الضرب هو شكل اجتماعي مألوف منذ زمن، حيث اعتاد الآباء على تعنيف أبنائهم بالأذى البدني، ويرون به طريقة فعالة لتربية أبنائهم وضمان عدم تكرار الخطأ، لكن الطفل الذي يتعرض للأذى البدني لا يملك إلا الطاعة نتيجة الخوف فقط، ويدفعه هذا الأسلوب إلى اتباع أساليب المراوغة والكذب من قِبَل الأبناء لتجنب العقاب. لكن الأبحاث والدراسات التجريبية لعلماء النفس والتربويون كشفت أضرار العقاب البدني على شخصية الطفل، كما أن الامتناع عن السلوك السلبي يحدث مؤقتا عندما يكون الطفل تحت النظر، والذي يؤكد محدودية تأثير العقاب البدني في تعديل السلوك. إن الصفع على الوجه، من أشد أنواع الضرب المرفوض، حيث يعرض الطفل للأذى الجسدي الحقيقي والنفسي أيضا، فقد يسبب أذى بالمخ بسبب تحريك الرأس بعنف، كما أن من شأن هذا الأسلوب إضعاف الرباط العاطفي بين الطفل ووالديه. ويترك الضرب لدى الطفل آثارا نفسية سيئة، ويوّلد بداخله آثار غاضبة كثيرة تجعله أكثر عصبية، وتجعله يستخدم العنف عند شعوره بالغضب، إلى جانب شعوره بالكره تجاه والديه، وفقده للثقة بنفسه. ويمكن استخدام العقاب المعنوي بدلا من العقاب البدني، على سبيل المثال حرمانه من المصروف أو لعبة يحبها أو زيارة إلى أحد أقاربه الذين يرتبط بهم.