البيضاء تعود للارتفاع.. أسعار الدواجن والبيض اليوم 8 مايو 2024 بالبورصة والأسواق    الخارجية: مصر تتابع الأحداث وأرسلت تحذيرات كثيرة لإسرائيل    الأونروا: مصممون على البقاء في غزة رغم الأوضاع الكارثية    نائب رئيس المصري: مش هنفرط في بالمشاركة الإفريقية    «إنت مبقتش حاجة كبيرة».. رسالة نارية من مجدي طلبة ل محمد عبد المنعم    خبر سار للجماهير المصرية في البطولات الأفريقية والمحلية    ياسمين عبدالعزيز عن أصعب موقف تعرضت له: «لن أكرر التجربة مرة أخرى»    تسلا تنهار.. انخفاض مبيعات سياراتها بنسبة 30% في إبريل    واشنطن: القوات المسلحة المصرية محترفة ومسئولة ونثق في تعاملها مع الموقف    موعد عيد الأضحى 2024.. وإجازة 9 أيام للموظفين    بالمفتاح المصطنع.. محاكمة تشكيل عصابي تخصص في سرقة السيارات    استقرار أسعار الذهب في ختام تعاملات أمس.. شوف عيار 21 وصل كام    إسعاد يونس تقرر عرض فيلم زهايمر ل الزعيم في السينمات المصرية... اعرف السبب    يسبب كوارث، سحب لقاح أسترازينيكا ضد فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم    مدير المخابرات الأمريكية يزور إسرائيل لاستكمال مباحثات هدنة غزة اليوم    الأردن وأمريكا تبحثان جهود وقف النار بغزة والهجوم الإسرائيلي على رفح    المتحدث الرسمي للزمالك: مفأجات كارثية في ملف بوطيب.. ونستعد بقوة لنهضة بركان    ياسمين عبد العزيز: محنة المرض التي تعرضت لها جعلتني أتقرب لله    شاهد.. ياسمين عبدالعزيز وإسعاد يونس تأكلان «فسيخ وبصل أخضر وحلة محشي»    ندوة "تحديات سوق العمل" تكشف عن انخفاض معدل البطالة منذ عام 2017    ماذا يحدث لجسمك عند تناول الجمبرى؟.. فوائد مذهلة    5 فئات محظورة من تناول البامية رغم فوائدها.. هل انت منهم؟    «لا تنخدعوا».. الأرصاد تحذر من تحول حالة الطقس اليوم وتنصح بضرورة توخي الحذر    الداخلية تصدر بيانا بشأن مقتل أجنبي في الإسكندرية    مغامرة مجنونة.. ضياء رشوان: إسرائيل لن تكون حمقاء لإضاعة 46 سنة سلام مع مصر    رئيس البورصة السابق: الاستثمار الأجنبي المباشر يتعلق بتنفيذ مشروعات في مصر    «العمل»: تمكين المرأة أهم خطط الوزارة في «الجمهورية الجديدة»    «الجميع في صدمة».. تعليق ناري من صالح جمعة على قرار إيقافه 6 أشهر    3 أبراج تحب الجلوس في المنزل والاعتناء به    "ارتبطت بفنان".. تصريحات راغدة شلهوب تتصدر التريند- تفاصيل    قبل مواجهة الزمالك.. نهضة بركان يهزم التطواني بثلاثية في الدوري المغربي    عاجل.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه لفلسطين المحتلة لاستكمال مباحثات هدنة غزة    تحت أي مسمى.. «أوقاف الإسكندرية» تحذر من الدعوة لجمع تبرعات على منابر المساجد    تأجيل محاكمة ترامب بقضية احتفاظه بوثائق سرية لأجل غير مسمى    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    حسن مصطفى: الضغوط كثيرة على الأهلي محليًا وقاريًا    رئيس جامعة الإسكندرية يشهد الندوة التثقيفية عن الأمن القومي    عاجل - "بين استقرار وتراجع" تحديث أسعار الدواجن.. بكم الفراخ والبيض اليوم؟    