«لا إله إلا الله.. النصارى أعداء الله».. هتافات رددها أشخاص كثيفو اللحى قصيرو الثياب، وصفوا أنفسهم بأنهم إخوان، وزادوا على اللقب بأنهم مسلمون، حملوا فى أيديهم السلاح والهراوات والأسياخ الحديدية وقنابل المولوتوف، وتوجهوا إلى مطرانية الأقباط الأرثوذكس بوسط مدينة سوهاج.. رددوا عبارات التكفير بحماس منقطع النظير، حطموا أبواب المطرانية الحديدية وأضرموا النيران فى كنيسة العذراء مريم وكنيسة مارجرجس وحطموا مطرانية الأقباط الأرثوذكس بسوهاج، وسرقوا أجهزة الكمبيوتر الموجودة داخل المبنى، وعندما شاهدوا صورة للإمام الأكبر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوى وهو يجلس بصحبة الأنبا باخوم، أسقف سوهاج والمنشأة والمراغة، على حائط المطرانية، حطموها. يتذكر الدكتور إليا عزيز، المتحدث الإعلامى باسم مطرانية الأقباط الأرثوذكس، ذلك اليوم، ويصف المشهد بأنه مرعب ومفزع لأنه لم يكن يتوقع أن يصل الكره والحقد لهذه الدرجة، ويوضح أن المطرانية أنشئت عام 1952 على يد الأنبا بطرس على مساحة تقارب 1000 متر، وجُدد المبنى فى عام 1986 فى عهد الأنبا باخوم. ويضيف: «المبنى يضم مطرانية الأقباط الأرثوذكس، وهى المركز الرئيسى لكنائس الإبراشية بالمحافظة، وكنيسة مارجرجس، وكنيسة مارمرقص، وكنيسة العذراء مريم، وكنيسة الملاك، ومركز خدمات وعمارة مغتربات، وقاعة مناسبات، ولقد دمر الإخوان عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة مبنى المطرانية وحرقوا كنيستى العذراء مريم ومارجرجس وقاعة المناسبات ومبنى الخدمات وعمارة المغتربات وكذلك مكتب الأنبا باخوم، وسرقوا محتوياته من أجهزة كمبيوتر ولاب توب، بجانب إحراق 10 سيارات كانت موجودة بداخل المبنى، بعضها تابع للمطرانية وأخرى تابعة للآباء الكهنة». وتابع: «أتت النيران على جميع محتويات المبانى المحترقة، ولم يُسمح لسيارات الإطفاء بالدخول إلى المبنى للسيطرة على النيران»، مشيراً إلى تشكيل لجان من مجلس مدينة سوهاج والإسكان، وتقدير الخسائر ب4 ملايين جنيه، ويكمل: «الغريب فى الأمر أن يحطم المعتدون على مبنى المطرانية صورة كانت موضوعة على الحائط لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوى، وبصحبته فى الصورة الأنبا باخوم. ويصف الأنبا باخوم ما حدث من اعتداء على الكنائس بسوهاج بأنه لم يكن متوقعاً، وقال إن من فعلوا هذا مخربون ولا همّ لهم سوى إيجاد فُرقة وفتنة بين أبناء الوطن. ويتذكر الأنبا باخوم كيف أدى المسلمون أول صلاة جمعة عقب حرق مقر المطرانية أمام المبانى المحترقة، حيث افترشوا الشارع أمام المطرانية وأدوا صلاة الجمعة، وكان يحرسهم إخوانهم الأقباط فى مشهد يؤكد المحبة والمودة بين الأشقاء.