صوّت البرلمان التايلاندى، أمس، ضد حجب الثقة عن رئيسة الوزراء، ينجلوك شيناوترا، الأمر الذى يُخشى أن يؤدى إلى انفجار غضب آلاف المتظاهرين الذين يطالبون منذ أيام عدة برحيلها. وقال رئيس البرلمان سومساك كياتسورانونت إن «رئيسة الوزراء ينجلوك فازت بالتصويت على الثقة». وأتت نتيجة التصويت على المذكرة التى طرحتها المعارضة بأن 297 نائباً صوتوا ضد حجب الثقة و134 معها. ورأت وكالة «فرانس برس» أنه عملياً لم تكن هناك أى فرصة للحزب الديمقراطى المعارض بتمرير هذه المذكرة بسبب هيمنة حزب بويا تاى على أغلبية مقاعد البرلمان، ولكنه على ما يبدو كان يتعلق بأمل حصول انشقاق كبير فى صفوف الحزب الحاكم. وإذا كانت رئيسة الوزراء قد فازت فى الامتحان البرلمانى فإن امتحان الشارع يبقى أصعب بكثير، لا سيما مع تشديد المتظاهرين المطالبين برحيلها ضغوطهم وتهديدهم إياها بشل وزارات جديدة إذا لم تبادر إلى الاستقالة. من جهته، استبعد وزير التعليم التايلاندى، شاتورون شيزينج، حدوث تدخل عسكرى فى الوقت الراهن، رغم خطورة الوضع فى البلاد التى تشهد حالياً مظاهرات لليوم الخامس على التوالى. وتوقع شيزينج، فى تصريح خاص لراديو هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى»، أمس، عدم حدوث تدخل عسكرى فى تايلاند؛ على الرغم من أن الجيش هو الذى يساند المتظاهرين، مضيفاً أن «حدوث تدخل عسكرى فى البلاد أمر مستبعد». وقال الوزير التايلاندى إن «هدف المتظاهرين الإطاحة بالحكومة وهو أمر غير دستورى، الحكومة تحتاج لإعادة بناء الثقة مع مواطنيها فى النظام البرلمانى». وأوضح أن فقدان المواطنين التايلانديين الثقة فى الحكومة وفى الأحزاب الائتلافية لا يعنى بتاتاً أنهم يريدون إسقاط الحكومة أو تغيير النظام فى البلاد. ورداً على سؤال حول رئيس الوزراء السابق المطاح به، ثاكسين شيناواترا، قال شيزينج إن «الحزب الحاكم بوا تاى يواجه معضلة كبيرة»، مضيفاً أن على الحزب إيجاد بعض التوازن و«على الحزب الحاكم العمل على أن يكون رئيس وزراء البلاد مستقلاً برأيه ويعمل على إصدار قرارات مستقلة». وكان آلاف المعارضين فى تايلاند قد تظاهروا الأحد الماضى، أمام العديد من الوزارات والمبانى الحكومية للمطالبة برحيل حكومة رئيسة الوزراء ينجلوك شيناوترا، وتُعد هذه الاحتجاجات هى الأكبر التى تشهدها تايلاند.