استضاف الإعلامي عمرو أديب، وزيري التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد عبد الغفار، للحديث عن منظومة التعليم الجديدة، وذلك خلال برنامجه " الحكاية"، على قناة "MBC مصر". وقال الدكتور خالد عبد الغفار، إنه يعمل مع وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي على تطبيق منظومة التعليم الجديدة، حيث إن التعليم في مصر يُعد رحلة منذ دخول الطالب للمدرسة حتى تخرجه في الجامعة، فالعلاقة بين وزارة التعليم، ووزارة التعليم العالي تكاملية، موضحا أنه ذهب مع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي والدكتور طارق شوقي في رحلة ميدانية بصعيد مصر، وأجروا زيارة مفاجئة لإحدى المدارس الجديدة التي تم افتتاحها. وأضاف عبد الغفار: "المدرسة كانت جديدة والطلاب لابسين يونفورم لطيف، وكانت مدرسة حكومية، أنا بقى دخلت أشوف الطلاب اللي عندهم 6 سنوات دول هل فعلا بياخدوا كُتب تحاكي العصر الجديد ولا لأ"، موضحًا أنه ذهب إلى مدارس التعليم الأساسي من أجل معرفة مدى تطبيق التفكير والإبداع لدى الطلاب، "هل دي متوفرة في الأجيال الجديدة ولا لا"، مضيفًا: "بالتأكيد ليست متوفرة، حيث إن معظم الطلاب لا يعتمدون على التفكير والإبداع بل يعتمدون فقط على الحفظ والتلقين وهو ما يظهر في نتائج امتحانات الثانوية العامة. وأوضح أن الطلاب عندما يأتون إلى مكاتب التنسيق نجد أن عدد الطلاب الذين حصلوا على ما يزيد عن ال95% كبير جدًا، قد يصلوا نسبتهم ل25% من الطلاب الناجحين، ولكنهم اعتمدوا بشكل كلي على الحفظ والتلقين، كما أن امتحانات الثانوية العامة كانت لا تقيس التفكير والإبداع، وبالتالي يذهب الطالب إلى الجامعة ويمارس ما تعود عليه "الحفظ والتلقين". وتابع: "الطالب بقى يروح الجامعة يدور على دروس خصوصية ويذاكروا من الملازم، لازم ننمي مهارات الطلاب"، مؤكدًا أن الاستثمار في الصحة والتعليم وبناء الإنسان من أولويات الحكومة الحالية، وأنه تم اقتراح إنشاء جامعات تكنولوجية وتطبيقية من أجل خدمة طلاب التعليم الفني، الذين يمثلون 600 ألف طالب سنويًا، وهذا الاقتراح ما زال في مجلس النواب لدراسته. وأكد أن هناك أقسام تكنولوجية جديدة نهدف إلى تطبيقها في الجامعات، مثل علوم البيانات، هندسة نووية، الحوسبة الفائقة المتنقلة، السيارات ذاتية القيادة، والقياسات الحيوية، و أن من ضمن التخصصات الجديدة أيضًا التحرير الجيني، تحليلات الأعمال، هندسة الميتاترونيكس، الفيزياء الحيوية، علم التحكم الآلي، النمذجة، ميكانيكا الكم، الطباعة ثلاثية الأبعاد، والنانو تكنولوجي. وأوضح أنه لا يمكن أبدًا الحلم بتطوير التعليم العالي وزيادة الأبحاث العلمية دون أن يكون هناك تعليم أساسي للطلاب واضح جدًا منذ دخولهم المدرسة"، ويجب أن تكون منظومة التعليم ما قبل الجامعي قوية للغاية، مؤكدًا أنه يجب تنمية وتطوير مهارات الطلاب منذ دخولهم المدرسة، وتدريبهم على الأنشطة التي تتيح اكتشاف المتفوقين في أكثر من مجال. وتابع: "عاوزين نشوف المتفوقين دول، علشان لما يوصل الجامعة أقدر أركز عليه، وأخرجه قيادة فاعلة في المجتمع"، معلنًا بشرى سارة للجميع، حيث إنه قرر إلغاء قرار 238 لسنة 2015 الخاص بالدبلومة الأمريكية، رأفة بأولياء الأمور. وزير التعليم العالي يعلن إلغاء قرار 238 الخاص بالدبلومة الأمريكية وأشار إلى أن هناك تحديات كبيرة تواجه الوزارة، منها تحديات اقتصادية متمثلة في أن التكلفة المالية للمشاريع التعليمية كبيرة جدًا، ولكن الدولة قادرة على المساعدة في هذا التحدي، موضحًا أن هناك تحديا إنسانيا في عدم التغيير من بعض المواطنين، حيث إن المواطنين تسيطر عليهم نظرية المؤامرة، مستطردًا: "الناس مش مصدقة إن الدولة بتستثمر في القطاعات دي بهذا الكم وهذا المجهود الذي ممكن أن ينقل الدولة بشكل كبير". وعن نيه الوزارة في إلغاء مكتب التنسيق، قال وزير التعليم العالي إنه لن يتم إلغاء مكتب التنسيق، وسيتم الإبقاء على المكتب، حيث إنه حتى لو حدثت وتم تطبيق امتحان قدرات للطلاب قبل دخول كليات بعينها مثل ما يحدث الآن في كلية الفنون الجميلة، والتربية الرياضة إلا أنه