معجبة بتفاصيله.. سلمى الشماع تشيد بمسلسل "الحشاشين"    «خيمة رفيدة».. أول مستشفى ميداني في الإسلام    موقع «نيوز لوك» يسلط الضوء على دور إبراهيم العرجاني وأبناء سيناء في دحر الإرهاب    فوز توجيه الصحافة بقنا بالمركز الرابع جمهورياً في "معرض صحف التربية الخاصة"    كيف صنعت إسرائيل أسطورتها بعد تحطيمها في حرب 73؟.. عزت إبراهيم يوضح    بعد تصريح ياسمين عبد العزيز عن أكياس الرحم.. تعرف على أسبابها وأعراضها    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق شقة سكنية بالعمرانية    اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي القعدة لعام 1445 هجرية    أختار أمي ولا زوجي؟.. أسامة الحديدي: المقارنات تفسد العلاقات    ما هي كفارة اليمين الغموس؟.. دار الإفتاء تكشف    دعاء في جوف الليل: اللهم امنحني من سَعة القلب وإشراق الروح وقوة النفس    صدمه قطار.. إصابة شخص ونقله للمستشفى بالدقهلية    دار الإفتاء تستطلع اليوم هلال شهر ذى القعدة لعام 1445 هجريًا    وفد قومي حقوق الإنسان يشارك في الاجتماع السنوي المؤسسات الوطنية بالأمم المتحدة    اليوم، تطبيق المواعيد الجديدة لتخفيف الأحمال بجميع المحافظات    طريقة عمل تشيز كيك البنجر والشوكولاتة في البيت.. خلي أولادك يفرحوا    الابتزاز الإلكتروني.. جريمة منفرة مجتمعيًا وعقوبتها المؤبد .. بعد تهديد دكتورة جامعية لزميلتها بصورة خاصة.. مطالبات بتغليظ العقوبة    إجازة عيد الأضحى| رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك 2024    القيادة المركزية الأمريكية والمارينز ينضمان إلى قوات خليجية في المناورات العسكرية البحرية "الغضب العارم 24"    ضمن مشروعات حياة كريمة.. محافظ قنا يفتتح وحدتى طب الاسرة بالقبيبة والكوم الأحمر بفرشوط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهادتى ك«إخوانى سابق»: نعم التنظيم لجأ إلى العنف والإرهاب
نشر في الوطن يوم 31 - 12 - 2013

لقد أمسى كرها لا طوعا فى بلدى المكلوم؛ الوجوب بتفحص السؤال الذى لا يغنى عنه غض الطرف؛ (لماذا يتهم الوجدان المصرى تنظيم جماعة الإخوان المسلمين بالفعل أو بالتحريض على انفجار المنصورة الأخير، حتى قبل التحقيقات؟).. والإجابة تكمن فى تفهم فقه فضائح الفتن التى لعن الإسلام كل من أيقظها لا من مارسها فقط؛ لأنه (من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة) «من حديث مسلم فى صحيحه»، ولئن كان الحلم بالتحلم، والعلم بالتعلم، فإن العنف كذلك بالتعنف؛ لأن الإسلام قد لعن كل من أشار إلى أخيه بحديدة؛ ناهيك عمن استخدمها. وفلسفة الفتنة يختصرها الوجدان الشعبى بالمثل القائل (من جاور الحداد انكوى بناره).. فمن جاور «عاصم عبدالماجد» -الذى قتل 118 شخصا وحده بدم بارد- يقتل أو يحرض على القتل أو يرضى به، تأصيلا من (مثل الجليس الصالح والجليس السوء) «من حديث البخارى ومسلم». فقد تكون ظهيرا للإرهاب ترضى به وتحالفه؛ ثم تدعى زورا بأنك لست بإرهابى. ورغم شهادات الإخوان فى الدرجات الأولى والوسطى فى التنظيم، وكذا جمهورهم ومحبيهم بالنهج السلمى للجماعة خاصة فى رابعة، فإنهم يتناسون أنه حتى فى القيادات العليا للجماعة ليس الكل يعلمون كل شىء. فمثلا فى رابعة يقول أحدهم: «أنا كنت بنفسى فى رابعة، ولم أر إلا متعبدين فى سلمية واضحة للعيان»، فتسأله: «هل دخلت مسجد رابعة وطفت فى أرجائه، أو حتى استخدمت حماماته؟» فيسكت؛ وبنسبة كبيرة -إلا القيادات- يقول: «لا أحد يدخل المسجد إلا القيادات».. فتقول له: «أنت إذن لم تدخل رابعة».. ولن يدعوه ما تقول لأى مراجعة لما يعتقد، فالعاطفة هى الفيصل فى حكمه.
