الكل يعرف أن الكثير منّا عندما سمع أفلام سبايدرمان وسوبرمان والرجل الأخضر وباتمان تقمّص شخصياتهم فور انتهاء الفيلم، خصوصًا ونحن أطفال فمنا من "اتنطنط" ومنا من تسلّق الجدران وسقط على ظهره وبدلاً من أن يغيّر العالم للأفضل بالعكس ملأه ضجيجًا بصراخه، ومنّا من لطش أخاه قلمًا فجأة (شعور لا إرادي) ظنًا منه أنه يحارب الظلم وبعدها قامت المعركة بدءًا من الاشتباك بالأيدي وانتهاءً بحرب "الشباشب" حتى تنتهي بهم الحرب وهم على السرير يحلمون بأنهم أصبحوا تلك الشخصية وغيروا العالم للأفضل، أما عن نفسي أتذكر عندما سمعت فيلم سبايدرمان بطولة (بيتر باركر) ساعتها كنت طفلاً صغيرًا أطلقت على نفسي اسم (محمد بيتر) فور انتهاء الفيلم وتسلقت البلكونة وكانت شقتنا حينئذ في الدور الخامس ونظرت إلى العالم الذي أردت تغييره للأفضل وقررت وبكل براءة أن أقفز ومددت كفي لتخرج منها خيوط العنكبوت ولحسن الحظ لم تخرج. وكم فخور بأني مصري، فمصر التي أنتجت فيلمًا تدور أحداثه حول الصراع ما بين الحق والباطل (سر طاقية الإخفاء) فهو لا يختلف كثيرًا عن الأفلام السابقة وربما يتميّز بأنه أقدمهم بكثير من حيث الإنتاج، فتلك الطاقية التي صنعها (فصيح) بالصدفة عندما كان يعبث في معمل والده وعن طريقها تكون فرصة لأخيه للنجاح في عمله الصحفي ويستعد للزواج من آمال، يحدث صراع بينه وبين أمين الصائغ الذي ينافسه في حبه لفتاته والذي ينجح في الاستيلاء على "طاقية الإخفاء" منه، يستغلها في أعمال شريرة قبل أن تعود الطاقية إلى أصحابها ويتزوج عصفور من آمال، ويقوم في نهاية الفيلم فصيح بإحراق الطاقية المشهد الذي أحزننا نحن الأطفال كثيرًا فكيف لمثل هذه الطاقية تكون نهايتها الحرق !، ولكن عندما كبرنا أدركنا الحكمة وهي (إذا كنت ضعيفًا وامتلكت سلاحًا وأردت تغيير العالم للأفضل، فالأفضل لك أن تكسره حتى لا يستولى عليه قوي شرير ويغير العالم للأسوأ.