أعلن وزير المال الروسي أنطون سيلوانوف، اليوم، إن أوكرانيا ستحصل الثلاثاء على ثلاثة مليارات دولار التي هي القسم الأول من خطة الإنقاذ المالي التي منحتها روسيا، ونددت بها المعارضة الموالية لأوروبا. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن "سيلوانوف"، قوله إن "العملية تمت الجمعة. ونقل الأموال نهائيا سيتم الثلاثاء وفقا لتقديراتنا". وخلال زيارة الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، الثلاثاء الماضي، إلى موسكو منحت روسياأوكرانيا مساعدة مالية التي كانت على شفير الإفلاس. وستستثمر موسكو من جهة 15 مليار دولار في سندات خزينة منها ثلاثة مليارات قبل نهاية السنة وستخفض من جهة أخرى سعر الغاز الروسي ب30%. وكانت المعارضة الأوكرانية التي تتظاهر منذ أكثر من شهر في وسط كييف، احتجاجا على رفض الحكومة أي تقارب اقتصادي مع الاتحاد الأوروبي لصالح موسكو، دانت "رهن" البلاد لروسيا. وسيتم شراء سندات الخزينة الأوكرانية بأموال من صندوق أنشأته السلطات الروسية لتحضير روسيا لتراجع أسعار النفط التي تشكل نصف إيراداتها من الموازنة. وقال سيلوانوف: "قررنا دعم الدولة المجاورة من خلال ضمان المبادلات التجارية". وكان صندوق النقد الدولي منح في 2010 أوكرانيا أكثر من 15 مليار دولار لم تسدد منها سوى ثلاثة مليارات، مطالبا قبل دفع أي مبلغ جديد قيام "كييف" بإصلاحات غير شعبية. وأكد الرئيس الأوكراني في الأسابيع الماضية، أنه غير مستعد لقبول رفع أسعار الغاز الذي يطالبه به صندوق النقد الذي يعتبر أن الإعانات الممنوحة للأسر ولقطاع الصناعة تمثل 7% من إجمالي الناتج الداخلي وتساعد المستهلكين الأقل عوزا. وفي كييف، شككت الصحف الأوكرانية في مستقبل الحركة الاحتجاجية. وعنونت صحيفة "سيغودنيا" القريبة من السلطة: "ركود في مايدان"، الاسم الآخر لساحة الاستقلال في العاصمة الاوكرانية. وكتبت أوليس بوزينا، في افتتاحية الصحيفة، إنه "يبدو أن قادة المعارضة لا يعرفون كيف يخرجون من عنق الزجاجة في وسط المدينة مع حفظ ماء الوجه". ورأى أن قادة المعارضة "يفتقدون إلى الشجاعة التي تسمح لهم بأخذ السلطة"، بينما يتظاهر مئات الآلاف من الأشخاص في الشارع، احتجاجا على السلطات، إلا أن الصحيفة التي يديرها رينات أحمدوف أغنى رجل في أوكرانيا وراعي حزب الرئيس، رأت أن رئيس الدولة لم ينتصر أيضا. وحذرت من "وجود مايدان مخفية" للمقربين من السلطة "القدامى" الذين يثير صعود أقرباء الرئيس استياءهم. أما صحيفتا "كومرسانت أوكرانيا" و"كومسولسكايا برافدا أوكرانيا"، فانتقدتا من جعتهما إنشاء "حركة مايدان الشعبية"، الذي أعلن عنه خلال تظاهرة الأحد التي شارك فيها عدد أقل بكثير من التجمعات السابقة. وقال قادة المعارضة إن هذه الحركة يفترض أن تجمع كل الذين هم "ضد الفساد" و"ضد العودة إلى الماضي" في الهيئات التي ترعاها موسكو. وكتبت "كومسولسكايا برافدا" ساخرة، أن "مايدان صوتت من أجل إقامة حركة شعبية يقودها 37 شخصا لا يهدفون إلى أقل من تغيير الدستور وإصلاح الشرطة وتبني قانون ضريبي جديد". ونقلت الصحيفة عن سيرغي فلاسينكو محامي المعارضة المسجونة يوليا تيموشينكو، قوله على صفحته على موقع فيسبوك": "لم أسمع الحد عن خطة عمل ملموسة" لهذه الحركة.