ومن مظاهر هذه الفتنة:
أولا: البذور الأولى للعنف فى رسائل البنا؛ خاصة «المؤتمر الخامس».. فأى مراجعة بسيطة متجردة لهذه الرسالة؛ تؤدى ولا شك لليقين بوجود بذرة العنف داخل الجماعة، ومن ذلك قوله: (وبعد هذه النظرات والتقديرات أقول لهؤلاء المتسائلين؛ إن الإخوان المسلمين سيستخدمون القوة حيث لا يجدى غيرها، وحيث يثقون أنهم قد استكملوا عدة الإيمان والوحدة، وهم حين يستخدمون هذه القوة سيكونون شرفاء صرحاء وسينذرون أولاً، وينتظرون بعد ذلك ثم يقدمون فى كرامة ويحتملون كل نتائج موقفهم بكل رضا وارتياح) انتهى كلام البنا، ولم ينته العنف بعد.
ثانيا: تاريخية العنف المستمر فى كل الحقب الزمنية للجماعة المتلازم مع الإنكار الدائم منها، ثم تلازم اعتراف أفراد من الجماعة بعد فترة بمسئولية الجماعة عما حدث؛ يقرر باحتمالية أن يكون تفجير المنصورة برعاية الإخوان.. ومن ذلك: «حادثة المنشية» فلقد سمعنا من قيادى التنظيم الخاص (محمد نجيب راغب) بعد ستين سنة؛ وهو يقص علينا كيف أنها من ترتيب الإخوان، ويعزى إنكار القيادات الأخرى بأنهم كانوا لا يعلمون بذلك، فكثير منهم لا يكذبون. بل إن د. يوسف القرضاوى فى مذكراته يتهم «هنداوى دوير» بذلك، وقد انتقده «على نويتو» القيادى بالتنظيم على اتهامه لدوير على صفحات جريدة «آفاق عربية». وهذا يذكرنا بحكم البراءة للجهاديين من قتل «رفعت المحجوب»، ثم اعترافهم بعد البراءة بارتكابهم الحادث، ومقتل الشيخ الذهبى الذى روجوا أنه من صنع الأمن، ثم يعترفون بقتله بعد حين. حتى مقتل حسن البنا الذى روج الإخوان أنه من صنع «الملك فاروق»، فيأتى ابنه «أحمد سيف الإسلام» ويعلن فى حواره مع جريدة «الشروق» أن الملك برىء من قتل أبيه، وأنه وقيادات الإخوان يعلمون القاتل الحقيقى؛ ولكنهم يستحون من العواقب. ونفس الكلام سمعناه من «محمد نجيب راغب». بل إنهم فى مقتل النقراشى قالوا إنه تم دون أوامر من القيادات؛ قال لنا عنه «سيد أبوشلوع» (القيادى بالتنظيم): «ومنذ متى والإخوان تفعل شيئا دون أوامر». ناهيك عن قتل التنظيم لزميلهم «سيد فايز» على خلاف فى الرأى، كما اعترف القرضاوى بذلك فى مذكراته. فهل مطلوب منا أن ننتظر ستين سنة حتى يعترف قيادى بأنهم المحرضون؟
ثالثا: اشتراك الجماعات الجهادية المرتبطة بتنظيم القاعدة فى تحالف دعم الشرعية مثل «تنظيم الجهاد» ينبئ بتماهى الإخوان مع فكرة العنف.
رابعا: استخدام د. محمد مرسى صلاحياته فى الإفراج عن كثير من الجهاديين أصحاب منهج التغيير بالقوة؛ مثل: «غريب الشحات» و«أحمد سلامة» و«شعبان هريدى» وغيرهم. ولا يرد على هذه الشبهة إفراج المجلس العسكرى عن «عبود الزمر»؛ لأنه قضى عقوبته كاملة، وكان خروجه مطلبا ثوريا وحقوقيا لا يمكن تجاهله.
خامسا: تصدر «عاصم عبدالماجد» ورفاقه لمنصة رابعة، وتصريحات البعض بالتهديد بالعنف، مثل من هدد علنا أمام الكاميرات بالسيارات المفخخة. بل إن مفتى الجماعة «عبدالرحمن البر» أفتى بأن من يترك رابعة كالمتولى يوم الزحف، فى إشارة إلى إعلانه الحرب على الكفار بذكره الآية: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ» [سورة الأنفال: 15] التى نزلت فى حرب الكفار.
