قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إن «العلاقات المصرية - الألمانية وطيدة للغاية فى مختلف المجالات»، مستشهداً بكثرة اللقاءات التى جمعته مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل منذ تولِّيه قيادة البلاد حتى الآن، وأن الزيارات المتبادلة بين مسئولى البلدين والتعاون الثنائى والتنسيق المتبادل بشأن العديد من الملفات الدولية والإقليمية تدل على عمق العلاقة بين القاهرةوبرلين. وأضاف «السيسى»، خلال مؤتمر مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم، أنه عقد جلسة ثنائية بناءة مع المستشارة لتعزيز سبل التعاون بين البلدين وتوطيد العلاقات وتبادل الرؤى حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، موضحاً أن العلاقات بين البلدين تمثل شراكة متنوعة فى جميع المجالات، معرباً عن تقديره لمواقف ألمانيا المساندة لمصر فى حربها على الإرهاب وقُوى التطرف والعنف، مبيناً أنه اتفق معها على ضرورة وجود سُبل لمواجهة الإرهاب والتطرف. وأعرب الرئيس عن إعجابه الشديد بسياسات «ميركل»، موضحاً أنه معجب بكل العطاء الذى تم تقديمه من ألمانيا لدول العالم خلال فترة قيادتها، مضيفاً: «أهنِّئكِ وأهنِّئ الشعب الألمانى بنجاح سياساتك الداخلية والخارجية، وننظر بكل الإعجاب والاحترام لاستضافتكم للاجئين بألمانيا»، مشيراً إلى أنه تحدث معها عن تطوير التعاون الأمنى والعسكرى المشترك، بما يمكِّن الدولتين من التعامل مع مختلف التهديدات، موضحاً أنه شرح العبء الكبير الذى تتحمله مصر عبر استضافتها لملايين اللاجئين، وكذا إنجازات مصر فى ملف مكافحة الهجرة غير الشرعية منذ 2016 حتى الآن، مؤكداً أن معالجة أزمة اللاجئين أمنياً دون النظر لجذور تلك المشكلة من الناحية الاقتصادية ونواحٍ أخرى عديدة «لن تؤدى إلى تحقيق النتائج المنشودة». وأوضح الرئيس أنه اتفق مع «ميركل» على زيادة تدفق الاستثمارات الألمانية لمصر، بما يعكس التطور الملحوظ الذى تشهده العلاقات بين البلدين، معرباً عن سعادته بعودة السياحة الألمانية لمستواها المعهود، مضيفاً: «أحمل رسالة مودة من الشعب المصرى للألمان، ونأمل أن يتوجه السياح الألمان إلى المقاصد السياحية المصرية»، مؤكداً قوة العلاقات الخاصة بين البلدين وأهمية مواصلة الحوار من أجل بلوغ مستوى أعلى فى العلاقات. الرئيس: سعيد بعودة السياحة الألمانية إلى مصر لمستواها المعهود.. و«ميركل»: مصر شريك أساسى فى ملف الهجرة وقالت «ميركل»، إن مصر شريك أساسى فى ملف الهجرة، مشيرةً إلى أنها تباحثت مع الرئيس بشأن حدود مصر البحرية وكيفية تأمينها، موجهة الشكر للدولة المصرية والرئيس، بشأن عدم مرور اللاجئين إلى ألمانيا من مصر، رغم أن الكثيرين منهم يعيشون فيها. وتابعت المستشارة الألمانية: «نقدِّر ما تقوم به مصر، وندعم كل الجهود فيما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية». من ناحية أخرى، قال «السيسى»، إن «تجربة مصر مع الشركات الألمانية وليست (سيمنز) فقط رائعة»، مشيراً إلى أنه تم التواصل مع الشركة حينما واجهتنا مشكلة فى الكهرباء بمصر، نظراً لوجود تعداد سكانى كبير، وتواصلنا معها لحل الأزمة. وأضاف الرئيس، خلال حديثه، اليوم، بالقمة الأفريقية الألمانية المصغرة، أن «حجم العطاء الذى تم، والتعاون المشترك بيننا، وإعطاء الفرصة للشركات المصرية للتدريب المهنى، جعلنا نستطيع مضاعفة الطاقة الكهربائية فى مصر خلال 30 شهراً»، موضحاً أنه تم إنشاء محطات عملاقة، وتدشين برنامج لتطوير البنية التحتية للطاقة الكهربائية