توصلت الولاياتالمتحدةوالهند إلى تسوية أزمة دبلوماسية صغيرة اندلعت إثر اعتقال وتفتيش دبلوماسية هندية الشهر الماضي في نيويورك، بعدما عادت القنصل إلى بلادها. وأوقفت الدبلوماسية الهندية ديفياني خوبراغادي، وهي القنصل العام في نيويورك، في 12 ديسمبر لمدة 48 ساعة. ويتهمها القضاء الأمريكي باستغلال الخادمة الهندية سانجيتا رتشاردز، مقابل راتب قليل وبالكذب وتزوير وثائق كي تحصل الخادمة على تأشيرة عمل. وأثارت المعاملة التي تلقتها الدبلوماسية التي أوقفت عندما كانت تقوم بإيصال ولديها إلى المدرسة وتفتيشها "جسديا حتى في الأماكن الحساسة"، غضب السلطات الهندية التي اعتبرت أنها كانت محمية بالحصانة الدبلوماسية. وبما أن القضاء الأمريكي طعن في ذلك، طلبت "نيودلهي" من واشنطن منحها تأشيرة من نوع "جي1" التي تمنح للدبلوماسيين المعتمدين في الأممالمتحدة، ومقرها في نيويورك أيضا. وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الهندية سيد أكبر الدين، في تغريدة على "تويتر"، أن الولاياتالمتحدة منحت "ديفياني خوبراغادي تأشيرة جي1 تمنحها حصانة دبلوماسية كاملة، وأن الهند أعادتها إلى بلادها وهي الآن في الطائرة". وقبل ذلك بساعات وجهت لجنة محلفين التهم للدبلوماسية الهندية بتزوير تأشيرة دخول والإدلاء بتصريحات كاذبة. ويضع هذا الاتفاق حدا لأسابيع من توتر عكر العلاقات بين البلدين، ويمكن أن يترك تداعيات في كلا البلدين الحليفين. وأزاحت الهند الحواجز الأمنية من أمام السفارة الأمريكية في "نيودلهي"، وطالبت بعقود للعاملين في منازل الدبلوماسيين الأمريكيين في الهند، وأوقفت استيراد الكحول إلى السفارة الأمريكية. وقررت "نيودلهي"، أمس الأول، منع الأشخاص غير الدبلوماسيين من استعمال المنشآت الرياضية والثقافية للسفارة الأمريكية، وألغت كل زيارات المسؤولين الأمريكيين إلى الهند. وألقى هذا الخلاف الضوء على تباعد قيم كلا البلدين. واعتبرت "خوبراغادي" في بلادها ضحية معاملة غير مناسبة من طرف الشرطة، الأمر الذي اعتبر إهانة. وفي المقابل، فإن العديد من العاملين في المنازل في الهند ليست لديهم عقود عمل عموما ويتعرض العديد منهم إلى سوء المعاملة. وقبل مغادرة الولاياتالمتحدة، أكدت الدبلوماسية "مجددا براءتها" وفق نيودلهي. لكن الولاياتالمتحدة في المقابل لم تبد الكثير من التسامح إزاء امرأة يشتبه في أنها استغلت خادمة هندية مستضعفة، وأنها كذبت حول راتبها لتتمكن من نقلها إلى الولاياتالمتحدة. وقال والد الدبلوماسية أوتام، في مؤتمر صحافي: "نحن هنود لدينا عزة نفس، قد نكون بلدا فقيرا لكننا لا نتساهل بما يتعلق بسيادة بلدنا". وجاء في مذكرة الاتهام التي نشرت أمس، أن "خوبراغادي" التي احتفظت بجواز سفر سنجيتا رتشاردز، دفعت لها راتبا منخفضا بشكل غير قانوني واستغلتها. واتهمت القنصل الهندية بأنها أرسلت في 22 نوفمبر، طلب تأشيرة لهذه الخادمة، تقول فيها إنها ستدفع لها 4500 دولار كراتب شهري. وفي الواقع، كانت قد اتفقت معها في الهند أنها ستدفع لها 30 ألف روبية شهريا (573 دولار) للعمل ما بين 37,5 إلى 41,5 ساعات في الأسبوع، أي أدنى بكثير من الحد الأدنى القانوني من الرواتب في الولاياتالمتحدة. لكن من أجل حصولها على تأشيرة، أعدت لها عقد عمل مزور مخصص للسلطات الأمريكية يحترم قوانين العمل وطلبت من سنجيتا رتشاردز أن تكذب على راتبها خلال جلسة المطالبة بالتأشيرة. لكن الخادمة عندما وصلت إلى الولاياتالمتحدة اضطرت في غالب الأحيان إلى العمل أكثر من 100 ساعة في الأسبوع دون عطلة أسبوعية، ومقابل حوالى ما يزيد بقليل عن الدولار الواحد في الساعة. وفرت الخادمة في يونيو 2013، فتعرضت عائلتها في الهند إلى عدة ضغوط كي تعيدها إلى الهند وكي لا تروي ما عانته.