سادسا: القرائن الكثيرة لاستخدام الإخوان العنف فى درجاته الأولى والثانية، حتى وهم فى السلطة، مثل (على سبيل المثال لا الحصر):
1- أحداث نقابة المحامين بدمنهور قبل (30/6) بأسابيع، التى أشهد ويشهد معى كثير أن البادى بالعنف (لبس الخوذ واستخدام الشوم ذات السكاكين وترويع المحلات والمارة) هم الإخوان فى تشكيل نظامى دل على ما ينوى تنظيمهم فعله فى مصر، ولما توجه من أعرف من الناس (م. ح) إلى من أعرف من الإخوان (م. ن) يخاطبه: «انتم كده حتعملوا حرب أهلية» رد عليه: «ومالها الحرب الأهلية».. ولما اتصلت بمن أعرفه فى القياديين (الذين قاطعونى نهائيا الآن) (ى. ع)؛ قال لى: «إن هذا انتقام لما حدث من تهجم البعض على د. حشمت كرمز للجماعة فى نفس المكان».. وقال بالحرف: «300 سلاح آلى ينيموا دمنهور من المغرب».. وقال لى آخر يشغل منصبا سياسيا رفيعا فيهم (أ. ع): «إحنا ناويين نحرق لكم البلد لو مرسى مشى».
2- فى أحداث بين السرايات التى يعلمها الجميع، وقتل فيها أكثر من ثلاثين شخصا. وقد أخبرنى مقرب جدا من «د. عبدالمنعم أبوالفتوح» بعلم أبوالفتوح التام بمسئولية الإخوان عن القتل فى بين السرايات، ومع ذلك لم يستنكر ما حدث. وواضح علم أبوالفتوح بأشياء كثيرة لم يفصح عنها؛ إذ لم يفصح للآن عن صحة ما أخبرونا فى حملته -أيام كنا نؤيده- عن اختطافه لقرابة اليوم والليلة بمنطقة سيناء عند زيارته لها، وحقيقة الاتصالات بين القبائل التى أثمرت الإفراج عنه. ولم يفصح أيضاً عمن كان يطلق الرصاص من داخل مكتب الإرشاد، ومن جاء بالأمداد المسلحة لتخليص من تم احتجازه بالداخل، فتوسط لمنع الأمداد والإفراج عمن كانوا بالداخل مستخدما ابنه «حذيفة» فى ذلك كما أخبرنى مقرب منه، الذى أخبرنى أيضاً بعلم أبوالفتوح بوجود أسلحة فى اعتصام ميدان النهضة.
3- أحداث حوش عيسى المسجلة بالفيديوهات والصور، والمؤيدة بالشهود العديدة، والموثقة بالمحاضر الرسمية، والتى حدثت والإخوان فى السلطة قبل 30/6 بأيام. مسبوق ذلك بحركة مرصودة للشراء الشره للأسلحة، وقد استخدم فيها الرصاص الحى فى الهواء، والخرطوش فى العيون من مسافات بعيدة قبل وصول المتظاهرين إليهم؛ فى حالة بعيدة زمانا ومكانا عن أى تبرير بالدفاع عن النفس؛ سبقته تهديدات مباشرة لمؤيدى 30/6 أسفرت عن فقد خمسة أشخاص لنعمة البصر، معروفة أسماؤهم جميعا، وكلهم على قيد الحياة. والجدير بالذكر فى تنظيم الإخوان الإدارى أن أى مكتب فرعى مثل حوش عيسى لا يستطيع اتخاذ قرار ما لم ينل توجيها مباشرا من مكتب إدارى المحافظة، الذى لا يستطيع أن يأمر بهذا دون الرجوع إلى المركزى. وسبب الجهر باستخدام السلاح فى حوش عيسى هو خطة الإخوان فى استخدام طبيعة كل مكان للتترس بأعرافه؛ فتم تصنيف حوش عيسى إخوانيا خطأ على أن هذا أمر قبلى طبيعى فيها مثل سيناء ومرسى مطروح والواحات.. إلخ، فصدرت الأوامر للجهر بالعنف مركزيا.
4- مقتل سائق المنصورة برغم التبريرات الساذجة لقناة الجزيرة التى ليست بمنأى عن الأمريكان، الذين لو أمروا قطر بإغلاقها الساعة الثالثة؛ فستغلقها الساعة الثالثة والربع ولا شك.
