المفارقة التي جعلت الوفاة المأساوية للممثل الأمريكي بول ويليام ووكر الرابع، والمعروف ب"بول ووكر"، تتحول إلى عدة مشاعر مختلطة من الحزن والصدمة والاندهاش والعجب، هي وفاته في حادث سيارة "بورش" تحطمت واحترقت تماما بينما هو داخلها، وهو الذي لمع نجمه من خلال سلسلة أفلام The Fast and The Furious الشهيرة بسباقات السيارات التي يصل فيها ووكر في شخصية "برايان أوكونور"، وهو يقود سيارته باحترافية كبيرة إلى سرعات جنونية، ينجو منها مع زملائه كل مرة دون إصابات بالغة. المفارقة الثانية هي أن ووكر لم يكن السائق في تلك السيارة المنكوبة، بل كان يقودها صديقه روجر روداس، بطل سباقات السيارات السابق والمستشار المالي الحالي، والذي لم تنقذه احترافيته وبطولاته من أن يلقي مصرعه جنبا إلى جنب مع ووكر. النهاية لم يكن يتوقعها أشد كتاب السيناريو في هوليوود مهارة ولا أوسعهم خيالا، نهاية أثارت حزنا بين معجبيه ورواد المواقع الاجتماعية بشكل عام، حتى وإن كان البعض يراه ممثلا متوسط الموهبة لم يحقق نجاحا شخصيا، بل نجحت سلسلة أفلام اشترك فيها، تعتمد على الإثارة والأدرينالين الناتج عن سباقات السيارات والسرعات الفائقة التي تتجاوز المنطق. يقول ووكر: "الحياة قصيرة جدا، وأكبر لعناتها على الإطلاق هي أن تقع في حب أحدهم"، وهي إحدى المقولات التي تصف حياته باختصار غير مخل، وبغض النظر عن حياته التي أصبحت قصيرة بالفعل، إلا أنه ترك خلفه ابنة في الخامسة عشر من عمرها، ميادو، والتي انتقلت إلى كاليفورنيا مؤخرا من هاواي حيث كانت تعيش مع والدتها، كي تكون قريبة منه، وكأنما أصابتها لعنة الحب التي تكلم عنها والدها الذي أحبها من قبل أن تولد حين قال: "في طريقي لأكون والدا، وهذا ما أركز فيه أغلب الوقت، فالتمثيل وظيفتي ولكنه ليس حياتي". ووكر لم يعرف أن اللعنة الأخرى هي أن يقع في حب "شيء ما"، فهو الذي وصف نفسه بأنه يحمل عقلا مجنونا بالسيارات، وجاءته الشهرة من خلال سلسلة أفلام عن السيارات، انتهت حياته داخل إحداها محترقا، بصورة يصعب تخيلها، قال عنها رئيس الشرطة أنهم سوف يستغرقون أياما ليمكن التعرف عليها بسهولة، ليختتم بذلك آخر فصول "الغاضب" بول ووكر الذي رحل "سريعا" مع ما أحب في حياته.