مع انتهاء عام 2013 وما حمل من ذكريات أليمة على كافة المستويات، عدت بالذاكرة إلى الوراء سنوات لأجد أننا افتقدنا أشياء جميلة، حتى إن جاءت على مستوى الكرة، ومنها مشاهد التتويج بلقب أبطال القارة واحتفالات المصريين بالشوارع، طقوس مباريات القطبين كلما اشتدت المنافسة على لقب الدورى، صراع الناديين على ضم لاعب، وغيرها الكثير مما لا يتسع المجال لذكره حالياً. أتمنى أن يكون العام الحالى الذى لم يمضِ منه سوى أسبوع واحد، أكثر نجاحاً، وتوفيقاً لمصر على كافة الأصعدة، ومنها الرياضة وكرة القدم تحديداً. أتمنى أن تنتظم بطولة الدورى العام وأن تكتمل بلا مشكلات تعكر الصفو، وأن ترتفع المنافسة بين الأندية بالشكل الذى ينعكس على المنتخبات، لنعوض ما فاتنا فى السنوات الأخيرة، وأحلم بأن يعود الجمهور إلى المدرجات بالشكل الذى يعيد لملاعب الكرة رونقها شريطة ألا يكون هناك تجاوزات، خصوصاً أن جمهور الألتراس بدأ يلمح إلى قرب عودته للمدرجات، حتى إن تم ذلك بالقوة أو رغماً عن إرادة الداخلية. أتمنى أن يعود المنتخب الوطنى لبطولة أمم أفريقيا بعد غياب 5 سنوات فشل خلالها فى مجرد التأهل، وأن يكون منافساً قوياً على اللقب مثلما كان فى السنوات الخمس الأخيرة من العقد السابق، وأحلم بأن يعود الفريق للعب فى القاهرة وسط جماهيره، وأن أرى لمصر منتخباً قوياً بعد مرحلة انتقالية حملت تخبطاً كان معظمه خارجاً عن الإرادة. أتمنى أن يركز وزير الرياضة على دوره فى دعم الأندية والاتحادات، وأن يكون سنداً قوياً لها، بدلاً من الدخول فى صدامات، مردودها يكون سلبياً على الرياضة، وأتعشم أن يفتح الوزير، أياً كان شخصه، صفحة جديدة، وأن يكون هدفه الأول الخروج بقانون جديد وجيد للرياضة، وألا يسمح باتساع نطاق الخلافات الشخصية مع رؤساء ومسئولى الأندية والاتحادات بمعنى أن تختفى تلك الخلافات الشخصية. أتمنى ألا يكون اتحاد الكرة مجرد مبنى جديد أو مسمى يحمل ذكريات للبعض، وأن يكون له رئيس ذو شخصية، قادر على اتخاذ قرارات، وليس منفذاً لمطالب البعض، وأن يجمع أعضاءه حوله ليتفرغوا للتخطيط للكرة المصرية وإدارة مسابقاتها، بدلاً من التخبط الذى وصل لدرجة أن عضو مجلس، الجميع يعرفه، يتصرف فى الاتحاد وكأنه عزبة امتلكها أو حصل على صك التصرف فى شئونها. أتمنى أن يفوز الأهلى أو الزمالك ببطولة دورى الأبطال وأن يستمر تمثيل الأندية المصرية للقارة الأفريقية فى مونديال كأس العالم، على أن تكون تلك المرة مختلفة ومتميزة وتعوضنا عن خيبة الأمل التى أصابت جماهير الكرة المصرية من المشاركة الأخيرة للأهلى. أتمنى أن يشهد العام الحالى مزيداً من التألق لمحمد صلاح، وأن نراه فى أكبر أندية العالم، وأن يزداد عدد لاعبينا المحترفين، حتى إن جاءت البداية فى أندية مغمورة أو دوريات ليست فى التصنيف الأول لكنها الخطوة الأولى لتجاوز آثار فترة التوقف التى انعكست آثارها على الكرة المصرية فى سنواتها الأخيرة.