5- سلوك الإخوان فى قتل المتظاهرين فى المقطم عند مكتب الإرشاد بالرصاص الحى، بل وتوعد «المغير» ورفاقه المتظاهرين بذلك قبل حدوثه. ومن قبل ذلك: فالكل يتذكر الهتاف الجماعى الذى يشبه هتاف جنود الصاعقة فى أحداث الاتحادية (قوة.. عزيمة.. إيمان.. رجال المرسى فى كل مكان).
6- أحداث الحرس الجمهورى.. حيث المشهد ليلى حتى مطلع الفجر، والرئيس المخلوع بالداخل، ومن قبل ذلك تهديدات بإخراجه، ثم تجمع بشرى كبير يصطحب معه مستشفى ميدانيا، وأوامر ميدانية بصلاة الفجر بطريقة صلاة الخوف التى تصلى فى الحروب؛ حيث فئتان تهاجم أو تدافع أو تحرس، وفئة تصلى، وبشهادة أحد أطباء المستشفى الميدانى (م. م) أن أول قتيل سقط بعد حوالى الساعة الخامسة والنصف؛ أى بعد صلاة الفجر بأكثر من ساعة ونصف، وبشهادة القيادى الإخوانى (ح. ف) أن هناك أكثر من فردين قتلوا داخل سور الحرس، واختلف معه زميله (ع. أ) أنهم خمسة. وبشهادة القيادى الأهم (أ. م) -الذى يراجع علاقته بالجماعة الآن- أن القوات أول ما أطلقوا؛ أطلقوا الغاز لا الرصاص، وأنهم حذروا قبل ذلك.. ولكن نادى مناد فيهم: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا» [الأنفال: 45].. فحدث ما حدث، كأنما ذهبوا بأبنائهم ليحصلوا على مظلومية دم تجمع الصف، وتوقف نقد الجنود للقيادة، بحجة أن الوقت غير مناسب للنقد، والدم يسيل.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
7- تقربهم من قطاع من البلطجية -فى دمنهور أنموذجا- بحجة الدفاع عن النفس، مما دفعهم لإعطاء تعليمات لتجار الأدوية ولبعض الصيدليات بتوفير متطلبات البلطجية من الترامادول وخلافه -مثل غيرهم- فى سابقة ميكافيلية لم تكن موجودة من قبل.
8- الخطاب الإعلامى الداخلى المعلن بأن ما دون الرصاص سلمية، والتى تفوح بإرهاصاته تصريحات مسئولى (رصد)، وصفحة «صقور الإصلاح»؛ فالمولوتوف سلمية، والقرن غزال سلمية، والشومة ذات السكينة سلمية. وقد شاهد كل أبناء دمنهور توجيه الشماريخ على المارة فى الوجه؛ حتى من بنات ونساء الإخوان التى تخفيها فى حجابها بعضهن، ومنها شمروخ أصاب الشاب الفقير ابن منطقة العبارة والخلوق «مصطفى صلاح الصريطى» بفقد معظم أسنانه، رغم أنه كان من المتفرجين البسطاء.
9- العنف اللفظى لأفراد الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعى الذى يومئ لمتخصصى تحليل النصوص على أرضية نفسية بالوصول للنموذج الكامن فى خطاب الإخوانى، فعلى سبيل المثال: كتبت شيئا ما ينقد الجماعة على صفحتى، علق عليها قيادى يعرفنى وأعرفه، يكنى نفسه «أبوحور» واسمه (ح. أ)، وهو قريب مقرب من قيادى كبير جدا (م. س) بقوله: «كامل رحومة.. تقتل نفسك».. ناهيك عن ألفاظ التخوين والتكفير من الغالبية الإخوانية.. فهم لا يناقشون أفكارا بل يناقشون مآلات الناس عند الله، ويدعون عليهم بالويل والثبور.. وهذا مبحث يحتاج لمقالات ومقالات.
