حزب النور لم تعجبه المادة 89 من الدستور الجديد لدرجة أن يد ممثل حزب النور قد ارتعشت وترجرجت حتى ظننت أنه سيصرخ: «شُلت يدى» من هول الإحساس بالذنب والإثم وهرباً من الخطيئة ولم يستطع الضغط على زر التصويت الإلكترونى من فرط المأساة وضغط الكارثة، وبلغت حدة الصراع أوجها حتى انهمرت دموعه وخضبت ذقنه وصرخ «وادستوراه» وامتنع عن التصويت إلى أن ضبطه متلبساً السيد عمرو موسى رئيس اللجنة! هذه المادة قالت عنها السيدة هدى عضو الحرية والعدالة عندما ناقشها الدستور الغريانى المرساوى الإخوانى النورانى المقبور أنها كمواطنة تشعر أن هذه المادة خادشة للحياء! تخيلوا، رقة إحساس عضوة الإخوان ورهافة شعورها تجعلها مخدوشة الحياء من مادة تحظر كل صور العبودية والاسترقاق والقهر والاستغلال القسرى للإنسان وتجارة البشر وتجارة الجنس، ولا يُخدش حياؤها من طفلة قاصر يتاجر فى لحمها لثرى خليجى كهل يسحبها معه كالبهيمة إلى بلده ليجرب فيها كل كبته وعقده وشذوذه وانحرافه وأحياناً يشاركه الأبناء والأحفاد! ثم يتركها بعد أن تتحول إلى شبح إنسانة تتسول ثمن تذكرة العودة إلى أهلها المجرمين حيث تستعد لرحلة ضياع داخلية وطنية محلية تنتهى إما بالشارع أو بيوت المتعة الرخيصة! كل هذا الانتهاك والقهر وكل هذه السخرة والمسخرة من أجل حفنة ريالات أو دينارات أو دراهم يشترى بها الأب «طوب وأسمنت» أو تغير بها الأم الغويشة والحلق أو يجدد بها الأخ الشقيق سيراميك الحمام! كل هذا العذاب وهذه اللاإنسانية لم تخدش حياء الإخوان أو حزب النور، كل أطفال الشوارع وبنات اللحم الرخيص لم يخدشوا حياءهم ولم يؤثروا فى رهافة إحساسهم الشفاف الهفهاف، كل هذا لأنهم يصرون على زواج طفلة التسع والعشر سنوات ما دامت تطيق الوطء!! نفسى أفهم مشاعر حزب النور والإخوانجية وهم يرفضون هذه المادة التى تجرم الاستعباد وتجارة البشر! ألهذه الدرجة بلغت حرفيتكم وتزمتكم وتحنط عقولكم وتيبس أحاسيسكم وركودكم ورقودكم فى كهوف الماضى حيث العبيد والرق والجوارى وملك اليمين، نحن لن نكون عبيداً لإرضاء نزوات النصف الأسفل لمجموعة من المرضى المشوهين، آن الأوان لكى نتحرر من خفافيش الظلام ويكفى رفضهم لهذه المادة لكى نطردهم من حياتنا إلى الأبد.