منذ أن قررت الممثلة الأمريكية الشهيرة «أنجلينا جولى» إجراء عملية وقائية لاستئصال الثدى، عندما وجدت أنها تحمل جينا سرطانيا يجعلها عرضة للإصابة بسرطان الثدى بنسبة 87%، والجميع فى حالة ذهول وجدل حول القرار نفسه وحول المرض أيضاً، وبدأت الأقاويل تتزايد حول حقيقة هذا النوع من السرطان وكثرت المخاوف، خاصة فى مصر حيث توجد «فوبيا» السرطان، التى تسبب الإعلام فى تعزيزها بشكل كبير، لدرجة أن بعض الأشخاص يطلقون عليه «المرض الوحش»، خوفا من نطقه باللسان، حتى لا تتم الإصابة به، ومن أجل تصحيح مفاهيم كثيرة حول طبيعة سرطان الثدى ومدى خطورته وأسبابه وأحدث الطرق العلاجية له، كان لنا هذا الحوار مع أ. د. هشام الغزالى، أستاذ علاج الأورام بجامعة عين شمس، ومؤسس ورئيس الجمعية الدولية لسرطان الثدى وأمراض النساء. ■ ما سرطان الثدى؟ - سرطان الثدى هو أحد أنماط الأورام الخبيثة الشائعة، وينتج عن نمو غير طبيعى لخلايا الثدى، ويبدأ سرطان الثدى عادةً فى البطانة الداخلية لقنوات الحليب أو الفصوص التى تغذيها بالحليب، ويتميز سرطان الثدى بقدرته على الانتشار لمواقع الجسم الأخرى. ■ ما أكثر الأعراض شيوعا للإصابة بسرطان الثدى؟ - أبرز علامات الإصابة بسرطان الثدى هى وجود شىء غريب فى شكل الثدى، مثل وجود كتلة أو تورم أو احمرار أو وجود تغيير فى حجم أو شكل أو تدوير الثدى، أو حدوث أى تغير فى لون الجلد أو تغير فى شكل الحلمة أو جلدها. ■ ما أسباب الإصابة بسرطان الثدى؟ - يعد عدم ممارسة الرياضة أحد الأسباب المؤدية للإصابة بالمرض، والسمنة المفرطة وزيادة نسبة الدهون فى الدم، كما يمثل التدخين عنصرا محوريا لاحتمالية الإصابة، وتتمثل عوامل الخطورة فى وجود تاريخ عائلى للمرض، أى وجود قريبة من الدرجة الأولى مصابة بالمرض، مثل الأم أو الخالة أو الأخت، كما ترتفع احتمالية الإصابة بين السيدات غير المتزوجات أو السيدات اللاتى لا يقمن بالرضاعة الطبيعية. ■ كيف يتم الفحص الذاتى لسرطان الثدى؟ - يبدأ الفحص الذاتى للثدى من خلال الاستلقاء بشكل مريح، مع رفع الذراع اليسرى وثنيها خلف الرأس، ويتم فحص كل مناطق الجهة اليسرى للصدر، باستخدام اليد اليمنى، فى شكل حركات دائرية مع تحسس الحلمة بشكل نصف قطرى أو بشكل عمودى للأعلى والأسفل، للتأكد من عدم وجود أى أورام أو مناطق، حيث النسيج فيها صلب، ثم يتم فحص منطقة تحت الإبط اليسرى، للتأكد من عدم وجود أى أورام، ويجب تكرار العملية نفسها فى الثدى الأيمن ومنطقة تحت الإبط اليمنى، ويجب فى كل مرة الضغط على الحلمة للتأكد من عدم وجود أى إفرازات. ■ ما دور التشخيص المبكر فى علاج المرض؟ - اكتشاف أمراض الثدى مبكرا من خلال التشخيص المبكر يؤدى إلى نتائج إيجابية، كما أنه يساعد فى الشفاء التام من المرض، لأن المرض فى مراحله الأولية يسهل علاجه بشدة ولذلك يجب رفع التوعية لدى السيدات، حتى يتوخين الحذر، فعليهن أن يذهبن فورا لاستشارة الطبيب فور الشعور بأى شىء غير معتاد فى الثدى، كما يجب إجراء فحص أشعة سينية للثدى سنوياً ابتداءً من عمر 40 عاماً. ■ ما أحدث العلاجات المتطورة لسرطان الثدى؟ - يجب التوضيح أولا أنه يتم تقسيم أورام الثدى إلى 5 أنواع، حسب قدرة الخلايا على الانقسام، وقد ثبت أن هناك أكثر من 20% لا يحتاجون إلى العلاج الكيمائى، وهذا العلاج الكيمائى لا يضيف أى شىء فى العلاج لدى بعض المرضى، وقد يختلف العلاج طبقا لحالة كل مريضة، فهناك علاج لكل حالة على حدة، ولذلك لا يمكن تحديد علاج محدد لكل المرضى. ويعد الجيل الثانى من العلاجات الموجهة والتى تحمل العلاج الكيمائى داخلها دون الحاجة إلى استخدام العلاج الكيمائى جيدا للغاية، لأنه يجنب المريضة الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعى، كما أنه يمكن استخدامه حاليا فى الأورام النسائية لأول مرة مثل أورام المبيض وعنق الرحم. وبوجه عام تمثل العلاجات الحديثة نقلة مبشرة لأورام الثدى وأورام النساء، وللغدة الحارثة دور هام فى معرفة الإصابة بسرطان الثدى، فى مرحلة مبكرة، لأن الغدة الحارثة هى أول غدة تصاب بالسرطان، مما يقلل الإصابة بالأورام، وقد تطورت الجراحات بشكل كبير، بحيث أصبح هناك ما يسمى إعادة بناء وإصلاح الثدى بدلا من استئصاله، كما توجد عمليات تجميلية ناجحة للحفاظ على شكل الثدى. ■ وماذا عن العلاج الموجه؟ - أصبح العلاج الموجه يلعب دورا محوريا فى زيادة معدلات الشفاء لسرطان الثدى، سواء فى المراحل الأولية أو المتأخرة للمرض. وقد استطاع العلماء أيضاً استخدام بعض العلاجات الموجهة، مثل دواء «إيفير ليماس» لإعادة الاستفادة من العلاج الهرمونى وزيادة حساسية الخلايا السرطانية له، مما أدى إلى تجنيب السيدات العلاج الكيمائى فى أورام الثدى المختلفة والمنتشرة. ويعتبر عقار «TDM1» من العقاقير التى ستغير من تاريخ سرطان الثدى فى العالم، فهو عقار موجه جديد خصيصا لسرطان الثدى من النوع الشرس، الذى يحتل 20% من أنواع سرطان الثدى، كما توجد عقاقير موجهة أخرى تؤدى إلى قطع إمدادات الغذاء لخلايا الأورام، من خلال وقف نمو الموصلات الدموية. ويعد هذا العقار مهما وفعالا لسببين، أولا هو فعال جدا حتى عند استخدامه من قبل النساء اللاتى تقدمن فى علاجهن من سرطان الثدى باستخدام أدوية أخرى، وثانيا آثاره الجانبية قليلة جدا.