هذا لا يعني إنه سيتم إلغاء مكتب التنسيق، حيث سيتم الإبقاء على التنسيق ولكن بالإضافة إلى ضرورة توافر المهارات التي تتطلبها الكلية التي يقدم عليها الطلاب، في الطالب ذاته. من جانب أخر ، أكد الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، أن إنشاء منظومة تعليم جديدة كان قرارا استراتيجيا جاء بالتشاور مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، بحيث الانتقال من النظام التعليم القائم إلى نظام تعليمي قادر على إخراج طلاب يساهمون في بناء المستقبل، وتم تطبيقه يوم 22 سبتمبر الماضي في رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي. وأضاف "شوقي"، أنه في الوقت نفسه يتم تطوير النظام التعليمي القديم في الثانوية العامة، من أجل القضاء على الدروس الخصوصية، كما أن النظام الجديد يحدث في عمر الدول كل 100 عام، حيث يتم إنشاء مدارس يابانية ومدارس حكومية دولية، مشيرًا إلى أنه يحدث بالتوازي مع المنظومة الجديدة وتطوير المنظومة القديمة تطوير شامل في التعليم الفني، مضيفًا: "المهارات اللي عاوزين الطلاب يبقوا عندها في التعليم الجديد هما إزاي يعرفوا المعلومات التي تؤهلهم للعمل، واكتساب المعرفة وليس من أجل الحصول على شهادة فقط". وشرح طارق شوقي عبر "شاشة عرض" البرنامج الخطة الشاملة لتطوير التعليم الفني والثانوية العامة، خلال وجوده داخل الاستوديو. كما أكد شوقي، أنه لا يوجد امتحانات للطلاب منذ دخولههم المدرسة حتى الصف الرابع الابتدائي، مضيفًا: "عاوزين الطلاب يستمتعوا بالتعليم"، حيث إن الكتب التي يحصل عليها الطلاب في المنظومة الجديدة تكشف "فلسفة النظام"، إذ أنها لا تعتمد على الحفظ مطلقًا، وهناك كتاب في يد المعلم، يعرف من خلاله المهارات التي يجب أن تصل للطلاب من كل درس يتم شرحه. وأشار وزير التربية والتعليم، إلى أن هناك دليلا لأولياء أمور الطلاب يكشف لهم فائدة ما يُدرس لأبنائهم، ناصحًا أولياء الأمور بشراء هذا الكتاب. فيما أعلن الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، عن إتاحة الدخول للجميع في بنك المعرفة لمدة أسبوع مجانًا، بدون إنشاء حسابات، ليتثنى للمواطنين الدخول له بسهولة حتى إنشاء حساب للدخول منه، حيث إن بنك المعرفة يتيح كافة المعلومات الخاصة بالفصول الدراسية لكل المراحل، وفي كافة المواد التعليمية، بالإضافة إلى وجود نماذج بحثية وتفاعلية، وأفلام وثائقية للطلاب. وأشار إلى إمكانية استفادة طلاب الدراسات العليا من الأبحاث العلمية المنشورة عليه، متابعًا: "فقط من خلال اتباع التعليمات يمكن إنشاء حساب للدخول على بنط المعرفة بكل سهولة"، وقال إن هناك دراسة من قبل دولة الإمارات والسعودية وليبيا لتأسيس تحالف بين هذه البلدان للإنضمام لبنك المعرفة، موضحًا أن بنك المعرفة مخصص لكل المصريين مجانًا. وقال وزير التعليم ، إنه يتم عمل تقنين لقياس جودة واعتماد المدارس التي تُعطي الدبلومة الأمريكية وذلك بالتعاون مع وزارة التعليم العالي، وهذا شيء جديد من نوعه، مضيفًا :" سيتم إنشاء 10 مدارس حكومية دولية بنظام الدبلومة الأمريكية بمصروفات 15 ألف جنيه سنويا". وأضاف شوقي، أن الوزارة استطاعت ترشيد النفقات لتطوير المنظومة التعليمية بنسبة 90% من جهودها الذاتية، ولم تصرف حتى الآن مليما واحدا من القروض الخارجية سواء البنك الدولي أو المنحة اليابانية، مؤكدًا أن ميزانية التربية والتعليم تقدر ب89 مليار جنيه سنويًا، تصرف على الأبنية التعليمية والتغذية والرواتب والمكافآت. وسرد الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أبرز الشائعات التي لاحقته في الفترة الأخيرة، وأكد أن هناك كمية كبيرة من الشائعات تحتاج إلى أساتذة علم نفس واجتماع من أجل تحليلها، حيث قال " كنت متوجه إلى دبي مع وزير التعليم العالي، وفوجئت بإطلاق شائعة (هروب وزير التربية والتعليم وطلب اللجوء السياسي إلى أمريكا)"، فيما علق أديب ضاحكًا: "بس أنت هتهرب قريب" وأكد وزير التعليم أن الشائعات أصبحت ظاهرة حقيقية، ويجب على المواطنين ألا ينساقوا وراءها، ويصدقوا فقط ما ينشر على موقع وزارة التربية والتعليم.