10- شهادة شخصية ألقى بها ربى يوم القيامة -وأبطالها أحياء- حينما كنت فى الإخوان قبل خروجى منها بسنة؛ فى عام 1992م أسندت إلىَّ مهمة (واضح أنها كانت اختبارا) لحماية صلاة العيد فى سوق سوريا بدمنهور، وطلب منى المسئول (ح. م) استخدام مونشاكو أو سلاح أبيض أو أى شىء أجيده، فلما رفضت وآخرون، منهم (ط. أ)؛ لأننا لم نترب على هذا فى الجماعة (فى المستوى الذى كنا فيه)؛ جاءنا فى ثانى يوم مسئول أكبر (ج. ب) -ترك الجماعة حاليا- يعتذر عن سوء فهم المسئول الصغير لما أسند إليه، وأنه ليس من منهج الجماعة العنف. وأنه سيحاسب على فهمه الخاطئ. وبعدها بان للعيان بأنى أصبحت عبئا عليهم -كما أخبرنى «سامح عيد» القيادى آنذاك- حتى تخلصوا منى فى واقعة كوميدية هزلية بعد بدايتى فى عمل مراجعة فكرية لما أعتقد.
وبعد.. بحسب القلادة ما أحاط بالعنق.. أقول عن تفجيرات المنصورة.. ولنفترض أنك لم تفعلها، ولكنك لا تستطيع الإنكار بكونك أيقظت الفتنة، وحرضت عليها، ولا أشك أنك رضيت بها؛ لأن من يفهم عقل التنظيم الإخوانى يدرك أن التفجير انتقام للاعتداء على نساء المنصورة.. فهم هكذا يفكرون. خاصة أن هناك من الفتاوى التفصيل ما يبيح التفجير جهادا فى صفوف أفراد الشرطة.. وأذكر حوارا عجبا دار بينى وبين قيادى إخوانى (م. ع) بعد فض رابعة، ألومه على العنف فى الشوارع، فنظر إلىَّ فى تعجب كأنما يؤمن بصحة ما يعتقد؛ قائلا: «دى معركة بيننا وبين الشرطة، إيه دخل الناس فيها؟».
لذا.. فهذا ما جنيتم على أنفسكم وعلى فكرتكم.. فمن زرع حصد ومن أطرق الباب يوشك أن يفتح له.. وأشهد ويشهد معى كثير أنهم لوحوا بالعنف أكثر من مرة وطرقوا الباب كثيرا.. كأنما يذكروننا وهم يلوحون بالعنف ليل نهار بمن يريدون أن يغطوا على جريمة قتل؛ فيفتعلون خناقة أخرى بمتلازمة يفهمها الأشقياء بما يسمى (التغطية)، بمعنى (غطينى وأنا أقتل).. كما حدث فى حرق محافظة البحيرة، حيث يقف بعض رموزهم الذين استخدموهم لشحن جماهيرهم مذهولين من الحلقة الأخيرة التى انتهت بحرق المحافظة على غير توقع منهم. فالذى يعلم بما سيكون فى الإخوان ليس كثيرا. وقد أخبرنى أحدهم (م. ع) أنه توجه للمسئول الكبير يحذره من عواقب ذلك؛ فقال له: «تتحرق تتحرق مالكش دعوة».. كما أخبرنى رمز من رموزهم (و. أ) ذهل مما حدث، أنه حاول إيقافهم فلم يستطع، فأخبرنى بنيته أن يكون على مسافة من أفكار الجماعة.
فهل بعد هذا تريدنى أن أبرئ من تعاطى الهيروين، ووجد فى أماكن التجارة، وصادق التجار؟! بل وأقرض أحدهم مبلغا كبيرا يسد به متطلبات صفقة كبيرة، بل وساعده فى التغطية عليه بالإخفاء والتمويه؛ لأنه لم ينقل الصفقة مع التاجر الكبير بنفسه، وادعى أن القضية ملفقة.. وكذلك تريدنى أن أبرئ من نسج أول خيط للعنف أدى لانفجار المنصورة. فإذا أردت أن تحرق حقلا فما عليك إلا أن تشعل فأرا.. وتطلقه فى الحقل، ولا تأمره بعمل شىء، فهو سيفعل لك ما تريد وما لا تريد.. فمن دار حول حمى العنف من الطبيعى أن يوشك أن يقع فيه؛ إن لم يكن قد وقع بالفعل.. لأن الشيطان دائما لا يعظ.. هذه شهادتى أعذر بها إلى ربى، ولعلهم ينتهون.. ولست أخشى ممن هددنى قبل 30/6 فى مكالمات عدة، ولا من هدد صديقى (ط. ب) فى الهاتف منذ أيام؛ محذرا إياه من تهور شباب الإخوان، بسبب مراجعاته لأفكار الجماعة فى وسائل الإعلام.. فاللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.. والله أعلم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.