة دمشق في حضور القمة الاقتصادية العربية في بيروت في وقت لاحق من هذا الشهر، والتي يمكن أن تكون بمثابة اختبار لقمة الجامعة العربية في تونس في مارس المقبل. ويمكن للبلدان الأوروبية أن تتبع مسار الدول العربية في إصلاح العلاقات مع سوريا، كما قال "مكي"، أن الأمر سيستغرق بعض الوقت، حيث تظل الاتهامات بارتكاب جرائم حرب وعدم وجود إصلاح حكومي ووجود علاقات مع إيرانوروسيا كلها نقاطاً لا يمكن استبعادها بسهولة. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن سوريا من أهم الدول الجيوسياسية والاقتصادية من ناحية، ومن أكثر الدول الغنية بالنفط في العالم من ناحية أخرى. ونقلت "تليجراف" عن هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، في تصريحات سابقة، قوله: "لا يمكنك شن حرب في الشرق الأوسط بدون مصر، ولا يمكنك صنع السلام بدون سوريا". وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن روسيا ترى في سوريا وسيلة لتحل محل الولاياتالمتحدة باعتبارها وسيط القوة الرئيسي في المنطقة ولتدعيم مكانتها العالمية، كما ترى أن إيران شريكًا في الصراع الشيعي السني المتزايد، بينما كانت لدى الولاياتالمتحدة أهداف بعيدة المدى في سوريا تتمثل في الحد من النفوذ الإيراني في البلاد والقضاء على تنظيم "داعش"، لكن إدارة ترامب تخلت عن هذه الأهداف الآن. وقالت الصحيفة البريطانية: "يرى البعض أن انتصار الأسد جاءت بعد خسارات باهظة الثمن، حيث تم تجريف مساحات كبيرة من البلاد بالكامل بسبب القتال، بما في ذلك المركز الصناعي لها وهي حلب، وسيكون التحدي الأكبر الذي سيواجهه الأسد هو إعادة تثبيت قدميه". ويعتقد كمال علام الزميل الزائر في مؤسسة المعهد الملكي للخدمات المتحدة، قوله إن "سوريا يمكن أن تمر دون الحاجة إلى 400 مليار دولار (60 مليار جنيه إسترليني)، والذي يقول الخبراء الغربيين أن سوريا بحاجة إليها لإعادة بنائها". وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن حلفاء الأسد كالصين وروسياوإيران لا يستطيعون تغطية تكاليف الإعمار وحدهم، في حين اشترط الاتحاد الأوروبي أن تقدم الحكومة ضمانات بإجراء انتخابات ديمقراطي ونزيهة قبل أن يدفع أي يورو في إعادة الإعمار.