والغاز فى مصر، بالتعاون مع الشركات الألمانية، قائلاً: «نشكر الحكومة الألمانية، وأهلاً بكم فى مصر». وشارك الرئيس فى أعمال الجلسة الافتتاحية لقمة الاستثمار فى أفريقيا، وذلك بحضور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والقادة الأفارقة اليوم. وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس وجَّه فى كلمته التى ألقاها فى الجلسة، الشكر للشركات الألمانية العاملة فى مصر، لإسهاماتها فى عملية التنمية، خاصة شركة «سيمنز» التى أتمت إنشاء 3 محطات عملاقة لتوليد الكهرباء فى مصر وفق أحدث المواصفات الدولية بمعدل إنجاز غير مسبوق على مستوى العالم، بما أضاف 14.4 جيجاوات للشبكة القومية للكهرباء فى زمن قياسى بلغ نحو عامين، وقد تم عرض فيلم تسجيلى خلال الجلسة عن إنشاء المحطات فى مصر وشهد الرئيس توقيع مذكرة تفاهم بين الحكومة المصرية، ممثلةً فى وزارة التجارة والصناعة، وشركة «سيمنز»، لتحسين القدرات التنافسية للصناعة المصرية من خلال تزويد مصر بالحلول والتقنيات المتطورة فى مجال «التحول الرقمى للصناعات»، و«حلول التشغيل الآلى»، فضلاً عن التعاون فى مجال تدريب ورفع قدرات وبناء الكفاءات والكوادر المصرية فى القطاع الصناعى. وتم توقيع الاتفاق على هامش «القمة الثانية لمبادرة مجموعة العشرين للشراكة الاقتصادية مع أفريقيا»، والمنعقدة حالياً بالعاصمة الألمانية برلين، وقَّع الاتفاق عن الحكومة المصرية المهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة، والدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، وعن شركة «سيمنز» جو كايسر الرئيس التنفيذى لشركة «سيمنز» العالمية. وقال «نصار»، إن «الاتفاق يستهدف تحقيق تطوُّر ملموس فى مجالات المناطق الصناعية والتشغيل الآلى والتكنولوجيا الرقمية فى المصانع، والتعليم والتدريب، إلى جانب توفير الطاقة وحلول السلامة وحماية البيئة»، مشيراً إلى أن قطاع الصناعة يمثل أولوية قصوى وجزءاً مهماً من استراتيجية التنمية الاقتصادية لرؤية مصر 2030. وأشار «نصار» إلى «سعى الوزارة لتعزيز أواصر التعاون والشراكة مع رواد الصناعات التحويلية والتحول الرقمى ومن بينها شركة سيمنز التى تحرص على استقدام تقنيات متقدمة وتوفير قدرات تدريبية عالية للكوادر المصرية»، لافتاً إلى أن هذا التعاون يركز بشكل كبير على التحول الرقمى والتشغيل الآلى، ويسهم فى توفير أدوات جديدة للشركات لمواصلة رفع معايير الجودة لأنشطة التصنيع المصرية ومنح الكوادر البشرية جميع المهارات والتدريب اللازم لصناعات المستقبل. ولفت وزير التجارة والصناعة إلى أن الاتفاق يشمل 4 محاور رئيسية هى: التصنيع والمناطق الصناعية، والتحول الرقمى والتشغيل الآلى، والتعليم والتدريب، فضلاً عن توفير الطاقة وحلول السلامة وحماية البيئة. من ناحية أخرى، تجمع بعد ظهر اليوم، أمام مقر المستشارية الألمانية ببرلين، أعداد من أبناء الجالية المصرية فى ألمانيا، للتعبير عن تقديرهم وتأييدهم وحبهم للرئيس السيسى، قبيل انعقاد القمة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وأكد أفراد الجالية المصرية أن الوقفة تم تنظيمها فى حب مصر، ولإعلان التأييد الكامل للرئيس ولجهوده البناءة فى تحقيق التنمية والاستقرار والإصلاح الاقتصادى ومكافحة الإرهاب، وجهوده فى دعم مسيرة الأمن والاستقرار فى ربوع المنطقة، ولدوره المشهود فى وضع مصر فى مكانتها اللائقة بين دول العالم. ورفع أفراد الجالية المصرية الأعلام، وأذاعوا العديد من الأغانى والأناشيد الوطنية عبر مكبرات الصوت.