«حسيت إنى اتكهربت، وشوفت عم محمد ورمضان وصابر على الأرض، ووضعت يدى على وجهى لقيت لحم ودم ومش شايف بعينى اليمين»، هذه الكلمات كانت آخر ما تذكره المجند أحمد على عن الحادث الإرهابى فى مديرية أمن المنصورة، الذى روى تفاصيل مأساته وهو يسأل «هو كم ضابط ومجند ماتوا من زمايلى، طيب وعم رمضان والعسكرى المحلاوى، كان متكلبش فى السلم معرفتش حصل ليهم إيه؟». قال أحمد: «أنا مجند خدمة لتأمين الأسانسير فى المديرية، التحقت بالتجنيد منذ 3 أشهر، لدى 4 أشقاء وباصرف على أسرتى مع والدى بالعمل فى الزراعة»، وأضاف «كنت فى إجازة منذ 17 يوما للزواج، وجرى تكليفى بالعمل فى قوات التأمين بالمديرية، وخدمتى كانت بين الأسانسير وتأمين البوابة الرئيسية، ووقت الحادث كنت أجلس مع زملائى فى وقت الراحة، وبصحبتهم عم رمضان والأمين صابر اللى كان مكلبش فى إيده العسكرى المحلاوى المتهم بالشجار مع ضابط وشد أجزاء السلاح عليه، وكنا نتحاور فى تلك المشكلة ثم فوجئت بانفجار شديد لم أشعر أنه قنبلة، وناديت على عم رمضان قائلا: عم رمضان إنت بتكهربنى ليه؟ ثم شاهدت دخانا كثيفا يملأ المكان، ودماء وصراخ زملائى وسيدات، ولم أشعر بنفسى إلا وأنا أهرب من مبنى المديرية إلى الكورنيش، فاحتضننى شاب وحملنى فوق كتفه، ثم شاهدت زملائى على الأرض، فناديت عليهم وطلبت من الأهالى إنقاذهم». ويضيف أحمد: «أنا ماشفتش العربية اللى انفجرت أو مين كان فيها، ولكنى سمعت بتهديدات إرهابيين بالهجوم على مديريات الأمن وكان الزملاء يناقشون تلك الأقاويل، ولكنى لم أصدقهم، حتى أخبرنى الطبيب بأنى أصبحت عاجزا، وحضر وزير الداخلية لزيارتى، ولكنى أطالبهم بعلاجى فى الخارج حتى أعود إلى خدمة وطنى والقضاء على الإرهاب»، ووجه المجند عتابا لقيادات الداخلية لعدم حمايتهم من الإرهابيين، وقال: «المجند بيكون فى مواجهة جحيم الإرهاب دائما، وفى بعض الأحيان نكون بدون تسليح لندافع عن أنفسنا».