استكمل البرلمان العراقي هيئته الرئاسية بانتخاب بشير الحداد نائبًا ثانيًا للرئيس، بعدما انتخب بعد استئناف الجلسة الأولى من الفصل التشريعي الأول لسنته التشريعية الأولى بدورته الانتخابية الرابعة برئاسة النائب محمد علي زيني رئيس السن، وبحضور 298 نائبًا، محمد الحلبوسي، رئيسًا لمجلس النواب ونائبه الأول حسن كريم الكعبي. وقال المحلل السياسي العراقي، علي الكيدار، إن الجدل المثار سيستمر، لا سيما أن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية لم تتجاوز ال20%، إضافة إلى عمليات التزوير في بعض المناطق والمحافظات ما أدى إلى تأخر إعلان النتيجة بعد الفرز لحوالي شهرين، ما يجعل البرلمان في نظر الشارع العراقي حاليًا باطل. وأوضح الكيدار في اتصال هاتفي ل"الوطن": "ما جرى في جلسة البرلمان مؤخرًا يعتبر تراكم ل15 عامًا مر بها العراق، وعادت المحاصصة والصفقات السياسية مرة أخرى للمشهد في العراق، برئيس برلمان سني والنائب الأول شيعي والنائب الثاني كردي، ويعود الأكراد في منصب رئيس الجمهورية. وحصل الحلبوسي، البالغ 37 عامًا، على أصوات 169 نائبًا مقابل 89 صوتًا لخالد العبيدي، حسبما أفادت الوكالة الوطنية العراقية. والحلبوسي كان محافظا للأنبار في غرب البلاد منذ 2017 إلى حين انتخابه نائبًا في مايو الماضي. وحاز النائب حسن كريم، على ثقة المجلس بحصوله على 210 أصوات من أصل 281 صوتًا ليصبح نائبًا أول لرئيس مجلس النواب مقابل 33 صوتًا للنائبة علية فالح، فضلًا عن 35 بطاقة فارغة و5 باطلة. وأكد المحلل السياسي العراقي، أن نقطة إيجابية ظهرت خلال الفترة الحالية وهي تجاوز الشعب العراقي للطائفية، لا سيما في الجنوب، وانتفض مواطنو المناطق الشيعية ضد التوغل الإيراني في العراق. وعن تولي شخصية كردية لرئاسة الجمهورية العراقية، قال الكيدار، إن هذا يحدث خلافًا بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني، مشيرًا إلى أنه من حق أي مواطن ترشيح نفسه لأي منصب في الدولة بعيدًا عن أي اعتبارات دينية أو عرقية. ووفقًا لقانون أحكام الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية، الذي أقره مجلس النواب في 2012، فإن الترشيح للمنصب يتم خلال مدة ثلاثة أيام من تاريخ انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبيه على أن يتم غلق باب الترشيح بعدها بثلاثة أيام. ومنذ عام 2004 وحتى الآن سيطر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني على منصب رئيس الجمهورية بعد أن تم اختيار زعيمه السابق جلال الطالباني لهذا المنصب لدورتين متتالتين، ومن ثم الرئيس الحالي فؤاد معصوم الذي تولى منصبه في 2014. وقال حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الأحد إن هناك ثلاثة أسماء مطروحة حاليًا لتولي منصب رئيس لجمهورية. لكن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، يرى أن المنصب يجب أن يكون من حصته باعتبار أنه كان "الجهة الأكثر حصدا لأصوات الناخبين في إقليم كردستان".
