أظهر الفرنسيون بطاقة تحذير صفراء للرئيس الفرنسى الجديد فرانسوا أولاند، مع قرب نهاية ال100 يوم الأولى من رئاسته، وشنت الصحف الفرنسية حملة لتقييم أداء الرئيس الجديد، وأظهر استطلاع للرأى أن الفرنسيين يتشككون فى قدرته على حل المشكلات التى تواجههم. وقالت صحيفة «لوفيجارو» فى افتتاحيتها أمس إن ال100 يوم الأولى من حكم «أولاند» لم تسفر عن أى تغييرات، مؤكدة أن الفرنسيين لا يخفى عليهم حقيقة الموقف فى قضايا أزمة اليورو والبطالة والديون السيادية، وأضافت: على الرغم من أن الفرنسيين لا ينتظرون معجزة من الرئيس، إلا أنهم يرون أن هناك غياباً للرؤية، مشيرة إلى أن «أولاند» لم يلفت إليه الانتباه خلال تلك الفترة عن طريق تحركات أو قرارات شجاعة. ووفقاً لاستطلاع رأى أجراه معهد «إيفوب» لدراسات الرأى العام لصالح «لوفيجارو» فإن 54% من الفرنسيين غير راضين عن أداء أولاند كرئيس للجمهورية مقابل 46% راضين عنه. ويرى 51% من الفرنسيين أنه بعد تولى الرئيس الاشتراكى مقاليد الحكم فإن البلد تتغير للأسوء فيما اعتبر 17% أنها تتغير للأفضل، وقال 32% إن فرنسا لم يطرأ عليها أى تغيير خلال ال100يوم الأولى، فى المقابل عبر 57% من الفرنسيين عن ثقتهم بأن «أولاند» سيعمل جاهداً على الوفاء بوعوده الانتخابية بينما رأى 34% عكس ذلك تماماً. وقال خطار أبودياب أستاذ العلاقات الدولية بجامعة باريس، فى اتصال مع «الوطن»، إن «أولاند» لم يتمتع بفترة سماح كافية مقارنة بسابقيه، إذ كانت تمتد فترة تقييمهم إلى 6 أشهر، بل وعام فى أحيان أخرى، إلا أن المهام الملقاة على عاتق الرئيس الجديد، لاسيما تلك المتعلقة بمكافحة العجز الاقتصادى والهجرة غير الشرعية، وانعدام الأمن، والابتعاد عن التصنيع، تستلزم إعطاءه مدة أطول نسبياً لاختبار قدراته. ويرى مراقبون أنه على الرغم من تشكك الفرنسيين فى قدرة «أولاند» على تحقيق وعوده الانتخابية، إلا أنهم يقدرون عدداً من التدابير التى اتخذها خلال الفترة الماضية، وعلى رأسها تخفيض 30% من راتبه ورواتب الوزراء، وانسحاب القوات الفرنسية من أفغانستان، وعودة سن التقاعد إلى 60 عاماً. وكان «أولاند» فاز على منافسه الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى بفارق ضئيل، بعد حصوله على 51.8% من أصوات الفرنسيين مقابل 48% لساركوزى ثم جرت مراسم تنصيبه بقصر الإليزية فى 15 مايو الماضى.