"إنسان على مستوى راقٍ جدا من الإنسانية والتفاهم والإخلاص والجدية والاحترام"، بهذه الكلمات بدأ علاء زغلول حيثة ل"الوطن" عن رفيق دربه الشهيد الحسيني أبوضيف،.. كان الحياء، وحب الناس، والموضوعية في النقاش، والالتزام الديني أبرز صفات الشهيد. وفي وصف ملامح الشهيد الإنسانية، قال زغلول "عمري ما سمعت منه لفظ خارج أو انتهاك لحرمة حد مش موجود، حتى لما كان ينتقد حد كان ينتقده بشكل موضوعي ومحترم وعملي، وبشكل يجعلك تحترمه أكثر، فالابتسامة كانت لا تفارق وجهه، وكانت علامة النصر لاتفارق أصبعه، دائما متفاءل، حتى في أحلك ظروف الثورة". كانت بداية تعارف زغلول بالشهيد، منذ الأحداث الأولى لثورة يناير، وكانا دائما تجمعهم فاعليات الثورة، "الحسيني أبوضيف لم يكن صديقي، ولا كنا زمايل دراسة أو بلديات قبل الثورة، اتعرفت عليه خلال فعاليات الثورة بميدان التحرير". يتابع زغلول، وهو مبتسما كأنه يرى الشهيد أمامه، "كان دائما متواجد في كل فعاليات الثورة".. أضحت علاقة زغلول بالشهيد تزداد قوة بعد اعتقاله في أحداث العباسية، "كان متأثرا جدا بفترة سجني تلك الأحداث وكان قائم على اعتصام في نقابة الصحفيين للتضامن مع معتقلي العباسية". توطدت علاقة الشهيد بالمناضل الثوري، عقب خروجة من الاعتقال، "كنا نتقابل يوميا، وننظم كل فعاليات الثورة، دارت بيننا مناقشات عديدة، في كل ما يخص الثورة، وأشياء أخرى شخصية". التفاؤل وحب الناس كانت من أكبر شيم الشهيد... "كان الحسيني دائما متفائل ويرى النصر قريبا، وأن المسألة مسألة وقت، وكان يشعر بالتقصير تجاه الناس، لازم نوعيهم ونفهمهم ونعرفهم الحقيقة التي قد تكون مغيبة عنهم". وتابع زغلول، "كنت دايما بشوف فيه القدوة للعمل الصحفي الجاد، كان "داينمو" في موضوعاته الصحفية، الوقت عنده بيفرق كتير، وكان يقيم نفسه بشكل يومي، أفتكر أكتر من مرة كنت بغطي معاه موضوعات صحفية كان هو بيعملها، بتكون بعد كدة مهمة للرأي العام، كان شايف أن الصحفي دوره أن هو يكون القلم الحر اللي يعرف الناس حقهم، ويعرف الناس إن في سلبيات في النظام أو الدولة". لم يهتم الشيهد يوما بحجم وعدد المشاركين في المظاهرة، بقدر اهتمامه بقضية التظاهر، "مكنش بيستنى أنه يكون في مليوينة أو وقفة بالآلاف علشان ينشط فيها أو يدعو ليها، أفتكر أن معظم الوقفات اللي وقفناها كانت وقفات فيها مكنش فيها 5 أو 6 أشخاص، ومكنش بتفرق معاه ميزان العدد اللي فرضوا علينا النظام، أن في حاجة اسمها مليونية أو ما يسمى "القدرة على الحشد"، فكان يرى أن هذا شيئا غير مطلوب، أهم ما يراه هو عدالة القضية، فكان لا يتوانى لحظة أنه يشارك ويدعو ويعتصم ويكتب ويدعم". واستشهد زغلول بنجاح الشهيد الثوري والصحفي في أحد القضايا.. "قضية زميلنا وائل أبو الليل، اللي كان مسجون فترة طويلة، بعد أحداث فض اعتصام أبريل 2011، أنا كنت موجود معاه لما راح يعمل موضوع مع أخته وزوجته وأطفاله ووالدته، وبعد أيام من التحقيق تم إخلاء سبيل وائل أبو الليل، اللي كانت الناس نسيت قضيته، كان الله يكتب للحسيني القبول والتوفيق في أعماله الصحفية، لأنه كان مخلصا في أعماله ومتضامنا مع أي شخص بشكل إنساني". لافتا إلى تضامنه أيضا مع الزميلة الصحفية بالوطن شيماء عادل، والتي كانت محتجزة في السودان، "بعد تخاذل النظام ونقابة الصحفيين عن قضيتها، كان زعيم الاعتصام عند السفارة السودانية بالقاهرة، وطالب برجوعها وفك أسرها". وأضاف "كان دائما مخلصا في موضوعاته الصحفية، فهو ليس الصحفي الذي يتلقى الموضوع من وكالة أو موقع، وإنما يشارك الحدث، يفهمه ويدرسه يتعايش معاه وينخرط فيه، فهو كان يرى إن كلام الجرايد كلام فارغ نتيجة تقصير الصحفيين، وكان يرى أن الصحفي لابد أن ينال حصانة تجعله يتمم عمله على أكمل وجه، ولذلك أنشأ لجنة الدفاع عن مهنة الصحافة، تضامن مع أي زميل أو صحفي يتم التنكيل به من جانب الجريدة التي يعمل بها أو من السلطة أو من معارضيه. فلذلك بعد استشهاده أصر زملاؤنا استكمال عمل لجنة للدفاع عن الصحفيين، وقموا بتغيير اسمها لتصبح، "لجنة الحسيني أبو ضيف للدفاع عن مهنة الصحافة". مختتما حديثة، "مستمرون على نفس المنوال ونطالب السلطة بمنح الصحفي حصانة تجعله قادر أن يكتب بقلم حر وجريء، الحسني أبو ضيف كان إنسان وصحفي أكثر ما كان أي حاجة تانية".