سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«بدراوى»: لا مصالحة مع الإخوان قبل المحاسبة.. وموقف «البرادعى» متخاذل سكرتير عام «الوفد» ل«الوطن»: «عبدالناصر» قاد انقلاباً عسكرياً.. و«السيسى» قاد ثورة بتفويض شعبى
وصف فؤاد بدراوى، السكرتير العام لحزب الوفد، حكومة الدكتور حازم الببلاوى بأنها «ضعيفة وأداءها بطىء»، مشيراً إلى أنه كان يجب اختيار رئيس وزراء أكثر نشاطا، مهاجماً الدكتور محمد البرادعى، مؤسس حزب الدستور، واصفاً موقفه بعد ثورة 30 يونيو ب«المتخاذل». وطالب فى حوار ل«الوطن»، المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية، بإصدار إعلان دستورى مكمل لتطبيق قانون الطوارئ لمدة معينة، لحين انتخاب البرلمان الجديد.. وإلى الحوار. ■ فى البداية.. كيف تقرأ المشهد السياسى بعد ثورة 30 يونيو؟ - ما نشهده من أطراف العمل السياسى أمر طبيعى، خصوصاً ما نراه من تنظيم الإخوان المحظور، من مسيرات تخريبية والسعى لإثارة البلبلة بالمظاهرات لإثبات الوجود، لكن تلك التظاهرات لا تأتى بأى أثر لدى الشعب، ففى أعقاب أى ثورة تحدث اضطرابات، ومع كل هذا نحن متمسكون بتنفيذ خارطة الطريق، بدءا من وضع دستور للبلاد ثم إجراء الانتخابات البرلمانية تليها الانتخابات الرئاسية، وأى خلل بها سيؤدى لنتائج سلبية. ■ البعض يرى أن حزب الوفد ليس له دور محسوس فى الشارع، بل واتهمه البعض بعقد صفقات مع نظام الإخوان مقابل امتيازات، وأرجعوا ذلك إلى المقابلة السرية بين قيادات جبهة الإنقاذ ومنهم الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، وعمرو موسى، مع سعد الكتاتنى، رئيس حزب الحرية والعدالة؟ - كل هذا الكلام محض افتراء، وليس له أى أساس من الصحة، وفى العمل السياسى وارد جدا أن يلتقى خصوم العمل السياسى مع بعضهم، وتكون تلك اللقاءات لتبادل الآراء ووجهات النظر، لكن تلك المقابلة لم ينتج عنها أى تنازل يتعارض مع ثوابت جبهة الإنقاذ، وموقف حزب الوفد منذ البداية واضح ومصرح به أمام الجميع، أنه لا يجوز الخلط بين السياسة والدين، وما وصلنا له الآن تتحمله قيادات المجلس العسكرى السابق وعلى رأسهم المشير حسين طنطاوى، وزير الدفاع السابق، والفريق سامى عنان، رئيس الأركان السابق، وأيضاً المستشار طارق البشرى لوضعهم قانون الأحزاب بالإعلان الدستورى الذى تسبب فى إنشاء أحزاب على أساس دينى، والتاريخ سيذكر لهم أنهم أخطأوا خطأ جسيما فى حق هذا الشعب. ■ كيف ترى مستقبل الديمقراطية فى ظل حالة الانفلات الأمنى الذى نعيشه، وحالة الطوارئ التى انتهى العمل بها منذ فترة قليلة؟ - فى البداية أحب أن أسأل أى مواطن عن حالة الطوارئ، هل شعر بتطبيقها؟ وهل تم تفعيل قانون الطوارئ؟ وما أطالب به الآن هو أن يصدر رئيس الجمهورية إعلانا دستوريا مكملا لتطبيق قانون الطوارئ لمدة معينة لحين انتخاب البرلمان حتى تهدأ الأمور، لأن ما يحدث فى الشارع من جرائم وخلل أمنى يستوجب هذا حفاظا على أرواح المواطنين. ■ ما تقييمك لأداء حكومة الببلاوى؟ - قد تسعى إلى إصلاح اقتصادى وسياسى، لكن هذا الأمر لا يجد صداه على أرض الواقع، والمواطنون لا يشعرون بهذا، وعليها أن تتخذ إجراءات وخطوات يشعر بها المواطن البسيط، لكن الحكومة بطيئة جداً ولديها حالة من التراجع ولا مبالاة بمشاكل الشارع المصرى. ■ هل كان اختيار الدكتور الببلاوى موفقا لرئاسة الوزراء فى هذا الوقت؟ وهل تؤيد دعوات إقالة الحكومة؟ - الببلاوى شخص محترم، لكنى كنت أفضل اختيار رئيس وزراء أكثر نشاطا وحركة وظهورا من الدكتور الببلاوى يستطيع أن ينجز مطالب المواطن البسيط، أما دعوات إقالة الحكومة فى هذا التوقيت فهى أمر مربك، لكن على الحكومة الحالية أن تلبى احتياجات الشعب وتظهر أنها تعمل لصالح المواطن البسيط. ■ اتهم البعض جبهة الإنقاذ بعدم توجيه النقد إلى الحكومة الحالية لانتماء غالبية الوزراء الحاليين لها فما تعليقك على هذا؟ - لا أعلم السبب وراء هذا الأمر، ولكن هذا القرار المنوط به المكتب السياسى للجبهة فقط، وأعتقد أنه أخطأ فى هذا ولا بد على جبهة الإنقاذ أن تقُيّم أداء الحكومة من فترة لأخرى. ■ حالة من الركود السياسى تعيشها الأحزاب المدنية، فهل هناك تخوفات من استمرار موجات ثورة 30 يونيو، خصوصاً بعد الدراسات الأخيرة التى أكدت أن أغلب أبناء مصر يعيشون حالة ركود سياسى؟ - لا يستطيع أحد أن يقول إن هناك ركودا سياسيا فى دور الأحزاب، ومن ينظر إلى مجمل المشهد يرى أن هناك أسباباً تعيق الأحزاب عن أداء دورها، على رأسها الحالة الأمنية التى تمر بها البلاد، لكن مطلوب من الحركة الحزبية مزيد من الحركة والتواصل والتحرك الجماهيرى من خلال قواعد الحزب المختلفة بالمحافظات. ■ كيف ترى مستقبل الإسلام السياسى بعد زوال حكم الإخوان؟ - كل فصيل يجب أن يمارس حياته السياسية بشكل طبيعى ولا يستطيع أحد أن يسلبه تلك الحرية، لكن يجب ألا نخلط بين الدين والسياسة، لأن هذا أمر بغيض، وهناك علماء دين أجلاء طالبوا بعدم خلط الدين بالسياسة، على رأسهم الشيخ محمد متولى الشعراوى، فالدين أرقى من ألاعيب السياسة، وحزب النور يجب أن يكون لديه قدر كبير من الذكاء والوعى والفطنة وأن يستوعب المشهد ويعمل على تفادى كافة الأخطاء التى وقع فيها الإخوان. ■ ما تعليقك على موقف الدكتور البرادعى بعد ثورة 30 يونيو؟ - البرادعى هو من حكم على نفسه بما هو فيه الآن من رفض شعبى له، نتيجة موقفه المتخاذل والمخزى للغاية وانسحابه من المشهد السياسى فى هذا الوقت الراهن، لكن لا أستطيع التشكيك فى نواياه إلا بعد وجود أدلة على هذا. ■ بعض القوى السياسية تنادى الآن بفكرة المصالحة.. فما تعليقك؟ - لا مصالحة قبل المحاسبة ولا تصالح مع من يشارك فى أعمال تخريبية وإرهابية ضد المواطنين العزل ورجال الجيش والشرطة الذين يسقط كل يوم منهم أبرياء دون أى ذنب. ■ ما الحلول المطروحة بعد انقضاء مدة الطوارئ؟ وهل قانون التظاهر قادر على تحجيم المسيرات التخريبية لأنصار الرئيس المعزول؟ - لا بد أن يعاقب كل من يرتكب جرما، وقانون الإجراءات الجنائية قادر على ردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر أو التعدى على المواطنين. أما قانون التظاهر فكان به سلبيات كثيرة رفضناها، والحكومة الحالية وعدت بإعادة صياغته وفى انتظار ذلك. ■ كيف ترى أداء لجنة الخمسين؟ وما تعليقك على إلغاء مجلس الشورى؟ - لجنة الخمسين تحاول أن تصنع دستورا كفيلا بحماية حقوق المواطنين، ويحقق مصالحهم ومطالبهم، بحيث تكون الحقوق والواجبات واضحة فيه، أما عن إلغاء مجلس الشورى فأنا رأيى منذ البداية هو رأى «الوفد»، حيث يرى الحزب الإبقاء عليه بشرط منحه صلاحيات كاملة تساعده على إتمام مهامه، أما إن كان دون صلاحيات تشريعية فيجب إلغاؤه. ■ كيف يمُنح صلاحيات تشريعية، وهناك مجلس الشعب؟ - هناك دول كثيرة فى العالم تطبق نظام المجلسين ولا مانع من الإبقاء عليه وإعطائه اختصاصات كاملة حتى لا يحدث فراغ دستورى إذا حدث مانع لمجلس الشعب منعه من ممارسة عمله، كحله وغيره. ■ متى ينسحب الوفد من لجنة الخمسين؟ - لا أعتقد أن الوفد سينسحب ما دامت الأمور تسير فى طريق دستور يحقق مصالح المواطنين وسيادة الأمة، فالوفد كان أول حزب يعلن انسحابه من الجمعية التأسيسية السابقة حينما شعر أن الدستور يتجه فى اتجاه لصالح فصيل معين. ■ هل تفضل انتخابات القائمة أم الفردى؟ - شخصيا أفضل النظام الفردى، لكن رأى الحزب غير هذا، حيث يطالب أغلبية الأعضاء فيه بنظام القائمة النسبية غير المشروطة، لأنه من خلال القائمة تحصل الأحزاب على نسبة أعلى من النظام الفردى. ■ هل ستتفق القوى المدنية على مرشح رئاسى معين خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة؟ - الأحزاب المدنية وجبهة الإنقاذ على الأخص لم تبحث هذا الأمر فهو سابق لأوانه، لكن الجبهة ستجتمع خلال الأيام القليلة المقبلة لبحث هذا الأمر والتشاور حوله. ■ ما رأيك فى المطالب بترشح الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع لرئاسة الجمهورية؟ - الفريق السيسى لن يترشح إلا تحت ضغط شعبى كمشهد 30 يونيو ومليونية التفويض، ففى هذا الوقت يجب أن يخضع للإرادة الشعبية. ■ ما مواصفات الرئيس الذى تحتاجه مصر خلال المرحلة المقبلة؟ - لا بد أن يكون رئيسا ديمقراطيا يشعر ويثور ويعرف مشاكل المواطن البسيط ويجب أن يكون واعيا بأن الكرسى إلى زوال. ■ أغلب البسطاء شبهوا الفريق السيسى بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر، فهل هذا يؤهله لخوض المعركة الانتخابية بسبب قربه من البسطاء؟ - سأقولها للتاريخ هناك اختلاف بين الاثنين وفارق شاسع، فالرئيس الراحل جمال عبدالناصر قاد انقلابا عسكريا ولم يقد ثورة، بعكس الفريق أول السيسى الذى فوضته جموع الشعب المصرى فى ثورة شهد لها العالم لمواجهة إرهاب الإخوان وحكمهم، فهناك فرق بين قائد للانقلاب وقائد للثورة.