الضرب .. الصفع ... إعطاء علقة ساخنة .. سمة بأي اسم شئت كوسيله للعقاب في تربية الابناء هو في الحقيقة لا يعنى سوى شئ واحد ، وهو أن الآباء فقدوا السيطرة على أنفسهم من افعال اطفالهم . فعندما يخطىء الطفل فينهال عليه أبوه وأمه ضربا ، فيهرب إلى سريره وينام بحسرته ، وما تلبث الأحلام المزعجة أن تداهمه فيستيقظ فزعا .. هذا مشهد يتكرر في كثير من بيوتنا. وما أكثر العائلات تتبع مبدأ العقاب بالضرب لتربية الطفل . رغم أن بعض الأبحاث العلمية أثبتت أن هذه الوسيلة عديمة الجدوى ، ولا ينتج عنها سوى اضطرا بات نفسية وجسدية وعقلية قد تصيب الأطفال ، فتحد من نشاطهم وقدراتهم وحيويتهم ، وقد تؤثر على درجة ذكائهم ، بل إن بعضها قد يترك آثاره الدائمة على أجساد أولادنا من عاهات وغيرها. ان سوء معاملة الطفل وعقابه بدنيا بالضرب يؤثر تأثيرا كبيرا على شخصيته المستقبلية من خلال ضعف الثقة في النفس فالطفل الذي لم تنم لديه الثقة في نفسه وقدراته يخاف من القيام بأي عمل او إنجاز، يخاف الفشل ويخاف التأنيب لذا تراه مترددا في القيام بأي عمل . الشعور بالإحباط.. ان الطفل يشعر بالإحباط إذا ما تهدد أمنه وسلامته . العدوانية ان شدة العقاب والإهمال الذي يوقعه الوالدين في الطفل يثير من عدوانية الطفل على الآخرين القلق ان سوء معاملة الطفل وعقابه المستمر بالضرب يؤدي إلى شعور الطفل بالقلق الدائم وعدم الاستقرار النفسي والتوتر والخوف والبلادة والأحلام المزعجة ( الكوابيس ) أثناء النوم واللجوء الي الكذب بسبب خوفه الدائم من العقاب كما ان الضرب المتكرريزيل مسألة الاحساس بالذنب عند الاطفال ، اى ان الضرب هوالثمن الذى بدفعه الطفل مقابل خطأه ويشعر بعدها انه حر في تصرفاته وتتسم افعاله بالعند الشديد القيام بتصرفات شاذة وغريبة وتشمل عادات غريبة في الأكل والشرب والنوم ,إضافة إلى أن استخدام العقوبات المتكررة بالضرب للطفل خاصة في بداية التعلم أي في مرحلة الروضة أو بداية المرحلة الابتدائية قد يؤدي إلى حدوث صعوبات في التعلم لدى الطفل والتعلثم في الكلام ( التهته) ، كما أن مبدأ العقوبة الشديدة قد يصنع عند الأبناء شعورا بالنقمة وحب الثأر من المعاقب ولو كان والده .... إن استمرارنا في ضرب أبنائنا يجعلهم يعتقدون بعد فترة أن الضرب هو أحد وسائل التفاهم بين البشر ، فيبدءون في التفاهم مع بعضهن البعض بالضرب ، ثم مع أقرانهم ثم مع آبائهم فهناك امثلة كثيرة لابناء اعتدوا على امهاتهم وابائهم بالضرب، ثم يتحول العنف إلى سمة من سمات حياتهم .... فنحن الذين زرعناه وساعدنا على نموه . إننا ننسي أننا نحن المربون و المسئولون عن تربية أبنائنا ، لذا لا يصح أن نشكو بحيث تبدو تصرفاتنا وكأنها رد فعل لتصرفاتهم .. من الكبير ؟ ! من المسئول ؟ ! من المطلوب منه التحكم في تصرفاته . هل الأطفال الصغار أم الكبار ؟ ! إننا يجب أن نفهم أطفالنا حتى نستطيع التعامل معهم . استخدام الشدة والضرب المفرط في التربية إذا وسيلة غير ناجحة، ولا يمكن أن تعالج أخطاءالأبناء ، وقد برهنت هذه الوسيلة على فشلها الذريع في معالجة المشاكل المشاكل والاخطاء لأنها ليست الاسلوب الإنساني الذي يمكنه أن يضع حدا نهائيا لأكثر سلبيات الأولاد . وأمام فشل هذه الوسيلة علينا أن نبحث عن الطرق التربوية الناجحة التي يمكنها أن تضع حداً لكل ما يرتكبه الأولاد من أخطاء وسلبيات كالحرمان من لعبة يحبها او عدم الخروج والفسحة في نهاية الاسبوع كعقاب او الحرمان من المصروف لفترة محددة او مخاصمته وعدم التحدث معه كلها وسائل ايجابية للعقاب تقوم سلوك الطفل وتحد من اخطائه. لذا يجب على الآباء والأمهات أن يقللوا من العقاب البدنى ما استطاعوا لذلك سبيلا ، لأن العقاب ليس هو وسيلتنا ليتعلم أبناؤنا ما نريد ، ولنصبر على ذلك كله ، لأن التربية عملية صعبة طويلة مستمرة ، ولأن تغيير وتعديل السلوك يحتاج إلى شهور مع الإصرار على هذا التغيير والتعديل . ورحم الله من قال " لا أستعمل سوطي ما دام ينفعني صوتي ، ولا أستعمل صوتي ما دام ينفعني صمتي .