شهدت قرية "عرب الشيخ محمد" التابعة لمركز المنيا اليوم، أكبر جلسة صلح بين المسلمين والمسيحيين في تاريخ المحافظة، على خلفية أحداث العنف الطائفي التي نشبت بين المسلمين بقرية "الحوارتة" وجيرانهم المسيحيين بقرية "نزلة عبيد" المجاورة، بسبب نزاع بين مواطنَين، مسلم ومسيحي، على قطعة أرض تقع في زمام القرية الأولى، والتي أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص من الطرفين، بينهم ربة منزل، وإصابة نحو 16 آخرين. عقد الصلح برعاية أمنية، وبحضور لجان المصالحات ورؤوس العائلات وأهالي القريتين والقرى والعزب المجاورة، والمشايخ والعمد ورجال الدين الإسلامي والمسيحي. كانت الجلسات التمهيدية لإتمام الصلح أسفرت عن وضع ستة شروط، منها التعهد بعدم العودة لأسباب النزاع مرة أخرى، وعدم خروج أقباط قرية "نزلة عبيد" تجاه الجبل بعد الصلح لمدة 15 يومًا على الأقل كنوع من التهدئة، وعدم دخول مسلمي "الحوارتة" من الجسر الغربي منعًا للاحتكاك بأقباط نزلة عبيد، لأجل غير مسمى، وكذلك دفع 110 ألف جنيه لصاحب سيارة تم تحطيمها من قبل مسلمي قرية "الحوارتة" عندما اكتشفوا أن مستقليها من أقباط قرية "نزلة عبيد"، رغم أن مالك السيارة من قرية "نزلة فرج الله" المجاورة، وهي بعيدة عن الصراع، وكذلك عدم دفع الدية لأسر القتلى من البلدين حتى بعد الصلح، خاصة وأن كل طرف سقط له قتيلان، ومطالبة الطرفين بعدم بناء أقباط قرية نزلة عبيد على الحدود مع قرية "الحوارته" في مقابل عدم بناء مسلمي الحوارته في حدود قرية نزلة عبيد. كما اتفق الطرفان على عقد جلسة الصلح بقرية عرب الشيخ محمد كأرض محايدة بين الطرفين وغير متورطة في الأحداث بسبب رفض كل طرف أن يقام الصلح في أرض الخصم. وكشفت مصادر من أهالي القريتين أن ما ساعد على الصلح أن أهالي البلدتين أصدقاء في الحقول الزراعية، وتربطهما تعاملات يومية وعلاقات طيبة، وهناك تداخل في الأراضي بين بعضهما البعض، غير أن هناك اعتراضًا من الأهالي بالبلدتين على إقبال أحد بالبناء على الأراضي التي تقع في زمام القريه الجار. تعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء أسامة متولي مدير أمن المنيا إخطارًا من العميد هشام نصر مدير البحث الجنائي بالمديرية بوقوع مشاجره بناحية شرق النيل بين أقباط قرية نزلة عبيد ومسلمي قرية الحوارتة المتجاورتين، بسبب نزاع على بناء منزل بقطعة أرض أملاك تقع على أطراف القرية الثانية، وقيام مواطن مسيحي باستغلال المساحة لصالحه دون رغبة الأهالي، ونتج عن ذلك مقتل كل من سعاد محمود حجازي 36 عامًا، ومحمد صابر شحاتة 25 عامًا، من قرية "الحوارته"، وجرجس كامل حبيب 27 عامًا، سائق، من قرية "نزلة عبيد". وأشارت التحريات أن المجني عليها الأولى خرجت من منزلها للبحث عن نجلها عقب سماعها إطلاق النار بكثافة، فأصيبت بطلقة طائشة أودت بحياتها في الحال، بينما أصيب نحو 16 شخصًا آخرين من الطرفين منهم أربعة مسلمين و12 مسيحيًا، منهم صموئيل ناجي نصيف 35 عامًا، وأبانوب ملاك بشرى 20 عامًا، وصموئيل ميلاد أمين 21 عامًا، وإسحاق يعقوب تادرس 58 عامًا. وبعد مرور يومين من المشاجره تلقى العميد حاتم حمدي مأمور مركز شرطة المنيا، بلاغًا بمقتل عبدالمسيح عياد فانوس، 46 عامًا، فلاح، من قرية نزلة عبيد، بطلقات نارية أثناء توجهه لحقله، وتبين قيام مجهولين بإطلاق النيران عليه، فيما اتهم أهالي قرية نزلة عبيد أهالي قرية الحوارتة بالضلوع في قتله ليتساوى بذلك عدد الضحايا بين البلدتين.